عاشت شوارع طنجة، أول أمس الثلاثاء، على وقع مطاردة هوليودية قامت بها عناصر الأمن التي حاولت توقيف شخصين أقدما على اختطاف تلميذة من أمام ثانويتها، وهي عملية الاختطاف الثالثة التي تشهدها طنجة منذ نهاية الأسبوع الماضي. وقام شخصان كانا يستقلان سيارة من نوع «ميرسيدس»، باختطاف الفتاة من أمام مؤسسة الخوارزمي الثانوية في منطقة بئر الشفا، إذ نزلا من سيارتهما وقاما بخطف الفتاة عنوة وأجبراها على امتطاء السيارة بالقوة، حسب ما ذكرته مصادر مطلعة، الأمر الذي تسبب في حالة رعب وسط من تابعوا العملية. وانطلق الخاطفان بسيارتهما محاولين الفرار، غير أن سيارة للشرطة تابعة للدائرة الأمنية الثانية الواقعة في منطقة العوامة، قامت بمطاردتهما بشكل «هوليودي» حسب ما أكده شهود عيان، حيث قصدت سيارة الخاطفين مقاطعة امغوغة، وهناك حاول شرطي مرور إيقافها لكن سائقها رفض التوقف وكاد يدهس الشرطي. وتمكنت الفتاة المختطفة من الفرار عبر رمي نفسها من نافذة السيارة، ما أدى إلى إصابتها بجروح، في حين تابع الخاطفان فرارهما، حيث عادا إلى مقاطعة بني مكادة وهناك اختفيا مع سيارتهما، وأكدت مصادر «المساء» أن مذكرة بحث صدرت في حق المختطفين اللذين تم تحديد هويتيهما، كما تم تدوين مواصفات وأرقام السيارة المستخدمة في عملية الخطف، وقد أكدت المصادر ذاتها أن الشرطة لم تستخدم الرصاص في هاته العملية، رغم تهديد بعض الأمنيين للخاطفين بذلك في محاولة لإجبارهما على تسليم نفسيهما. وتأتي هاته العملية بعد 3 أيام من تفكيك إحدى أخطر عصابات الاختطاف التي تقوم باستهداف الفتيات ومطالبة أسرهن بفدية مهددة باغتصابهن. وكانت العصابة قد قامت، يوم الجمعة الماضي، باختطاف فتاة قاصر، واتصل أفرادها بأسرتها لمطالبتها بفدية قدرها 30 ألف درهم، مهددين بالاعتداء عليها جنسيا، غير أن المختطفين قلصوا مطالبهم المالية إلى 10 آلاف درهم بعد تدخل أحد أقرباء المختطفة الذي يعمل دركيا. ونسقت عناصر الشرطة بولاية أمن طنجة مع قريب المختطفة الدركي، الذي كلف بمهمة التفاوض مع الجناة، الذين فضلوا أن تتم عملية التسليم خارج طنجة، وبالضبط في منطقة مشلاوة القريبة من مدينة تطوان، وهناك تم نصب كمين لهم أدى إلى اعتقال مدبر العملية البالغ من العمر 48 عاما، إلى جانب 3 أفراد آخرين من العصابة. وقد كشفت التحقيقات عن أن العصابة متورطة في عمليات اختطاف وابتزاز أخرى، أغلبها لم يتم التبليغ عنها من طرف الضحايا، كما أن زعيم العصابة موضوع مذكرة بحث، حيث إنه متورط في قضايا نصب واحتيال وضرب وجرح. واعترف الخاطفون بأفعالهم الإجرامية، مؤكدين أن أغلب عمليات الاختطاف كانت تتم تحت التهديد بالسلاح الأبيض، وقد تمت إحالتهم على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف في طنجة. ولم تكن العمليتان المذكورتان هما الوحيدتان التي كانت طنجة مسرحا لهما خلال الأيام القليلة الماضية، حيث إن شخصين آخرين قاما، نهاية الأسبوع الماضي، باختطاف سيدة تعمل في أحد المصانع بالمنطقة الصناعية لطنجة، وقد حاول المختطفان اغتصابها، غير أنها قامت بفقء عين أحدهما بواسطة قلم حبر كان في جيبها وتمكنت من الفرار.