تستضيف مدينة اليوسفية يوم الأحد 11 ماي 2014 المؤتمر الإقليمي التأسيسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية برئاسة الكاتب الأول الأستاذ ادريس لشكر .. اللحظة هي تتويج لمسار نضالي طويل تم بناؤه بكثير من التضحيات و العناد .. مناضلون و مناضلات أدوا جزءا من حرياتهم و من قوتهم اليومي ثمنا لمواجهة الاستبداد زمن سنوات الرصاص .. و التعبئة لا زالت مفتوحة لمواصلة النضال السياسي ضد الفساد و البلقنة و الإقصاء من فرص التنمية .. آمال عريضة تحملها الاتحاديات و الاتحاديون خلال هذا المؤتمر من أجل أن تستعيد منطقة اليوسفية – و هي التي عاشت على إيقاع توترات اجتماعية كبرى - حقها الطبيعي في المخططات التنموية الاستراتيجية الكبرى التي تساعد حتما على تقوية الجاذبية الاقتصادية و تحسين مؤشرات التنمية البشرية و الارتقاء بجودة الحياة و تحقيق الرفاه الاجتماعي .. هي مطالب ذات أبعاد حقوقية سياسية اقتصادية و اجتماعية تجد مشروعيتها في الثروة التي تنتجها المنطقة ، كما تجد سندها في المقتضيات الجديدة للدستور المؤطرة لحقوق الإنسان .. المؤتمر سيكون لحظة كذلك للمصالحة مع الذاكرة و مع وجوه مناضلة منها من غادرنا إلى دار البقاء كما يغادر الشرفاء ، و منهم من يواصل مسار النضال السياسي من أجل تحقيق المشروع الديمقراطي الحداثي الذي يدافع عنه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية . أحدث إقليماليوسفية سنة 2009، مساحته 2710 كيلومتر مربع، وعدد سكانه 278212 نسمة (حسب إحصاء 2004)، وهو من بين الأقاليم المهمة بجهة دكالة عبدة، بما يتوفر عليه من إمكانات طبيعية وبشرية واقتصادية وحضارية في حاجة إلى استغلال عقلاني ومحكم من أجل رفع التهميش عن الساكنة وإدماجها في الدينامية...التي يعرفها المغرب. يقع إقليماليوسفية في الجزء الجنوبي الشرقي من جهة دكالة عبدة، يحده من الشرق والشمال الشرقي إقليمامراكش والرحامنة، ومن الشمال إقليمسيدي بنور، أما من الشمال الغربي والغرب فيحده إقليمآسفي، ومن الجنوب الغربي والجنوب الشرقي يحده إقليماالصويرة وشيشاوة. تضاريسها يغلب عليها طابع الانبساط ونميز فيها بين وحدتين أساسيتين هي هضبتا الڭنتور والسبيعات وتوجدان في الشمال والشمال الغربي، أعلى نقطة فيهما يزيد ارتفاعها على 500 م وهما غنيتان بمعدن الفوسفاط ، إلى جانب الجبس والرخام. و الثانية هي سهل أحمر الذي يمتد في الوسط والجنوب متوسط ارتفاعه 300 م ، تنطقه تلال من الشرق والغرب، وهو مجال للنشاط الفلاحي بالإقليم . و تعتبر بنية الإقليم قديمة وتعود إلى ما قبل الكمبري، تراكمت عليها إرسابات مختلفة خلال الأزمنة الجيولوجية، مما يفسر تواجد عدة معادن بالإقليم منها الفوسفاط ، والجبس والرخام ... بهضبة الكنتور والملح ب بحيرة زيما ، والكبريت ، الرصاص ، الحديد ، البارتين... بالمناطق الممتدة ما بين وادي تانسيفت والطريق الجهوية 204 الرابطة ما بين آسفيومراكش . بالنسبة لمناخ الإقليم يتميز بكونه شبه جاف، يتميز بارتفاع حرارته صيفا (+ 40 درجة) واعتدال برودته شتاء (17 درجة)، وقلة تساقطاته المطرية. ومرد ذلك إلى موقع الإقليم الجغرافي الداخلي ، إضافة إلى موقعه على خطوط العرض، وتواجد هضبة الڭنتور بالقسم الشمالي الغربي، وهضاب الميسات بالغرب التي تحول وتسرب الرياح الغربية المحملة بالرطوبة، مما يجعل المنطقة تعرف أمطارا قليلة، وغير منتظمة التوزيع ومناخا جافا. وعموما يعرف إقليماليوسفية فصلين: شتاء قصير، وصيف يشمل عدة شهور ذات حرارة مرتفعة، ويعرف أحيانا بعض الزوابع المفاجئة والعنيفة. و تبقى التساقطات المطرية قليلة إذ لا يتجاوز المتوسط السنوي 210 ملم ، مما يفسر ضعف الشبكة المائية، حيث لا يتوفر إقليماليوسفية إلا على واد واحد مهم ( وادي تانسيفت ) ، بجانب العديد من الجداول والسيول التي يعطيها السكان اسم أودية وهي في الغالب جافة. كما أن الأودية بالإقليم تبقى متعمقة وجوانبها صخرية ومياهها ناذرا ما تستعمل في الزراعة. بالنسبة للتربة فهي متنوعة لكنها غير خصبة، وأهمها: تربة الحمري التي تعطي إنتاجا مهما وخاصة في السنوات الممطرة إلى جانب «تربة الحرش» و أغلبها حجرية أما «تربة شيستية» من تكوينات الزمن الجيولوجي الأول غير صالحة لإنتاج الحبوب. و يتأثر الغطاء النباتي بالمعطيات الطبيعية المذكورة سلفا إذ النباتات ضعيفة بالإقليم، إذ باستثناء المجال الغابوي الذي لا يغطي سوى 1,9٪، فباقي الغطاء النباتي عبارة عن نباتات السدرة ، وبعض النباتات التي تتحمل الجفاف والملوحة بسبخة زيما . ومن هنا يكون من السهل تكوين فكرة عن المميزات الخاصة بالإنتاج الفلاحي في الإقليم ويلزم أن نضيف فيما يخص زراعة الحبوب أن عامل توزيع الأمطار بالمنطقة يلعب دورا أساسيا في تحديد كمية المحصول الزراعي الذي يكون في غالب الأحيان ضعيفا. الدينامية الديمغرافية و ضعف التمدن يتكون إقليماليوسفية الذي أحدث بمقتضى المرسوم 319 09 2 الصادر في 17 جمادى الآخرة 1430 ( 11 يونيو 2009) من عناصر بشرية يغلب عليها العنصر الحمري. ورغم ارتفاع نسبة الوفيات بالإقليم لضعف وسائل الوقاية والتطبيب ، وتوالي سنوات الجفاف وما رافقها من هجرة للساكنة خارج الإقليم، فقد ارتفع عدد السكان بشكل مهم إلى أن وصل سنة 2010 إلى 310762,6 نسمة، موزعين على 51744,2 أسرة، أغلبهم من السكان القرويين الذين يشكلون 65% والباقي من السكان الحضريين (35%). وبالمقابل تصل الكثافة السكانية بالإقليم إلى 114,67 نسمة في كيلومتر المربع، غير أن هناك تباين في توزيع السكان، حيث يلاحظ بأن أغلبية السكان تتركز بالمدن ( اليوسفية الشماعية ) والجزء الشمالي والغربي للإقليم، بينما تتميز باقي المناطق بكثافة ضعيفة. وأهم ما يميز ساكنة الإقليم هو غلبة الفئات الشابة التي تمثل أكثر من نصف السكان، مما يشكل عنصرا إيجابيا لنمو وتطور اقتصاد الإقليم. الوضعية الاقتصادية ..الفوسفاط دعامة أساسية لخزينة البلاد يشكل القطاع الفلاحي العمود الفقري للنشاط الاقتصادي بالإقليم ، إذ رغم قساوة الظروف الطبيعية، بإقليماليوسفية فإن مجالها الفلاحي يشكل 74,10 % من مجموع مساحة الإقليم ، لكنه يعاني من فقر التربة، وضعف التأطير الفلاحي و محدودية الوسائل والتقنيات المستعملة، مما يفسر ضعف مردودية الإنتاج الفلاحي ، هذا إلى جانب سيادة أراضي الجموع وما يترتب عنها من مشاكل تعيق تطور البنية العقارية للقطاع الفلاحي . و يأتي مجال تربية الماشية في المرتبة الثانية من حيث الأنشطة الفلاحية ، إذ رغم الأهمية التي يحظى بها هذا القطاع من طرف الفلاحين، فإن توالي سنوات الجفاف وضعف المساعدات المقدمة من طرف المسؤولين بالإضافة إلى انتشار بعض الأمراض كلها عوامل تحد من تطور القطاع ومساهمته في تنمية الإقليم بشكل فعال . يشكل القطاع الصناعي و أساسا بقطاع المعادن نشاطا مركزيا و استراتيجيا بإقليماليوسفية و ذلك بالنظر إلى ما يتوفر عليه الإقليم من معادن أهمها معدن الفوسفاط بهضبة الكنتور، والبارتين بكل من جماعات أجدور ، جنان أبيه ، إيغود ، والجبس بجماعة أجدور وجماعة السبيعات ، والملح بملاحة زيما ، والحديد بجماعة أجنان أبيه. هذه المعادن يتوفر الإقليم تشكل احتياطات جد مهمة و مفتوحة عل استثمارات واعدة ، إلا أنه باستثناء معدن الفوسفاط ، فباقي المعادن يتم استغلالها بأثمان بخسة وبطرق ملتوية من طرف شركات مجهولة . و باستثناء المنشآت الصناعية التي يديرها المكتب الشريف للفوسفاط ، فباقي المنشآت الصناعية تصنف ضمن الصناعات الخفيفة أغلبها العاملين بها غير مصرح بهم ، و تتخذ من الأحياء الهامشية وبعض الجماعات القروية مستقرا لها . أما بالنسبة للقطاع التجاري قد سجل هذا القطاع تطورا لا بأس به ، وإن كان الإقليم لا زال لحد الآن مضطرا لإستيراد بعض حاجياته من خارج الإقليم ، كما أن المواد المدعمة من طرف الدولة يتم التلاعب بها من طرف التجار و المضاربين في السوق السوداء . لكن الإقليم يتوفر على عدة مؤهلات تنموية، تعاني من الإهمال والتهميش، الناتجين عن لا مبالاة المسؤولين... بإمكان الاعتناء بها واستغلالها استغلالا عقلانيا، يساعد على الرفع من مؤشرات التنمية البشرية عبر التخفيف من معاناة سكانه، الذين يعانون من الفقر والأمية ، ومن بين هذه المؤهلات التنموية بالمنطقة، المواقع السياحية التي تنتشر عبر المجال الجغرافي لمنطقة أحمر ، ومنها : جبل ايغود : أحد أقدم المواقع الأثرية بإقليمآسفي، الذي تم فيه العثور على إنسان ايغود، أحد أقدم ممثلي جنس الإنسان الحديث حسب العديد من الباحثين الأركيولوجيين وهو يحتوي على معالم الحياة القديمة... والدخول إلى وسطه عبر سراديب عميقة، يفضي إلى بحيرة مائية، تغري بما تحتوي عليه من كائنات حية وصخور... هذا إلى جانب احتوائه على معالم ايكولوجية وبيئية طبيعية، في حاجة إلى الاهتمام بها وحمايتها من التدهور . هذا الجبل يتعرض اليوم لتدمير ممنهج يهدد وجوده المادي و حضوره في الذاكرة . مغارة شخرخر التي توجد على بعد 12 كلم من مدينة الشماعية في اتجاه الشمال الغربي، بجماعة السبيعات ، بمنطقة تلية تتخللها منخفضات كانت في الأصل عبارة عن خزانات للمياه، مناخها شبه جاف، وحرارتها متوسطة.. طول هذه المغارة غير محدد، وهي تحتوي على أروقة وممرات رئيسية وثانوية توحي بتدخل الإنسان في تشكيلها.. هذا إلى جانب احتوائها على معادن نفيسة، تتعرض للنهب من طرف الأجانب كما يؤكد ذلك العديد من أبناء المنطقة كما تشكل المحمية الملكية لغزلان دوركاس التي أنشئت سنة 1956 بمنطقة المصابيح الطالعة بجماعة سيدي شيكر على مساحة 1987 ه، للحفاظ على غزال دوركاس المحلي النادر والمهدد بالانقراض أحد أبرز المعالم السياحية و الطبيعية بالإقليم ، تتكون غابتها الطبيعية من شجر السدرة آخر شاهد على النبات الذي كان يغطي في السابق منطقة أحمر، إضافة إلى أشجار الطلح، وأشجار الكاليبتوس ، ونباتات شوكية أخرى تتحمل الجفاف. وتشكل هذه المحمية، الوسط المفضل لغزال « دوركاس « ومجموعة من الحيوانات الأخرى كالخنزير البري، الحجل، الأرانب، الباز، الثعلب، البوم، الغراب، وعدة زواحف أخرى، بحكم تضاريسها المتنوعة ( تلال، أودية، منخفضات ) وامتدادها الكبير، والسكون الذي يخيم على أرجائها. بحيرة زيما بدورها ، التي توجد في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة الشماعية على بعد 2 كلم، هي عبارة عن سبخة ممتدة على مساحة 600 هكتار، تنطها مجموعة من التلال تمدها بالمياه عبر أودية موسمية، وتحيط بها نباتات طبيعية دائمة الخضرة، تتحمل الملوحة والجفاف، يصل عددها إلى 83 نوعا بعضها نادر ولا يوجد إلا في الجزائر. هذا إلى جانب موقعها على محور هجرة الطيور، ما بين أوربا وإفريقيا، الذي يسمح لها باستقبال نوع نادر من الطيور ( النحام الأحمر ) يقضي بها فصل الشتاء والربيع، إضافة إلى أنواع أخرى من الطيور البرية، يصل عددها إلى 38 نوعا، يتخذ البعض منها من البحيرة مقرا دائما. التراث الروحي و الثقافي لمنطقة احمر .. في الحاجة إلى المصالحة مع الماضي ومن المؤهلات التنموية بالإقليم ، المآثر التاريخية والعمرانية التي يزخر بها إقليماليوسفية ، بما فيها رباط شاكر الذي يقع على الضفة الشمالية لنهر تانسيفت ، بجماعة سيدي شيكر ، وهو من أقدم المساجد بالمغرب، حسب ابن الزيات، إلى جانب مساهمته في نشر وتثبيت الإسلام بالمنطقة ، ومقاومة البرغواطيين ، وتعزيز التيار الصوفي الإسلامي بالمغرب، لكونه كان مجمعا لصلحاء المغرب، كما يؤكد ذلك صاحب كتاب التشوف. وتشكل معالمه العمرانية، من ضريح، ومسجد، جمالية الفن المعماري المغربي الأصيل. مدرسة الأمراء : تقع وسط مدينة الشماعية، وهي ذات شكل مستطيل، وأسوار سميكة، ونوافذ تحدد فضاء رحب تنتظم فيه البنايات، والذي ندخله من باب رئيسي... يفضي إلى ممشى طويل يؤدي إلى أروقة وغرف. سميت كذلك ( مدرسة الأمراء ) لأن السلاطين العلويين كانوا يرسلون إليها الأمراء ومرافقيهم للدراسة بها على يد أساتذة وشيوخ من مختلف مناطق المغرب ( مراكش ، فاس ، مكناس...) وتعلم الرماية وركوب الخيل على يد شيوخ أحمر ومن الأمراء العلويين الذين درسوا بها ، السلطان الحسن الأول ، والسلطان عبد الحفيظ ، والأمير مولاي لكبير... أما تاريخ تأسيسها، فيعود إلى أواخر القرن 18م وبداية القرن 19 م. وإلى جانب هذه المآثر التاريخية ، يتوفر الإقليم على العديد من المعالم العمرانية والحضارية، كالزاوية البوسونية ، وزاوية حرمة الله ، وزاوية العلامة الحاج التهامي الأوبيري ، ودار القائد مسعود ، وحمام المزيندة ، والحاضرة الفوسفاطية...، وتبرز أهمية هذه المعالم العمرانية الحضارية من خلال الوصف الذي قدمه محمد ماگامان ، عن الزاوية البوسونية « ... واهتم شيوخها بتشييد الرياض الفخمة ذات القبب العالية، والزخرفة في السقوف والجدران، حتى ليخيل إلى الزائر لها في منتصف هذا القرن، أنه في كبرى الحواضر لما تتميز به من تقدم في العمران ورقي في الحضارة، فتجمعت فيها جملة من خصائص الفن المغربي الأندلسي في وسط قروي تسوده المفارقات». رهان البحث عن فرص جديدة للتنمية شكلت الزيارة الملكية لمدينة اليوسفية حدثا بارزا في ذاكرة ساكنة احمر ، كما أن المشاريع التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك محمد السادس و الرامية إلى تحسين مؤشرات التنمية البشرية و الاقتصادية باليوسفية فرصة متجددة لآفاق تنموية تساعد على تأهيل المدينة و الإقليم و الارتقاء بجودة الحياة لفائدة ساكنة المنطقة. المشاريع التي تمت برمجتها تروم محاربة الهشاشة ودعم التنشيط الرياضي والثقافي والأنشطة المدرة للدخل وبناء مراكز التكوين، مما سينعكس بالإيجاب على الساكنة نظرا لحجم الإسثتمارات التي فاقت المليار و210 درهم. كما انخراط مديرية الإستغلالات المنجمية للكنتور في خلق مجموعة من المشاريع التنموية و منها إنجاز مركبات سوسيوثقافية ودور للشباب وأندية نسوية ونادي لمستخدمي وأطر مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، إضافة إلى بناء نادي للطيران وإحداث تجزئة لمختلف أشكال السكن وتهيئة مناطق الأنشطة الاقتصادية. وتبقى كل الامال معقودة على ان ترى هذه المشاريع النور وتخرج الى حيز الوجود الى جانب برنامج التأهيل الحضري الذي تشرف عليه عمالة اليوسفية و الذي يرمي إلى تأهيل 18 من الأحياء ناقصة التجهيز و استهداف 12 ألف أسرة بالخدمات الأساسية و منها الربط بشبكات الصرف الصحي والماء الصالح للشرب والكهرباء وتوسيع الطرقات وتبليط الأزقة وتهيئة الساحات العمومية وخلق المرافق الاجتماعية والثقافية، كما تسعى الجهات المختصة بتعاون من الجماعة الحضرية ' إلى تعزيز البنيات التحتية، حيث تستفيد مدينة اليوسفية من برنامج التأهيل بإعادة تنظيم وتوجيه المجال الحضري ليتلاءم مع واقع النمو بالمنطقة ويتحكم في توجيه مجال التوسع وتهيئ المداخل وتوسيع شبكة الطرق الرئيسية والتجديد المعماري وإنجاز مشاريع سكنية لفائدة الطبقة المتوسطة وذوي الدخل المحدود وإحداث مناطق خاصة بالأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والتجهيزات الأساسية .أن من شأن كل هذا المجهود التنموي أن يجعل من عاصمة الاقليم المركز المؤثر والمستقطب بالنسبة لباقي المراكز الحضرية والقروية 'بما يحقق تنمية شاملة ومندمجة و يرفع مكانة هذا الاقليم الناشئ ويحسن وضعه الجهوي . عمالة بدون مصالح خارجية .. تتعدد مظاهر النقص المهول في التعاطي مع احتياجات ساكنة إقليماليوسفية على مستويات مختلفة وقد تعمقت بفعل سياسة الحكومة الحالية التي تتعامل مع المنطقة برؤية سلبية ، حيث تستفحل مثلا مشاكل قطاع الصحة في غياب التجهيزات والموارد البشرية الطبية العامة والمتخصصة بمستشفى للاحسناء والمراكز الصحية المتواجدة ، والتي لا ينتج سوى البؤس الاجتماعي رغم صيحات فعاليات المجتمع المدني و المتدخلين محليا ، ورصدهم لكل مشاكل القطاع ، هذا بالإضافة إلى تباطؤ وزارة العدل في إخراج مشروع إحداث قصر العدالة و بنيات قضائية ( المحكمة الابتدائية وقضاء الأسرة ومحاكم القرب ) يليق بحجم المسؤولية الملقاة على عاتق الجسم القضائي وموظفي العدل ، وقطاع المحامين الذين يشتغلون في ظروف مأساوية بالبناية الحالية المتداعية للسقوط والتي لا تشرف قطاع العدل ، هذا دون الحديث عن حالة الطرقات الضيقة والمهترئة والتي لا تؤدي لمدينة اليوسفية وروافدها الرابطة بين مجالاتها الجغرافية بالإقليم الفتي ( 9 جماعات قروية وبلديتين) اللهم بعض الترقيعات بين الفينة والأخرى . وعلى مستوى الخدمات الإدارية والاجتماعية والتواصلية لقطاع البريد فالكارثة أعمق وأكبر ، إذ تتوفر مدينة اليوسفية كعمالة تتعدى ساكنتها 70 ألف نسمة على شباك أوتوماتيكي واحد للبريد علما بأن أغلب الشرائح الاجتماعية المتوسطة الدخل تعتمد على هذا القطاع ( متقاعدوا الفوسفاط رجال التعليم و أجراء القطاع الخاص...) ، كما أن مدينة اليوسفية لا تتوفر إلا على وكالتين يتيمتين لا تتجاوز مواردهما البشرية العاملة بهما سبعة موظفين ، رغم النداءات التي تصدر من حين لآخر للمديرية الجهوية بالجديدة للتدخل لمعالجة مشاكل البنية الاستقبالية داخل القطاع محليا على مستوى العرائض والصحافة الوطنية .. من أجل تحقيق الأمن الإنساني.. لقد عاشت مدينة اليوسفية على إيقاع توترات اجتماعية قصوى كان أبرزها ما عاشته المنطقة من احتجاجات و اعتصامات أثناء الحراك السياسي و الاجتماعي لحركة 20 فبراير .. و رفع شباب المنطقة سقف مطالبهم المتمثل في الإدماج في سوق الشغل و حاجتهم الموضوعية إلى الاستفادة من الدورة الاقتصادية و من فرص الإدماج التي يوفرها قطاع الفوسفاط .. لقد واجهت السلطات هذه الدينامية الاجتماعية بمقاربة أمنية ضيقة الأفق .. دون أن تستخدم ذكاءها المطلوب في معالجة جدية و منصفة للمطالب الاجتماعية المتنامية .. إن الاستغلالات المنجمية التي شهدتها المنطقة منذ قرن من الزمن أعطت دفعة قوية للاقتصاد الوطني و ساهمت في دعم خزينة البلاد .. و اليوم يحق لأبناء المنطقة الاستفادة من عائدات هذه الثروة عبر إدماج إقليماليوسفية ضمن المخططات التنموية الاستراتيجية ببلادنا بما يوسع آفاق الشغل و الأمن الإنساني لساكنة المنطقة و أجيالها الجديدة ...