تقع مدينة الشماعية في الجزء الشرقي من إقليمآسفي، على المحور ألطرقي الرابط ما بين آسفيومراكش من جهة، والجديدة وشيشاوة من جهة ثانية. مساحتها 19 كلم وعدد سكانها حوالي 22 ألف نسمة أغلبهم من قبيلة احمر. .. الشماعية: التاريخ والإنسان 1 التاريخ: طبيعي أن أي تجمع بشري يكون في حاجة إلى اسم يدل عليه، وهذا الاسم غالبا ما يكون مشتقا من معلمة طبيعية أو بشرية... ومن هنا كانت حاجة قاطني الشماعية في السابق إلى اسم فكان في البداية ( القصبة الإسماعيلية ) ثم فيما بعد أصبح ( الشماعية ) فكيف تم هذا التحول؟ فالرواية الشفوية المتداولة محليا، تشير إلى ارتباط اسم " الشماعية " بصناعة الشمع، ( وهو المعنى الأول الذي يعطيه كل إنسان لهذا الاسم، عند سماعه إياه حتى الوقت الحاضر) وتستدل على ذلك، بكون إحدى الأسر التي كانت تقطن بالمنطقة، كانت تزاول هذه الحرفة ( صناعة الشمع ) فسمي أفرادها بعائلة الشماع، ومن الشماع تم اشتقاق اسم الشماعية. لكن تداول اسم ( القصبة ) سواء في الموروث الشعبي، أو من طرف سكان المناطق المحيطة بالمدينة، لا زال معمولا به، وهو ما جعلنا نأخذ بالرواية التي تشير، إلى أن الشماعية كانت في السابق تحمل اسم ( القصبة الإسماعيلية ) نسبة إلى السلطان المولى إسماعيل، الذي أقام بها باعتبارها نقطة استراتيجية قصبة كانت ترابط بها حامية عسكرية تمدها قبيلة احمر بالمؤن... وعرف عن السلطان مولاي إسماعيل كذلك، أنه كان يبعث إليها وإلى نواحيها بغلمانه ليتعلموا الرماية الشعبية والفروسية على يد شيوخ احمر الذين كانت لهم في ذلك قوانين مسنونة وشيوخ يرجع لهم فيها. ، وأن سيادة اسم الشماعية على الإسماعيلية راجع بالأساس حسب إحدى الروايات إلى تحريف في نطق الإسماعيلية لدى سكان آسفي ( التجار القدماء ) الذين كانوا يمرون بالإسماعيلية في طريقهم ذهابا وإيابا إلى مراكش، وبما أنهم ينطقون السين شينا، فقد تحولت الإسماعيلية إلى الشماعية. ومن هنا تعتبر الشماعية رمزا ودلالة لشيء مادي هو ( القصبة ) و معنوي هو ( السلطان مولاي إسماعيل ) بدليل أنه بنى بها قصبة ظلت معالمها متواجدة إلى الستينيات من القرن الماضي، لا زال العديد من أبناء المدينة، يحتفظون في ذاكرتهم بمعالمها العمرانية المغربية الأصيلة. 2 - الإنسان: ما أسعفتنا به مجموعة من المصادر التاريخية، هو أن أصل ( الحمر يين ) سكان مدينة الشماعية و منطقة أحمر من عرب معقل، الذين قدموا من المشرق العربي ( اليمن ) خلال القرن 5 ه / 11 م، وأن أول استقرار لهم كان بالجنوب المغربي، ما بين وادي درعة، و نهر السنغال، كما يؤكد ذلك كل من الحسن الوزان، ومارمول. أما عن انتقالهم نحو الشمال، حيث يتواجدون اليوم ( منطقة احمر ) فقد ارتبط بتوسعات الدولة السعدية التي اتخذت منهم جنودا، لتصد بهم البرتغال الذين كانوا قد توغلوا انطلاقا من آسفي نحو الداخل ( أحواز مراكش )، وإذا كانت باقي العناصر الحمرية قد انتشرت عبر المجال الجغرافي لمنطقة احمر، فإن المناصير ( تحول هذا الاسم إلى الدرابلة ) وأولاد ميمون ( لا زالوا يحملون هذا الاسم إلى اليوم ) اتخذوا الشماعية كمجال للاستقرار، وبذلك يعتبرون السكان الأصليين للمدينة، كما يعتبرون أنفسهم من بين عناصر الجيش السلطاني، حيت شاركوا مع السلاطين العلويين في العديد من الحركات. كما تعتبر مدينة الشماعية من بين المدن المغربية، التي درس بها أبناء السلاطين العلويين، ومن بينهم السلطان الحسن الأول، و السلطان عبد الحفيظ، والأمير مولاي الكبير، ومرافقيهم من أبناء المحاسيب وأعيان الجيش والمخزن...حيث تم تشييد مدرسة لهم بوسط المدينة بين حي الدرابلة وحي الحبابضة منذ عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله، كانوا يقرءون بها القرآن، ويدرسون مختلف العلوم التي كانت سائدة آنذاك، وفق برنامج محكم، واستعمال زمن مضبوط، ممتد ما بين الفترة الصباحية والفترة المسائية طيلة أيام الأسبوع، باستثناء الفترة المسائية من يوم الأربعاء التي كانت مخصصة لتعلم الرماية، وكل يوم الخميس الذي كان مخصصا للتدريب على ركوب الخيل. وكان يشرف على تعليمهم القرآن وتدريسهم مختلف العلوم أساتذة أجلاء، من داخل منطقة احمر وخارجها مثل: العلامة والمؤرخ أحمد بن محمد بن حمدون بن الحاج السلمي المراد سي ( ت 1316 ه ) أستاذ الحسن الأول وأبنائه. والأديب والفقيه سي فضول المكناسي، أستاذ المولى عبد الحفيظ، وأخيه مولاي الكبير... ولا زال العديد من مكونات هذه المعلمة المعمارية والتربوية، من سور، وأروقة، وغرف... محافظا على طابعه المعماري وعلى شكل بنائه ومكوناته، رغم قساوة الظروف الطبيعية، وتدخل الإنسان سواء من خلال تهديمه لبعض الأجزاء، أو من خلال تغييره لبعض المعالم المعمارية، في غياب تام للمسئولين على تدبير الشأن المحلي والحفاظ على ذاكرة المدينة. سكان مدينة الشماعية يعشقون تاريخ مدينتهم حتى النخاع، إذ لا تخل لحظة من لحظات اجتماعاتهم الحميمية، دون صبر أغوار هذا التاريخ ضمن سياقات متعددة، تبدو معها المدينة أحيانا موغلة في القدم مقارنة مع باقي مدن الإقليم، وأحيانا أخرى نموذجا للمدن التي أنشأها المستعمر من حيت تصميمها الهندسي، وبنيتها التحتية، ومرافقها الترفيهية من ملعب لكرة المضرب، وملعب للفروسية، ومسبح وحدائق... يحدد لك أبناء الشماعية، الأمكنة وتاريخ بنائها، ويقدمون لك إحصائيات عن عدد الأشجار التي كانت متواجدة بالمدينة وأنواعها، وأكثر من ذلك يسردون عليك أسماء المراقبين المدنيين الذين تعاقبوا على حكم المنطقة منذ بداية الحماية إلى نهايتها... يقدم لك أبناء الشماعية كل شيء عن مدينتهم، ولكن لا يفوتهم أن يقدموا لك كذلك أنفسهم كشهود على ما تتعرض له مدينتهم من تدمير لمعالمها العمرانية، وطمس لهويتها التاريخية، وتبذير لإمكانياتها الطبيعية والمادية. المصطفى حمزة. معالم 1 – القصبة الإسماعيلية: توجد بقاياها على يمين الطريق المؤدية من الشماعية إلى شيشاوة، أسسها السلطان مولاي إسماعيل بمدينة الشماعية لكون هذه الأخيرة كانت ولا زالت تعتبر ممرا استراتيجيا ومحورا طرقيا مهما، وكانت ترابط بهذه القصبة حامية عسكرية تمدها قبيلة احمر بالمؤن... وتؤكد الروايات الشفوية أنها كانت عبارة عن حصن مسور ومجهز بأبراج رباعية الشكل في أحد جوانبها وتتضمن مسكن القائد والمسجد ومستودع المؤن... وقد ظلت بناياتها صامدة إلى بداية الاستقلال حيت درس بها العديد من أبناء الشماعية. وتعتبر القصبة الإسماعيلية بمدينة الشماعية من بين الست وسبعون قصبة التي بناها السلطان المولى إسماعيل بهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار بالمغرب. 2 مدرسة الأمراء: تعد من بين أهم المعالم العمرانية والأثرية بمدينة الشماعية، تقع في وسط المدينة القديمة بين حي الدرابلة وحي الحبابضة، شكلها مستطيل، وأسوارها سميكة وخالية من كل شكل تزييني، وذات نوافذ صغيرة تحدد فضاء رحبا تنتظم فيه البنايات، والذي ندخله من باب رئيسي واحد ذي مصراعين خشبيين ضخمين، ويفتح الباب على ممشى يؤدي إلى أروقة وغرف... وقد تم تأسيس هذه المدرسة في عهد السلطان محمد بن عبد الله، وكان الدافع لتأسيسها نهج السلطان لسياسة تربوية جديدة في تربية أبناءه خاصة بعد الحملات العسكرية التي قادها ضده ابنه اليزيد ويتجلى مضمون هذه السياسة التربوية، في رغبة السلطان في تعليم الأمراء بعيدا عن صخب المراكز الحضرية الكبرى وما توفره من مرتع خصب لنمو التطلعات السياسية، والأهمية التي كانت لمنطقة احمربحيت كانت بمثابة مدرسة حربية يأتيها الناس وعبيد السلاطين ليتعلموا الرماية وركوب الخيل على يد أشياخ احمر، هذا إلى جانب ما كانت تتمتع به من إشعاع ديني وفكري. وقد قامت هذه المدرسة بثلاثة أدوار رئيسية: فقد كانت مقرا لسكنى الأمراء ومرافقيهم من أبناء المحاسيب وأعيان الجيش والمخزن، حسب ما تشير إليه المصادر التاريخية. ومكانا لتعليمهم قراءة القرآن وتدريسه مختلف العلوم السائدة آنذاك، وفق برنامج محكم واستعمال زمن ممتد بين الفترة الصباحية و الفترة المسائية باستثناء الفترة المسائية من يوم الأربعاء وكل يوم الخميس اللذان خصصا لتعلم الرماية وركوب الخيل. وكان يشرف على تعليمهم أساتذة أجلاء من داخل المنطقة وخارجها، منهم الأستاذ أحمد بن محمد بن حمدون بن الحاج السلمي المرادسي أستاذ الحسن الأول وأبناءه، الذي كانت له اليد الطولي في السير والتاريخ والأنساب والصرف والعربية والطب وغير ذلك... والأستاذ سي فضول المكناسي أتى به السلطان الحسن الأول من مكناس وكلفه بتعليم أبناءه ومرافقيهم بمدرسة الأمراء بالشماعية، كان ملما بالعربية والفقه... وعرف بجديته وصرامته في التعامل مع الأمراء ومرافقيهم، إلى حد جعلهم يدسون له السم في ما يتناوله من طعام حتى كاد أن يهلك. هذه المعلمة اليوم، تعاني من الإهمال والتهميش، ومن السطو على مرافقها، ومن تشويه معالمها العمرانية والتراثية... 3 ساحة الشرفاء: وعبارة عن فضاء شاسع مجاور لمدرسة الأمراء من الجهة الغربية في اتجاه الطريق المؤدية إلى السوق الأسبوعي ( خميس زيما )، كان مخصصا لتدريب الأمراء العلويين ومرافقيهم على الفروسية، وذلك كل يوم خميس من الأسبوع طبقا لاستعمال الزمن الذي كان مخصصا لهم. غرائب 1 لالة زيما: معلمة جغرافية، عبارة عن سبخة تستخرج منها مادة الملح، يعود تكوينها إلى الزمن الجيولوجي الثاني، حولها الخيال الشعبي إلى امرأة رمز العطاء والخصوبة... يجتم قبرها أسفل نخلة ( علما أنه غير موجود أصلا ) ناطحت بسعفها السماء، وزركشت أغصانها بملابس داخلية لنساء وفتيات يعتقدن بأن التخلي عن هذه الملابس هو تخلي عن سوء الحظ وجلب لحسن الطالع تباركه الزيارة وتضمنهه لالة زيما. الزيارات تتعدد، والشموع تضيء كل ليلة فضاء النخلة، والدعاء يرفع باسم لالة زيما، الكثير من سكان مدينة الشماعية ومنطقة احمر يعتقدون أنها امرأة صالحة، وولية من أولياء الله الصالحين، لكن المصادر التاريخية والتكوين الجيولوجي للمنطقة يقولان العكس. ( أنظر بورتره " زيما " بين الأسطورة والواقع ). 2 من الغرائب التي تروى عن الولي الصالح الحاج التهامي الأوبيري أحد علماء منطقة احمر والمغرب في الثلث الأول من القرن 19 والتي تدخل في باب الكرامات، أنه كان يعلم الجن، وكل من قادته الأقدار لزيارة زاويته المتواجدة على بعد 10 كلم من مدينة الشماعية في اتجاه الجنوب الغربي، فبعدما تقدم له شروح عن تاريخ الزاوية وعن الولي الصالح الحاج التهامي وعن الطلبة الذين درسهم، يتم اقتياده إلى غرفة أغلق بابها بشباك حديدي ويقال له: ( هنا كان يدرس الولي الصالح الجن ). ومن الغرائب الأخرى أن امرأة سرق منه أحد الجنيين ابنها، فاتصلت بالولي الحاج التهامي، فطمأنها ووعدها بإرجاع ابنها في مكان وتاريخ محددين، وفي المكان واليوم المتفق عليهما جلست المرأة تنتظر عودة ابنها وإذا بها تشاهد مجموعة من أشخاص راكبين على جياد بيضاء بتقدمهم زعيمهم حاملا معه ابنها فتقدمت إليه وقبل أن يسلمها ابنها قال لها سلمي على الولي وقولي له ( خفف علينا ). ومن الغرائب الأخرى التي تحكى عن الولي الحاج التهامي أنه أن السلطان مولاي عبد الرحمان بن هشام عندما عجزت مدافعه عن هدم زاوية الشرادي لكون قذائفها عندما كانت تصل إلى جدران الزاوية كانت تتحول إلى مياه، اتصل بالولي الحاج التهامي وطلب مساعدته، فكتب له هذا الأخير كتابا كان سببا في هزم الشرادي وهدم زاويته. والحاج التهامي الأوبيري الحمري المعروف بالصلاح بمنطقة احمر هو من مواليد الربع الأول من القرن 18 م بزاويتهم التي تحمل اسمه ( زاوية الحاج التهامي )، درس في بداية أمره بزاويتهم، ثم في مدارس عبدة ودكالة والشياظمة... لينتقل بعد ذلك إلى مراكش حيت أخذ عن أهم أساتذتها آنذاك مثل الشيخ أحمد بن الطاهر الأندلسي، والشيخ مولاي علي البوعناني، والشيخ سيدي أحمد الشاوي... ومن هذه الأخيرة انتقل إلى فاس حيت أخذ عن أهم أعلامها بمن فيهم العلامة الشيخ التاودي، والعلامة محمد بن عبد السلام الفاسي، والشيخ الطيب بن كيران، والشيخ محمد بن الطاهر الهواري، والشيخ العربي بنيس... كما درس الحاج التهامي بمصر والحجاز على يد كل من الشيخ علي الضرير، والشيخ حسن البصري الضرير، والشيخ عبد الله الشرقاوي شيخ الشافعية... وقد ترك الحاج التهامي مجموعة من المؤلفات، تدل على سعة علمه وتضلعه في الكثير من الميادين، بما فيها الفقه والأدب والنحو والتاريخ والحساب... هذا إلى جانب إلمامه بمختلف العلوم الدينية، ومن أبرز هذه المؤلفات: "إتحاف لخل المواطي ببعض مناقب الإمام السكياطي " ألفه في ترجمة رفيقه عبد الله بن على بن مسعود الرجراجي السكياطي، فاستوعب التعريف به مع الاستطرادات نحو ثلث التقييد، ثم عقب بذكر شيوخ المترجم بمراكش وما إليها وفي فاس، وعرف بهم في تراجم وجيزة أو موسعة. ويبقى محمد التهامي بن محمد بن امبارك بن مسعود الأوبيري الحمري، الفقيه، والمؤرخ، والرحالة، والشاعر، والأديب... منارة علمية ودينية في تاريخ المنطقة وتاريخ المغرب خلال الثلث الأول من القرن 19 م، تحتاج إلى التعريف بها أكثر والتنقيب عن مؤلفاتها. 3 يشير ( أندري هارديي ) في كتابه ( سيدي الحاكم ) إلى أن مدينة الشماعية ابتداء من الأربعينيات من القرن الماضي، كانت تتوفر على مطار لاستقبال الطائرات، وعلى مستشفى صغير يوجد به طبيب والعديد من الممرضين، كما كانت تتوفر على ملعب للفروسية، وملعب لكرة المضرب، ومسبح، وملعب لكرة القدم، وحدائق تسقى من مياه الآبار التي كان يقارب عددها العشرة، والغريب هو أن المطار طمس، والملاعب كلها هدمت باستثناء ملعب كرة القدم، والحدائق تحولت إلى بنايات إسمنتية، والمستشفى أضيف له طبيبان وتقلص عدد الممرضين. أرقام تقع مدينة الشماعية على المحور الطرقي الرابط ما بين مراكشوآسفي من جهة، والدار البيضاء وأكادير من جهة ثانية، و تبعد عن عاصمة الإقليم ( آسفي ) ب 68 كلم، وهي مركز مستقل عرف نموا ديمغرافيا مضطردا، انتقل من 2000 نسمة سنة 1940 إلى 11805 ستة 1982 ثم 18010 نسمة سنة 1994 ف 22 ألف نسمة سنة 2004، ورغم أهمية هذه الأرقام فسكان مدينة الشماعية يشكون في صحتها بسبب الزيادة الطبيعية التي لا زالت مرتفعة بالمدينة، وارتفاع نسبه هجرة القرويين إليها، بحكم توالي سنوات الجفاف. وتمتد مدينة الشماعية على مساحة 19 كلم، وتضم 22 ألف نسمة موزعين على 4024 أسرة، أغلبهم من أصول حمرية. وتشكل الفلاحة وتجارة التقسيط بالإضافة إلى الصناعة التقليدية بصنفيها ( الخدماتي والفني ) المورد الرئيسي لغالبية الفئات النشيطة بالمدينة ( 95.18 . /. ) مما يفسر محدودية دخل غالبية السكان، وارتباطه بالتقلبات المناخية، مع ما لذلك من انعكاسات سلبية على الواقع الاقتصادي والاجتماعي للمدينة. فمدينة الشماعية لا تتوفر إلا على مركز صحي واحد، يعود للفترة الاستعمارية يقصده سكان المدينة والجماعات المجاورة، يعاني من قلة الأطر الطبية وقلة الأدوية... مما يؤثر سلبا على الواقع الصحي بالمدينة ومجالها. وعلى المستوى التعليمي، لا تتوفر المدينة سوى على 5 مؤسسات للتعليم الأساسي تضم 3366 تلميذا، 1576 منهم من الإناث، وعلى مؤسستين للتعليم الثانوي الإعدادي تضمان 2545 متمدرسا 1088 منهم من الإناث، أما على مستوى التعليم الثانوي التأهيلي فلا تتوفر إلا على ثانوية واحدة تضم 909 من التلاميذ 394 منهم من الإناث، والملاحظ أن هذه المؤسسات لم تعد قادرة على استعاب الأعداد المتزايدة من المتمدرسين مما يتطلب التعجيل بتشييد مؤسسات أخرى. /.م توفر المدينة على دار للثقافة ودار للشباب فإن تفعيلهما يبقى محدودا، كما أن فضاءاتهما لم تعد قادرة على تلبية الحاجيات المتزايدة لشباب المدينة الذي يشكل 50./ . من مجموع الساكنة. هذا إلى جانب غياب وسائل الترفيه من حدائق ومسبح ومسرح وسينما... ويزيد من حدة مشاكل المدينة وقاطنيها ضعف البنية التحتية بما فيها شبكة الصرف الصحي التي لا تغطي سوى 30. /. من الأحياء، والشبكة الكهربائية التي لا يستفيد منها سوى 70. /. من الأسر، هذا إلى جانب الضعف الحاصل في شبكة الماء الصالح للشرب، وشبكة الطرق التي لا تغطي سوى 1./. من المساحة العامة للمدار الحضري للمدينة.