لم يظهر فريق المغرب التطواني بالصورة المنتظرة منه خلال المباراة التي جمعته بالرجاء البيضاوي مساء أول أمس بمركب محمد الخامس لحساب مؤجل الجولة الثامنة، حيث استسلم لإرادة الرجاويين الذين عبروا عن نواياهم في صنع انتصار جديد منذ صافرة البداية التي أطلقها الحكم عبد الرحيم اليعقوبي. الاندفاع نحو مرمى التطوانيين، واكتساح وسط الميدان، واسترجاع الكرات بسرعة.. أسلوب تكتيكي اعتمده لاعبو الرجاء، ما يعني أن الاستعداد لمنازلة المغرب التطواني لم يكن بدنيا وتقنيا فحسب، بل نسجل أيضا الجانب النفسي، وإذا ما أضفنا لهذه الاستعدادات مؤازرة الجماهير وتواضع الخصم، فالأكيد أن الفريق الأخضر استأسد وصنع فوزا عريضا ومريحا. صحيح أن المباراة لم تكن سهلة بالنسبة للفريقين معا، اعتبارا لوزنها على الساحة، ووضعها فوق خريطة الترتيب، ورغبتهما في التتويج باللقب، لذلك كان متوقعا أن يرسم الفريق الزائر صورة مشرفة، سيما وأنه حقق ثلاثة انتصارات متتالية، مسجلا بذلك صحوة البطل، لكن إرادة العناصر الرجاوية ورغبتها في أخذ الثأر والانفراد بالصدارة كانت قوية، وبالفعل تحقق للرجاويين ما أرادوا. عبد المجيد دين هدد مرمى الحارس الكيناني في الدقيقة 13 من ضربة خطأ، لكنه في الدقيقة 28 أصاب الهدف، ومنح أصدقاءه امتياز السبق، وهو الامتياز الذي زاد من حماس العناصر الرجاوية التي واصلت ضغطتها واكتسحت رقعة الملعب. وعلى غفلة من مدافعي المغرب التطواني، انسل المهاجم محسن ياجور في الدقيقة الأولى من زمن الجولة الثانية وسجل هدفا مباغتا في شباك الحارس الكيناني، هذا الهدف نزل كحمام ثلج على الجماهير التطوانية وبعثر أوراق المدرب عزيز العامري ووصفاته التكتيكية، التي تصدت لها كل الخطوط الرجاوية التي سجلت حضورا مميزا توج بهدف ثالث من توقيع المدافع الأوسط بوخريص الذي استغل الخروج الخاطئ للحارس التطواني. هدف الشرف وقعه اللاعب المالي تراوري في الدقيقة 88، وبذلك ينتهي اللقاء بفوز عريض ومستحق لفريق الرجاء البيضاوي الذي قدم عرضا طيبا، وكان الأفضل، كما صرح بذلك كل المدرب عزيز العامري، الذي عزا تواضع لاعبيه إلى أرضية الملعب، معتبرا هذه الأرضية شكلت عائقا أمام العناصر التطوانية لإفراز منتوج كروي يليق بها. من جانبه أكد المدرب امحمد فاخر خلال الندوة الصحفية، التي أعقبت المباراة، أن لاعبي الرجاء قدموا عرضا جيدا، موضحا أننا نعرف الطريقة التي ينهجها فريق المغرب التطواني، وتأسيسا عليها نهجنا أسلوبا تكتيكيا يحد من خطورة المهاجمين التطوانيين. ولم يفت فاخر التأكيد على أن الانتدابات التي قام بها أعطت أكلها، وفي ذلك اعتراف بالمستوى الجيد لبعض اللاعبين الذين لازموا دكة الاحتياط منذ استقدامهم لتعزيز صفوف الرجاء.