تضم بلدة تالوين الصغيرة في جنوب المغرب أكبر مساحات مزروعة بزهور الزعفران في المملكة. والزعفران من أعلى التوابل ثمنا في العالم ويُزرع في تلك المنطقة بالمغرب منذ قرون. ويشتهر الزعفران بنكهته المميزة وخصائصه العلاجية. وقررت جمعية تعاونية نسائية في تطوان بشمال المغرب إضافة زراعة الزعفران إلى نشاطها في إنتاج مستحضرات التجميل والإضافات الغذائية. وذكرت حفيظة أيت عيسى رئيسة تعاونية نوارة عين الحجر في قرية بن قريش التي تبعد نحو ثمانية كيلومترات عن مدينة تطوان أن زراعة الزعفران زادت دخل أهالي المنطقة بدرجة كبيرة. وقالت "هذا الزعفران ومن خلال تجربتنا له مردودية. إذا قامت كل سيدة أو سيد في المنطقة بزراعة مساحة بالزعفران الذي لا يحتاج لليد العاملة إلا خلال فترة السقي في فترة معينة وكذلك خلال فترة الجني فإن له مردودية كما يحسن الوضعية المالية للمرأة". وقفز سعر الزعفران عالميا في السنوات الأخيرة لعدة أسباب منها حظر الولاياتالمتحدة استيراده من إيران. وتستخرج أسدية زهور الزعفران يدويا في عملية دقيقة تحتاج إلى قدر كبير من الخبرة. وينتج الكيلوغرام الواحد من الزعفران من ما بين 50 ألفا و75 ألفا من زهور النبات. ويتراوح ثمن الغرام من الزعفران في تطوان بين ثمانية دولارات و12 دولار حسب الجودة. وتحقق تعاونية نوارة عين الحجر أرباحا مجزية من بيعه مباشرة غلى المستهلكين ومتاجر التجزئة. وذكر عبدالوهاب مسالي من المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية أن الزعفران الذي تنتجه نساء تعاونية نوارة عين الحجر يضاهي في جودته الزعفران الذي تنتجه تالوين في الجنوب. وقال "هذا العام أعطى الزعفران إنتاجا يقارب 800 جرام وهذا يدل على أن المنطقة قابلة للتوسيع. بالنسبة للمنتوجات نلاحظ اللون الأحمر القاني .. أما رائحته فقوية ولهذا يمكن أن يُعادل تقريبا زعفران منطقة تالوين." وتأمل الحكومة أن يشجع نجاح تعاونية نوارة عين الحجر الزراع الآخرين في المنطقة الشمالية على إبدال محاصيل مثل القنب بزراعة زهور الزعفران. وقال نبيل المنتصر المدير الإقليمي لوزارة الفلاحة في تطوان "النتائج نتائج حسنة وإذا تنمى قطاع الزعفران في هذه المنطقة فسيشكل زراعة بديلة لبعض المزروعات المحظورة في المنطقة. إذن سيلعب دورا مهما في دخل الفلاحين وسيساهم بدخل حسن وهذا سيمكن الفلاح من الالتجاء إلى هذه الزراعة". ويستخدم الزعفران في الطهي في أوروبا وآسيا ويضاف إلى الكثير من أصناف الطعام التقليدية في بلاد شمال أفريقيا. وذكرت الطاهية المغربية حسناء الهمار أن الزعفران يستخدم بكثرة في أطباق الطعام التقليدية في المغرب. وقالت "مكانة الزعفران في الطبخ المغربي مكانة جيدة. لا يمكننا أن نطبخ بدونه وهناك عدة أطباق نستعمل فيها الزعفران كالطاجن الملكي". وتسعى الحكومة المغربية إلى زيادة المساحات المزروعة بزهور الزعفران من خلال توفير البذور وتحسين وسائل الري وشراء الانتاج من الزراع.