التأمت سواعد شباب حي أنزا بمدينة أكَادير، واجتمعت لتحقيق هدف واحد ، هو رد الإعتبارلهذا الحي السكني الذي عانى لمدة طويلة من انتشار أنواع التلوث بسبب محاذاته للحي الصناعي المعروف بإفرازاته السائلة التي دمرت أسماكه وشوهت شاطئه نتيجة لهذه الإفرازات المتعددة من جهة ونتيجة الإهمال الذي طاله من الجهات المسؤولة والساكنة من جهة ثانية. لكن بداية من سنة 2013، اجتمع شباب أنزا في مبادرة استثنائية على المستوى الوطني، وبدون أن يجمعهم إطار قانوني منظم ومقنن،حيث حفزتهم رغبتهم الأكيدة في خوض غمارتجربة بيئية فريدة من نوعها،نجحوا فيها بامتياز،من خلال سلسلة من الأعمال التي شملت أولا تزيين الأحياء والرقي بها حتى تكون ضمن الأحياء النظيفة وطلاء جدران المنازل بلون موحد من أجل إضفاء جمالية خاصة على هذا الحي العريق،وذلك بمساعدة السلطات المحلية والمجلس البلدي لأكَاديروشركة سونرجيس... وقد توسعت فكرة شباب أنزا المتنور والواعي بأهمية تزيين واجهات الحي على أكثر من مستوى لتشمل أيضا تهيئة وتأهيل الواجهة البحرية لكورنيش المدينة، وذلك من خلال تنظيم حملات دورية لتنظيف الشاطئ من النفايات التي علقت به جراء عدة عوامل، وإزالة الأحجار التي تراكمت عليه لأزيد من عقدين من الزمن، وتنقية رماله وتصفيتها لتكون صالحة للإستجمام وممارسة رياضة الكرة القدم التي اشتهر بها هذا الشاطئ في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. ونظرا للإقبال الذي عرفه الشاطئ من طرف ساكنة مدينة أكَادير،بعد تهيئته وتأهيله، عمد شباب أنزا المتحمس والواعد إلى تزيين واجهته بتشجيره اعتمادا على وسائل ذاتية وتشجيع من طرف الساكنة،حيث ابتكروا فكرة تحويل إطارات العجلات المستعملة إلى مزهريات كبيرة وصباغتها بلون أزرق زاد من توهج أناقتها ومنظرها ،وتم داخلها غرس ورود وشجيرات انشرحت لها نفوس الساكنة. فمبادرة التشجيرووضع المزهريات أمام أبواب المنازل أدخلت على الجميع روح مبادرة الحفاظ على البيئة ونظافة الأحياء والمساهمة في تربية الأجيال الناشئة على هذا السلوك الجميل لكي تصبح مدينة أنزا التي كان الإسمنت يغطيها كليا ، ترتدي خضرة دائمة،في انتظارإنجاز مناطق خضراء موسعة بمحاذاة هذا الشاطئ الجميل حتى يكون مستقبلا قبلة للإستثمارات السياحية المختلفة. ولم يقف طموح شباب أنزا عند هذا الحد، حيث تفتقت عبقريتهم لتبتكر كراسي من الخشب والإسمنت من أجل أن يستريح رواد الشاطئ الذي يعرف إقبالا شديدا في الصباح وفي المساء قبيل لحظات غروب الشمس وذلك في منظر جذاب ومغر. وما زاد من رونق الشاطئ وجماليته أيضا هو أن الشباب نحت وكتب إسم مدينة أنزا بحروف بارزة بلغات مختلفة خاصة أن الشاطئ بعد تزيينه وتهيئته أصبح وجهة مفضلة لعدد كبير من الزوار المغاربة والسياح الأجانب وخاصة هواة رياضة ركوب الأمواج،وصار قبلة لممارسي كرة القدم الشاطئية. وكم كانت سعادة ساكنة أنزا كبيرة لأن ثلة من الشباب ذي الثقافة الجمعوية والبيئية أعادت الروح لهذا الشاطئ الذي أنتج كبار اللاعبين صنعوا الفرجة بامتياز في كرة القدم بسوس والمغرب في السبعينات والثمانينات وطعموا بشكل جيد فريق نجم أنزا وفريق حسنية أكَاديرورجاء أكادير والمنتخب الوطني.. هذا وقد أدت تنقية رمال الشاطئ وإزالة أحجاره وجمع نفاياته إلى اكتشاف آثار ديناصورات قديمة سبق أن عاشت بهذه المدينة لآلاف السنين،وقد ظهرت آثارها بشكل بارز للعيان بحيث تأكد من صحتها علميا علماء مغاربة وأجانب،مما يعزز فرضية علمية لا مجال للشك فيها من كون الديناصورات مرت من هنا وانقرضت لأسباب عديدة. وأنها لم تعش فقط بالمناطق الجبلية الداخلية بأزيلال مثلا، بل أيضا بالسواحل وهذا ما تثبته الآثارالمكتشفة بشاطئ أنزا خلال هذه السنة والتي شكلت مادة إعلامية خبرية دسمة ومهمة للعديد من الصحف الورقية والإلكترونية والإذاعات المسموعة والقنوات التلفزية...