مازالت كلية العلوم جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس تعيش ظروفا صعبة ناتجة عن المقاطعات المتكررة للدروس، والتي تنعكس سلبا على السير الطبيعي للدورة الربيعية وتهدد السنة الجامعية بعواقب وخيمة ،وقد نتج ذلك عن استغلال مرافق الكلية لغير وظيفتها بعد حرمان مجموعة من الطلبة من السكن حيث رفضوا مغادرة مرافق الكلية رغم التدخلات الأمنية . وأمام هذا الوضع عقد مجلس كلية العلوم اجتماعا استثنائيا بتاريخ 26 مارس الماضي درس فيه الوضعية المتدهورة التي تعيشها الكلية ،وبناء على النقاش المستفيض واستحضارا للجوء بعض الطلبة للإقامة في بهو الكلية والتأثير السلبي على الدراسة، أصدر المجلس بلاغا يعبر فيه عن رفضه التام لاستغلال مرافق الكلية لغير وظيفتها القانونية تحت أية ذريعة، ودعا بإلحاح جميع المتدخلين إلى إيجاد حلول سريعة وفعالة للمشاكل المستفحلة التي أدت الى هذه الوضعية ، وخاصة مشكل الحي الجامعي وتحسين الظروف الاجتماعية للطلبة ،كما أهاب بجميع الطلبة، الحفاظ على انتظام الدروس وعدم الإخلال بالنظام البيداغوجي للسنة الدراسية والمحافظة على ممتلكات الجامعة المختلفة والالتزام بالقانون الداخلي للمؤسسة والأعراف الجامعية . من جهتهم أصدر الطلبة الجامعيون المنضوون في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ، بلاغا بتاريخ 23 فبراير المنصرم يعبرون فيه عن مواصلة نضالاتهم حتى تتحقق مطالبهم العادلة وفي مقدمتها الحي الجامعي الأول وملحقته والسماح لهم بالتغذية بالمطعم الجامعي ،كما استنكر «التهجم على المعتصمين والموظفين والموظفات بالجامعة من طرف شخص مسخر» ،و أكد «تشبث الطلبة بالقيم الجامعية واحترام الأساتذة والاطراف العاملين بها» معلنين تضامنهم المطلق مع أولئك الذين «تعرضوا للضرب والتعنيف ». ونظرا لهذه الوضعية المتأزمة وبطلب من أعضاء مجلس الكلية تم عقد لقاء مع رئيس الجامعة الدكتور صبحي بتاريخ 4 ابريل 2014 حيث وضعوه في الصورة والوضعية التي تعيشها كلية العلوم اعتبارا أن المشكل يهم الكليات جميعا بفاس ، لأن الطلبة المعتصمين هم طلبة يتابعون دراساتهم في مختلف الكليات بجامعة سيدي محمد بن عبد الله . وقد اعتبر رئيس الجامعة أن مشكل السكن الجامعي ليس من اختصاصه، بل هو منوط بجهات أخرى، مشيرا إلى أن بعض الجمعيات اقترحت على الطلبة أماكن للإقامة إلا أن أعضاء مجلس الكلية أكدوا أن الوضع قابل للانفجار في أية لحظة ما لم توجد حلول عاجلة خاصة وان الموظفين والموظفات والأساتذة أصبحوا عرضة لتصرفات قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه ،غير أن رئيس الجامعة أوضح أن الجميع مسؤول عن إيجاد حل ( من أساتذة وموظفين وعمداء) اعتمادا على مقاربة أمنية . وحسب مصادرنا فإن الأساتذة أعضاء مجلس كلية العلوم رفضوا الطرح رفضا باتا سيما ما يتعلق بالمقاربة الأمنية وطالبوا بإيجاد حل جذري على اعتبار أن رئيس الجامعة هو المسؤول الأول في هذا الإطار . يذكر أن عمادة كلية العلوم بذلت جهودا مع الطلبة للوصول إلى نقط التقاء وتعمل من أجل الاحتفاظ بانتظام الدروس وعدم الإخلال بالبرنامج البيداغوجي لإنجاح الدورة الدراسية الربيعية 2013 2014 .