يعيش إقليمجرادة وضعا صحيا كارثيا بكل المقاييس ، تطرح معه أكثر من علامة استفهام حول استمراره بهذا الشكل الذي لا يستقيم و حاجة المواطن بهذه الربوع إلى سياسة صحية حقيقية تخفف من معاناته اليومية مع قطاع خاص لا يتناسب و الوضع الاجتماعي للعديد من شرائح المجتمع ،التي تعيش في صراع كبير مع المرض بسبب قلة الأطقم الطبية و انعدام التجهيزات الأساسية، إضافة إلى التعامل باستخفاف مع عدد من الحالات الوافدة على المراكز و المستوصفات الصحية و التي كانت سببا في حدوث وفيات نتيجة هذا الإهمال ، كما حدث بمستشفى لعوينات و عدد من المراكز الصحية الأخرى و التي أعادت من جديد واقع السياسة الصحية بإقليمجرادة إلى واجهت الأحداث و دخول المنظمات الحقوقية على الخط التي نددت في بيانات لها إلى الرأي العام الوطني و المحلي بتردي الأوضاع الصحية بالمستشفى المحلي بلعوينات بعد فاجعة وفاة امرأة و جنينها ، فلا يعقل اليوم و نحن نعيش مرحلة صحية انتقالية ان جاز التعبير، أن يعيش 13486 مواطنا بمدينة عين بني مطهر على خدمات طبيب واحد و يعيش 6966 مواطنا بالجماعة القروية بني مطهر دون طبيب، فعن أية سياسة صحية يتحدثون؟ كما أن غياب المجالس المنتخبة و ابتعادها عن نبض و هموم الشارع المحلي بالجماعات الترابية بالإقليم و غياب رؤية واقعية للتعامل مع هذا الخصاص الواضح زاد من معاناة الساكنة و أدخل معها المواطن في دوامة من اللافهم جعلته يتعايش مكرها مع أمراضه التي تنخر جسده ليستسلم لواقع لم يتغير في ظل هذا الخصاص الذي يعرفه القطاع الصحي بالإقليم و الذي لا يستقيم و التزايد السكاني داخل التجمعات السكنية التي هي اليوم في أمس الحاجة إلى من ينصت إلى صرخاتها و آلامها و يداوي جراحها و أمراضها ، لأنها تستحق كباقي مدن المملكة عناية صحية حقيقية تخفف من معاناتها و تنتصر إلى دعواتها في العيش بكرامة و إنسانية .