كم هو عدد الأرواح التي يجب سفك دمائها على جزء من الطريق الوطنية رقم 13 العابرة لمدينة الحاجب ،كي تنتبه وزارة التجهيز والنقل بضرورة تحويلها خارج المدار الحضري لذات المدينة؟ فهي (الطريق) تخترق الحاجب الأعلى(جغرافيا)، حيث تتمركز جميع المرافق الإدارية المحلية والإقليمية ، مما يجعلها أكثر حيوية ونشاطا للراجلين ، وإذا أضيف إلى ذلك موقع المدينة باعتبارها بوابة الأطلس المتوسط ، مما يجعلها محطة عبور بامتياز، هذا كله برهان قاطع على ضرورة تخليص المدينة من هذه المجازر. وللإشارة فهذا الممر المزدحم لا يكتفي بالتلوث البيئي وإزعاج المواطنين فحسب، بل صار "ميدانا" لتقديم القرابين البشرية للشاحنات. فعلى سبيل الذكر لا الحصر و" بالميدان " : بداية الثمانينات عطب لشاحنة من الحجم الكبير محملة بالمعدن، الحصيلة أزيد من عشرين قتيلا. غشت 2003 انقلاب شاحنة كبيرة حاملة للزفت أسفر عن عدد كبير من الجرحى ووفاة خمسة أشخاص. غشت 2011 اصطدام شاحنتين من الحجم الكبير في اتجاه معاكس وسيارة صغيرة ،ليخلف الحادث عدة مصابين وسبعة قتلى. يوم الجمعة 18 أبريل 2014 "بالميدان" دائما شاحنة محملة بالتمور يفقد سائقها التحكم فيها وتصطدم بشاحنة أخرى، فتكون الفاجعة كبيرة مرة أخرى ،إصابة السائق بجروح و وفاة مساعده وصاحب البضاعة إضافة إلى دركي برتبة مساعد كان عائدا راجلا إلى أسرته بعد أداء صلاة الفجر، ذنبه الوحيد تواجده "بالميدان" ليخلف أرملة حاملا ويتيمين صغيرين . فهل ستكفي هذه الضحايا من الأحياء والموتى لتحريك ضمير مختلف مسؤولي وزارة التجهيز والنقل لتخليص المدينة من هذه المخاطر الجسيمة؟ في انتظار ذلك، فإن تثبيت المطبات الاصطناعية على الطرقات بما في ذلك داخل الأحياء (مدينة إفران نموذجا) أضحى ضرورة مستعجلة حقنا لدماء المواطنين والإخراج للوجود قنطرة عبور بين الحاجب الأعلى(جغرافيا) والمدينة المركز والذي تأخر كثيرا ،حيث أزهقت عدة أرواح بريئة بذلك الممر الخطير، والخوف كل الخوف أن تصم الآذان ويتم تغليب عين «ميكة » على عين العقل،آنذاك وكما يقال بالعامية«البكا مور الميت خْسَارة»!