في الأسبوع الماضي، سلم روبرت مردوخ، إمبراطور الصحافة العالمية، الأميركي الأسترالي، إمبراطورية قيمتها أكثر من ثمانين مليار دولار إلى ولديه: جيمس ولاشلان. الأب عمره 83 عاما. وكان، في السنة الماضية، طلق زوجته الصينية الأصل. وصار واضحا الآن أن الطلاق كان جزءا من خطة تحرم الزوجة من إدارة الشركة. رغم أنه، في ذلك الوقت، قال متحدث باسم الأب أنه تقدم للمحكمة بأوراق الطلاق من زوجته ويندي دينغ لأن زواجهما «انهار ولا يمكن إصلاحه». ولدى الزوجان، اللذان تزوجا على متن يخت خاص عام 1999 في نيويورك، ابنتان هما غريس وكلويه. وكان قابل الزوجة عام 1997 في حفل كوكتيل في هونغ كونغ، وتزوجا بعد ذلك بعامين، بعد طلاقه من زوجته الثانية. ذهبت الأولى بعشرة ملايين دولار. والثانية بمليار دولار. ويعتقد أن الثالثة حصلت على مليارين. ولم تكن صدفة أن الطلاق أعلن بعد يومين من تقسيم شركة «نيوز كورب» الأم العملاقة إلى شركتين: واحدة للفنون (بقيادة شركة فوكس للقرن الحادي والعشرين السينمائية). وواحدة للنشر (بقيادة شركة نيوز كورب، وفيها تلفزيون فوكس، وصحيفة «وول ستريت جورنال»). يوضح هذا محاسن، ومساوئ، الشركات العائلية. بينما تزيد العلاقات العائلية القدرة على التخطيط والتنسيق، والثقة وسط كبار المسؤولين، تخلط بين العمل التجاري والعلاقات العائلية. يرقى كبار المسؤولين، أو يفصلوا لأسباب عائلية. ويحتار العاملون بسبب ذلك. ولا بد أن يتأثر العمل بصورة أو أخرى، آجلا أو عاجلا. مثل حالة ليوناردو ديل فيكيو، صاحب ورئيس شركة «لوكسوتيكا» الإيطالية للنظارات. في عام 1995 . كان مصرا على أنه لن يسلم إدارة الشركة لأحد أفراد العائلة. وقال: «سيتم نقل ملكية الشركة إلى الجيل المقبل. سيتولاها محترفون مدربون». لكن، فعل عكس ذلك، وسلمها لأولاده وبناته. ثم، غضب على الأولاد والبنات، وأعاد الشركة إلى «محترفين مدربين» (لكن، تحت إشراف الأولاد والبنات). وهناك الإيطالي أيضا بيرناردو كابروتي، إمبراطور السوبر ماركت في إيطاليا. في البداية، أعطى أغلبية أسهم شركة «إسيلونجا» إلى أبنائه. ثم استعاد السيطرة عليها وسط دعاوى قضائية. رغم أن عمره كان قارب التسعين. وفي الولاياتالمتحدة، توجد آلاف الشركات العائلية. وفي مجال الإعلام، توحد شركات عملاقة. أن لا تملكها عائلة، تسيطر عليها، أو تؤثر. مثل: «سي بي إس» و«كومكاست» و«ديسكفري» و«نيويورك تايمز» و«فياكوم». لكن، توجد استثناءات هامة، وسط الشركات الإعلامية الكبرى. مثل: «ديزني» و«تايم وارنر». وكتب ديفيد كار، مسؤول الشؤون الإعلامية في صحيفة «نيويورك تايمز»: «في كثير من الحالات، تساعد الروابط العائلية على الدخول في رهانات كبيرة، ومواجهة مخاطر حقيقية». وأضاف: «يشتكي مساهمون (من خارج هذه العائلات) من عدم وجود مساءلة، ومن روابط بين العلاقات العائلية وإدارة الشركات. ولهذا، ابتعدوا عن الاستثمارات في هذه الشركات الإعلامية». لكن، تظل هذه الشركات تحقق أرباحا أكثر من غيرها. وعن هذا، قال مايكل ناثانسون، خبير أمريكي في الشركات الإعلامية، بأن متوسط قيمة أسهم الشركات ارتفعت 30 في المائة في العام الماضي، بينما ارتفعت قيمة أسهم شركات الإعلام 40 في المائة أو أكثر. وبالنسبة لشركة مردوخ، ارتفعت أسعار الأسهم بنسبة 76 في المائة في العام الماضي وقال ناثانسون: «لا يميل الناس إلى تقديم شكاوى عندما يحصلون على عوائد جيدة من استثماراتهم. عندما تنظر إلى أداء هذه الشركات، خاصة التي تعمل في وسائل الإعلام، لا تقدر على أن تشتكي من سيطرة هذه العائلة، أو تلك العائلة». وقال كيلين جيرسيك، أستاذ في كلية إدارة الأعمال في جامعة (في ولاية كونيتيكت): «يوجد شيء هام بالنسبة للشركات العائلية: تعمل في صدق وإصرار لتأسيس جيل إداري جديد يرث الجيل الحالي». وقال كار، صحافي »نيويورك تايمز»: «قل ما تريد عن جيمس مردوخ (سيدير الإنتاج الفني). شكك في مقدرته كثير من الناس، وأنا واحد منهم. لم يكن مشاركا مشاركة حقيقية في مجال الأعمال التجارية مع والده. ودخل في مشاكل. خاصة خلال فضيحة القرصنة في بريطانيا (تنصت صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد» وصحيفة «ديلي صن» على مصادر الأخبار). لكن، برهن جيمس على قدرته على توسيع نطاق الشركة في الأسواق العالمية». بالنسبة للشركات الإعلامية العائلية، نعم، تواجه تركيزا إعلاميا أكثر من غيرها (لأن أخبار العائلة أكثر إثارة من أخبار الشركة). ربما هذه مشكلة. لكن، يمكن أن تقوي هذه الإثارة الروابط العائلية. ويمكن أن تجعلها (أو تجبرها) على إصلاح شؤونها. وأخيرا، بالنسبة لولدي مردوخ، هل ستؤثر عليهما ميول والدهما السياسية. خاصة ميوله اليمينية (في بريطانيا، أيد المحافظين، وفي الولاياتالمتحدة، أيد الجمهوريين). وخاصة تأييده القوي لإسرائيل. مثلا: قبل سنتين، في «تويتر»، هاجم الرئيس باراك أوباما، ونائبه جو بايدن. وتعهد بدعم المرشح الجمهوري ميت رومني. كتب: «سيكون فوز أوباما كابوسا لإسرائيل. بايدن كذب علينا بشأن العلاقات مع بيبي (نتانياهو)، سوزان رايس في وزارة الخارجية كابوس حقيقي».