في مشهد هوليودي سينمائي، أوقف رجل بجلبابه الأسود ولحية غلب عليها الشيب، سيارته السوداء، وترجّل قاصدا تلميذة لم تثمر تحرشاته وملاحقته لها، كانت قادمة من أحد الأزقة المتفرعة عن شارع القدس بالقرب من مصحة الضمان الاجتماعي بالبيضاء ، متوجهة، حوالي الثانية و45 دقيقة بعد زوال يوم الجمعة 11 أبريل الجاري، الى الثانوية التأهيلية المصلى التي تتابع بها دراستها في السنة الثانية بكالوريا، ليمسكها بيده ضاغطا على أحد عروق ذراعها الأيسر، حسب ما جاء في تصريحها لدى الشرطة ، حيث شعرت بدوران، ففتح باب سيارته الأمامي ورماها داخلها ، وأحكم عليها حزام السلامة، ثم أقفل الباب الكترونيا وانتقل الى مقعده في القيادة، منطلقا إلى وجهة غير معروفة! هذا المشهد الغريب تابعه أحد الشبان لا يتجاوز عمره 21 سنة، طالب جامعي، فأسرع للتدخل قبل أن انطلاق السيارة ممسكا بجزء من مؤخرة السيارة ، فأصبح هو الآخر «مجرورا» ، في هذه اللحظة شعرت التلميذة التي لا يتجاوز عمرها 17 سنة، بخطورة الموقف، فأمسكت بمقود السيارة لتميل جهة اليمين ، حيث اصطدمت بالطوار ، لتتوقف في بداية شارع تازة على مقربة من مقر المنطقة الأمنية لعين الشق! هذه الوقائع «السينمائية» تتبعها شخص آخر من بدايتها إلى نهايتها ، فتجمهر عدد كبير من المواطنين وحضرت عناصر الشرطة التي نقلت الرجل «الخطاف» والتلميذة والشاب «المجرور» والشاهد، الى مقر الدائرة الأمنية 18 بعين الشق، عائلة التلميذة وبعد علمها بما جرى لابنتها، لحقت بها بمقر الدائرة الأمنية، ونفس الشيء بالنسبة للمتورط في العملية . فتحت مصالح الدائرة محضرا واستمعت للتلميذة التي أكدت أنها عانت من ملاحقة هذا الشخص لها منذ مدة، وتحاشت مصارحة والدها خوفا من أن تتطور الأمور ويتورط والدها الذي لن يبقى ساعتها مكتوف اليدين. واستمر في تحرشه لها إلى أن انتهى به الأمر الى إمساكها من ذراعها وادخالها عنوة للسيارة ، مؤكدة أن ذلك تسبب لها في دوران لم تشعر بنفسها إلا وهي داخل السيارة. الشاب المتدخل، أدلى بتفاصيل الواقعة كما شاهدها، والشاهد الثاني أكد في محضر الشرطة ما عاينه. بينما الرجل ذو ال66 من العمر ، صرح بأنه تعرض لمحاولة السرقة من التلميذة والطالب الجامعي. أحالت الدائرة الأمنية الملف على الشرطة القضائية التي باشرت بحثها مع عناصر هذه القضية، وبعد إخبار وكيل الملك تم وضع الرجل المتورط تحت الحراسة النظرية لتقديمه صباح ( أمس ) الأحد 13 أبريل 2014، أمام وكيل الملك، فيما تم حجز السيارة التي تعتبر أداة تنفيذ «عملية الاختطاف». وقد علمت الجريدة أن بعض افراد عائلة الموقوف ، بادرت بالاتصال بوالدي التلميذة واستعطافهما من أجل التنازل عن المتابعة، وهو ما قوبل بالرفض القاطع. وأكد والد التلميذة للجريدة «أن كل من يطلب مني التنازل عن متابعة مختطف ابنتي عليه أ يضع مكانها ابنته أو اخته ويعيش ما أعيشه أنا اللحظة، ثم يحكم بنفسه. الحمد لله أن الأمر وقف عند هذا لأحد. فابنتي تعالج حاليا عند طبيب مختص في القلب، وحين ضغط على عرق ذراعها لم يفكر ساعتها ما يمكن وقوعه. لم يفكر في عواقب ذلك. واليوم أنا مجبر على عرضها على طبيب نفساني. فما تعرضت له ليس بالأمر الهين، علما بأنها سقطت مغمية عليها داخل مقر المنطقة الأمنية، مما استدعى الأمر نقلها من هناك عبر سيارة الاسعاف الى قسم المستعجالات حيث قدمت إليها الاسعافات الأولية. فشريط هذا الاعتداء مازال راسخا في ذهنها».