أهم ما ميز الجولة الرابعة والعشرين، هو تعيين خمسة حكام من الدارالبيضاء لقيادة المباريات دون احترام منطق الكوطا، ومقاطعة جماهير الوداد لديربي البيضاء، وصحوة فرق أسفل الترتيب، واستمرار الحسنية في حصد الهزائم، وتأجيل الحسم في مصير جميع الأندية، في ظل المؤجلات التي أجلت الترتيب الحقيقي لكل الفرق. في غياب الدفء الجماهيري الودادي، بدا عطاء لاعبي فريق الوداد باهتاً خلال مباراة الديربي البيضاوي في نسخته السادسة عشرة بعد المائة، واستسلموا لإرادة العناصر الرجاوية التي عرفت كيف تستثمر التحفيزات الجماهيرية في صنع العديد من فرص التهديف، أهدرت كمّاً وافراً منها، واكتفت بترجمة فرصتين اثنتين بواسطة المحسنين ياجور ومتولي. وإذا كانت جماهير الوداد قاطعت الديربي، احتجاجاِ على الرئيس أكرم، فإنها عاقبت من حيث لا تدري فريقها المفضل الذي حصد الهزيمة الخامسة والثلاثين في تاريخ الديربيات، ليتأكد بأن جمهور الوداد يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية هذه النتيجة التي أسعدت كل مكونات الرجاء البيضاوي، الفريق الذي أجمعت جل عناصره الفوز في الديربي سيرفع من معنوياتها للدفاع عن حظوظها في الظفر باللقب. ويمكن القول بأن لقاء الوداد والرجاء افتقد للدفء المعتاد في المدرجات، ولم يرق مستواه التقني للتطلعات، وتكبد خلاله الفريق الأحمر خسارة على مستوى المداخيل، وخسارة في النتيجة وخسارة معنوية. خسارة متصدر الترتيب المغرب التطواني أمام الفتح الرباطي لم تفقده مركزه في الريادة، لكن الهزيمة فتحت هوامش حظوظ مجموعة من الأندية التي تطمح لمعانقة اللقب، والتي تتواجد في صفوف المطاردة، الأمر الذي سيشعل فتيل الصراع خلال القادم من الدورات، ولعل الفوز الذي صنعه الفتح الرباطي بواسطة اللاعب البحري مؤشر على أن هذا الفريق كبرت طموحاته في تسلق المراتب، وامتلاكه السرعة النهائية، سيما وأن ست دورات هي المتبقية من عمر الدوري. هزيمة الفريق التطواني الذي قطع شوطاً مهماً، وخطا خطوات ثابتة على درب معانقة اللقب، سيكون لها تأثير على نفسية اللاعبين، الأمر الذي يتطلب من المدرب العامري العمل على إعدادهم نفسياً، خصوصاً وأنهم دخلوا مرحلة السرعة النهائية. وعلى مستوى أسفل الترتيب، صنع فريق أولمبيك خريبكة الحدث بأكادير، بعد تغلبه على الحسنية، ورغم هذا الفوز الذي يزن ذهباً، فإن الفريق الخريبكي مازال يتواجد في الصف المفضي إلى الدرجة الثانية، وهي وضعية ساهمت في خلقها أخطاء إدارية كلفت الفريق خصم ست نقط من رصيده، وبات تجاوز هذه الوضعية أمراً صعباً، لكنه ليس بالمستحيل. واللافت أن فريق حسنية أكادير تراجعت نتائجه بشكل يطرح مجموعة من التساؤلات، حيث حصد خمس هزائم متتالية، وهو حصاد يترجم مرحلة الفراغ التي يمر منها الفريق السوسي الذي تجمد رصيده في 33 نقطة منذ عدة جولات، وكأني به يلعب من أجل البقاء ليس إلا... فوز آخر صنع خارج الديار، ويهم أسفل الترتيب، والأمر يتعلق بعودة الماص من القنيطرة بانتصار له قيمته على وضعية الفريق الفاسي الذي مازال لم يؤمن بقاءه، لكن هذه النتيجة سترفع من معنويات الفاسيين، وتعبد أمامهم الطريق لتصحيح المسار خلال الجولات القادمة، سيما وأن الماص يتوفر على مبارتين مؤجلتين، قد تعزز رصيد الفريق وتبعده عن دائرة الحسابات الضيقة. فريق الكاك كان يراهن على هذه المحطة لتأمين الموقع، لكن الهزيمة تجعل وضعية الفريق صعبة، وتقوي من الضغوطات على اللاعبين، وبات لزاماً على المدرب المخضرم عبد الخالق اللوزاني البحث عن الأساليب التي تؤهله لدخول منطقة الأمان. المدرب أمين بنهاشم عرف كيف يستثمر امتياز الاستقبال، ويفوز على الإطار التقني حسن الركراكي خلال المباراة التي جمعت الجمعية السلاوية وشباب الحسيمة، وبهذا الفوز يكون الفريق السلاوي قد ارتقى فوق خريطة الترتيب، وابتعد عن المرتبتين المفضيتين إلى الدرجة الثانية، وإن كان أمر البقاء لم يحسم بعد، لكن هذه الصحوة التي بصم عليها لاعبو الجمعية، سترفع معنوياتهم، وتؤهلهم لمناقشة المباريات المتبقية بأقل الضغوطات. فريق الدفاع الجديدي عجز عن صنع الفوز بميدانه، وأرغم على التعادل من قبل النهضة البركانية، خلال المباراة التي كان مستواها التقني متوسطاً. وبهذه النتيجة، يواصل الفريق البركاني الصوم عن الانتصارات الذي دخل فيه منذ انطلاق مرحلة الإياب. وحسب المدرب يوسف المريني، فإن فريقه كان الأقرب لصنع الفوز، وعرف لاعبوه كيف يشلون تحركات الجديديين في وسط الميدان. النتائج النادي القنيطري المغرب الفاسي...................................... 0 / 1 حسنية أكادير أولمبيك خريبكة......................................... 0 / 1 الوداد البيضاوي الرجاء البيضاوي.................................. 2/0 الفتح الرباطي المغرب التطواني........................................ 1 /0 جمعية سلا شباب الحسيمة............................................ 0/1 الدفاع الجديدي نهضة بركان........................................... 0 / 0