انعقد يوم أمس بالمقر المركزي للحزب بالرباط يوم دراسي حول أداء وحصيلة الفريق الاشتراكي بالغرفة الأولى، وفق ما كان مقررا خلال اجتماع سابق جمع المكتب السياسي بالفريق الاشتراكي. وعرفت أشغال هذا اليوم الدراسي، الذي حضره كل من أعضاء المكتب السياسي وكافة أعضاء الفريق الاشتراكي، عرضا سياسيا تقدم به الكاتب الأول للحزب، تلاه عرض حول حصيلة الفريق الاشتراكي من طرف أحمد الزيدي رئيس الفريق الاشتراكي، ثم مناقشة وخلاصات، وهيكلة الفريق. ما ميز هذا اليوم هو الكلمة التي ألقاها إدريس لشكر الكاتب الأول للحزب، والتي تطرق فيها لعدد من القضايا الأساسية التي تهم الحزب، والمهام المستقبلية المطروحة عليه وأهمها العمل من أجل تفعيل الدستور والاستعداد للاستحقاقات الانتخابية التي ستعرفها البلاد مستقبلا، ما حدا بالاتحاد والاستقلال الى الدعوة لفتح حوار وطني مع الأحزاب والنقابات وهيئات المجتمع المدني من أجل تفعيل الدستور. وشدد لشكر بنفس المناسبة على عملية استكمال البناء التنظيمي للحزب التي تعتبر عملية حيوية وضرورية لمواجهة التحديات، ورفع الرهانات التي تنتظر الحزب ولتنفيذ أحد قرارات المؤتمر الوطني التاسع الذي اعتبر أن سنة 2013 سنة لإعادة بناء الحزب وتجديد هياكله. كما عرج الكاتب، خلال عرضه هذا، على العلاقة التي يجب أن تسود بين الحزب والفريق الاشتراكي، حيث اعتبر في هذا السياق أن الفريق مؤسسة من مؤسسات الحزب المفروض فيها أن تنضبط لقرارات واختيارات الحزب، وذراع الحزب في المؤسسة التشريعية والذي ينبغي أن يشتغل وفق توجهات وخط الحزب، فضلا عن علاقة الحزب بالحكومة مذكرا في هذا الصدد بأن الاتحاد قد اختار موقع المعارضة بعد أن شارك في التدبير الحكومي لما يقرب من 13 سنة، وما تتطلبه هذه المعارضة من مبادرات سياسية على عدة مستويات لكي يستعيد الحزب المبادرة السياسية ويتملكها، ويتمكن من استرجاع مكانته داخل المشهد السياسي والمجتمع المغربي. وبخصوص التحالفات السياسية أوضح لشكر أن الحزب يفرق بين التحالف السياسي الذي يجمع الإطارات ذات المرجعية الواحدة، والتنسيق المؤسساتي في قضايا معينة من أجل إحراز مكتسبات سياسية وتشريعية وقانونية على صعيد المؤسسة التشريعية، مبرزا في هذا السياق أن ما تحقق من مكتسبات عبر التاريخ النضالي للاتحاد وفي محطات تاريخية، كان دائما بتحالف مع حزب الاستقلال انطلاقا من الكتلة الوطنية إبان سنوات القمع والتعسفات، ثم الكتلة الديمقراطية في إقرار الإصلاحات السياسية والدستورية ثم محطة المرشح المشترك التي هيأت أرضية التناوب على السلطة، ثم التحالفات والتنسيق المؤسساتي من أجل إحراز مكتسبات تشريعية وقانونية وسياسية تهم الشعب المغربي، يقول الكاتب الأول أن حزب الاستقلال كان دائما حليفا استراتيجيا في عدد من قضايا الأمة، وأشار كذا في هذا الجانب إلى أن الاتحاد كحزب ينتمي لليسار سيظل دائما يمد يده لعائلة اليسار من أجل إعادة وهج اليسار. كما شهد كذلك هذا اليوم الدراسي تقديم عرض من طرف أحمد الزيدي رئيس الفريق الاشتراكي، تطرق فيه إلى حصيلة الفريق الاشتراكي على مستوى التشريع والمراقبة للعمل الحكومي بمجلس النواب، ورصد فيه نقط مكامن القوة والضعف وبعض الاختلالات التي يعاني منها الفريق الاشتراكي نتيجة بعض الظروف الموضوعية والذاتية من أجل تجاوزها لكي يتطور عطاء الفريق، كما ونوعا. وأكد الزيدي بهذه المناسبة أن الفريق الاشتراكي حرص دائما أن يكون وجه حزب الاتحاد الاشتراكي داخل المؤسسة التشريعية، وأن تكون مبادراته السياسية والتشريعية منسجمة مع الاختيارات السياسية للحزب ومقررات مؤتمره الوطني التاسع. وساد خلال هذا اليوم الدراسي نقاش صريح وشفاف طبعته روح المكاشفة والصراحة من أجل ن يكون عطاء الفريق الاشتراكي بالمؤسسة التشريعية في مستوى تطلعات ومتطلبات المرحلة السياسية التي تتميز بها البلاد، والمهام المطروحة على حزب الاتحاد الاشتراكي الذي اختار أن يخدم البلاد من موقع المعارضة. ومن المنتظر أن يصدر عن هذا اليوم الدراسي بيان عن خلاصات ونتائج أشغاله.