لأول مرة تحتضن قاعة الإجتماعات التابعة للجماعة الحضرية بالجديدة نشاطا نوعيا يتضمن أسماء وازنة في سماء علم الإجتماع والثقافة والإسلام المتفتح والصحافة والقانون فقد عمدت جمعية أطر الجماعة الحضرية للجديدة على أن يكون أولى نشاطاتها تسطير برنامج قوي ويضم أصواتا وطنية وعالمية، وفعلا هذا ما حدث كما قالت أختنا وصديقتنا سكينة بوحدو رئيسة الجمعية في كلمة مؤثرة صادقة عندما أكدت أن جمعية الأطر جمعية مواطنة دأبت على الإسهام في إثراء النقاش العام في عدة قضايا ذات الأهمية القصوى ببلادنا وإعتبارا لكون قضية المرأة بالمغرب أضحت أولوية ملحة تستدعي تضافر الجهود من طرف كل مكونات المجتمع المغربي لتحقيق مكتسبات إضافية لصالح المرأة المغربية في مختلف المجالات، ومن هنا جاءت فكرة هذا اليوم الدراسي الذي اختير له المرأة المغربية ورهانات التغيير كتيمة. وأضافت ان المغرب كان سباقا الى الإنخراط في كل المنتديات والملتقيات من أجل الرفع من مكانة المرأة داخل المجتمع، ونظرا لما عرفته قضية المرأة المغربية من تطور، فإنه كان لزاما الإحاطة بهذه التغيرات التي حدتث فجاءت هذه الندوة التي أستدعيت لها أسماء وازنة من طينة مكاوي وبوعياش وشراك والعطري والبارودي من أجل ملامسة القواسم والهموم المشتركة للوصول الى الغد الأفضل الذي نحلم به جميعا الحقوقية التي مازالت تحمل معها لكنة الريف والتي تحولت من الوطني الى الدولي أمينة بوعياش الرئيسة السابقة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان والكاتبة العامة للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان التي ترسم اليوم عالما خاصا بخرائط متعددة في عالم حقوق الإنسان كما هو متعارف عليه دوليا. أحمد شراك: السوسيولوجي والشاعر الذي يحمل معولا من أجل زخرفة الطبيعة رجاء مكاوي: المرأة الوحيدة لحد الآن التي تتحمل صفة عضو بالمجلس الأعلى العلمي، الصفة التي كانت الى حدود الأمس القريب مجرد حلم صعب المنال استطاعت باطلاعها على الشعب الوعرة لعلوم الدين أن تعتلي كرسيا أمام أمير المؤمنين في درس رمضاني وتخاطب العقول على مختلف مشاربها. عبد الرحيم العطري الذي خبر دروب الرباط قادما إليها من هضاب الرحامنة ليتحول الى مفتي في شعاب السوسيولوجيا الشعبية ويطل علينا عبر العديد من القنوات التلفزيونية والإذاعية يحاول أن يلامس أزرارا متعددة حتى لو كانت نتائجها مجرد ساعة متوقفة عن عد عقارب الزمان، ولكن تقول الحقيقة مرتين في اليوم على حد تعبيره. فاطمة البارودي مديرة الأخبار بالقناة الأولى والتي تستنطق اللغة في الشعر كما في اليومي والتي يخرج صوتها كما يخرج البارود من فوهة بندقية إنها إمرأة صادقة منذ أن التقيتها في شعاب بنو هاشم بمكة المكرمة وهي متوجهة الى المشاعر صادقة كما رأيتها تبكي الفقيد محمد المودن وهي لم تستطيع كفكفة دموعها. أمينة بوعياش: تفاعل المغرب مع الإتفاقيات الدولية جاء بعد توقيعه على اتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة لم أكن أتصور منذ 10 سنوات خلت أننا سنصل الى هذه المكتسبات وبالتالي علينا أن نتابعها وأن نحميها تؤكد أمينة بوعياش وأضافت أن التفاعل الكوني والوطني يثير إشكالات تأخذ أحيانا طابعا إيديولوجيا سياسيا، لكن بقدرما يشتد هذا التفاعل في الصراع بقدرما نجد له مخارج، كما نجد له كذلك تأثيرات ونتائج حول وضعنا، لأنه بالأساس المغاربة والمغرب يتقاسم مع المجموعات الدولية مبادئ حقوق الإنسان، وبالتالي انطلاقا من القناعة الذاتية والجماعية للمغرب لحقوق الإنسان هناك تفاعل معها منذ 1999، وبالتالي بدأ وضع المرأة يعرف نقاشا خاصا داخل المنظومة المغربية التي تضم الأحزاب السياسية والبرلمان حتى لحظة توقيع المغرب على اتفاقية محاربة كل أشكال التمييز ضد النساء، وبالتالي انخراطه في مجال سيطرح المساءلة في مجال تطبيق بنود الإتفاقيات حول احترام حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها عالميا، وسيعرف المغرب حركية أخرى فيما بعد، ويتعلق الأمر بمدونة الأسرة الذي شاركت في صياغتها العديد من الجمعيات النسائية والحقوقية وفاعلون في مجال تطوير الحقوق المدنية والإجتماعية والسياسية، تؤكد الحقوقية بوعياش أما التفاعل الثاني، تضيف، فيتعلق بالنقاش الذي طرح حول مشاركة المرأة في التنمية، وهو النقاش الذي طرح على هامشه مناقشة الحقوق الإجتماعية والسياسية التي تهم المرأة وجاءت بعد ذلك اللائحة الوطنية للنساء في الإنتخابات التشريعية والتي كانت نتيجة تداخل العديد من الأطراف وليس الأحزاب السياسية فقط وتتويجا لمسار في مجال تشجيع المرأة على تبوأ مقاليد التسيير والتدبير. وكانت مدونة الأسرة هي الأخرى كتفاعل للمغرب مع الإتفاقيات الدولية ايضا، حيث تم تقنين سن الزواج والولاية والطلاق وحقوق الطفل لتظهر بعد ذلك نتائج مناقشة وتغيير العديد من المواد والنصوص التي تنظم الحياة الأسرية وبشكل خاص النساء، ومن هناك جاءت تمثيلية المرأة في المجالس والبرلمان والحكومة وأيضا تفاعل آخر يتعلق بالآليات الخاصة بمناهضة العنف ضد النساء، خاصة وأن التقارير كانت تشير الى الإزدياد المضطرد للعنف ضد النساء .إذ أن أكثر من ستة ملايين إمرأة مغربية تتعرض للعنف، حيث أن هناك تفاعلا من طرف المغرب مع محاربة هذه الآفة بإنشاء فرق داخل المصالح الإقليمية للشرطة القضائية. وكذلك بتوسيع مهام النيابة العامة التي تتدخل في الأمور الإستعجالية لحماية المرأة في حالة توصلها بمعلومات في هذا الموضوع. إلا انه الآن يوجد قانون لمناهضة العنف ستتم مناقشته داخل مجلس حكومي مقبل، بعد أن تم تأجيله قبل أيام رغم أنه هناك تساؤلات حول هذا التأجيل مع مالهذا القانون من إيجابيات لحماية المرأة من العنف التفاعل كذلك مع الجيل الثالث لحقوق الإنسان الذي يوجد بعض مضامينه في الميثاق الجماعي الذي لايطبق بشكل واضح في لجنة الإنصاف والمساواة، والتي يجب أن تكون لجن خاصة بهذا الموضوع في جميع المجالس الجماعية والبلدية، إلا أنه لايتم احترام هذا الإختيار، لأنه من تلك اللجن تنطلق العديد من المبادرات وتتخذ العديد من القرارات لحماية المرأة . وأكدت بوعياش أن هناك أيضا التفاعل الأخير للسلطات المغربية، وهو التوقيع على البرتوكول الإختياري الملحق باتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة، أي أنه يتم منح المرأة المغربية حق رفع التظلم على المستوى الوطني في حالة عدم إنصافها محليا أو جهويا، وبالتالي يكون هذا التوجه هو أن نتفاعل مع المجموعة الدولية، أي أن تكون للمرأة المغربية كرامتها وأن على الدولة المغربية أن تتفاعل مع الإتفاقيات وتحمي هذه الكرامة تختم الحقوقية بوعياش. رجاء مكاوي: الشرع المغربي مخالف لجميع الشرائع لأنه يعالج إشكالية الأسرة معالجة شمولية قالت الإستاذة مكاوي أنها تتشرف بالقدوم الى رحاب دكالة العالمة للمرة الثانية لمناقشة موضوع المرأة والأسرة وأن المنظمين بذكائهم الكبير ميزوا بين الفضاءات المتعددة التي يمكن أن نجملها في الفضاء العام وفضاء الأسرة وفيما بينهما يحصل الإختلاف البين المرأة في الفضاء العام التي هي ندية للرجل وتحكم علاقتهما المساواة المطلقة .وتحكم أيضا بينهما المنافسة الشريفة وأحيانا الشرسة سواء في المجال السياسي أو الإداري أو أي مجال آخر. ونحن في هذا الفضاء سواسية لايهمنا سوى خدمة هذا الوطن تؤكد المحاضرة، فالدستور نص في ديباجته على المساواة بين المرأة والرجل ومن أجل السهر على المساواة أنجز الدستور الأخير مجلسا للمناصفة ومحاربة كل أشكال التمييز هذا المجلس سيكون مجاله تحقيق المساواة في الفضاء العام. لنتحدث عن المرأة، تقول مكاوي في فضاء الأسرة، فهذا الفضاء لاتحكمه الشراسة أو المنافسة، بل يجب أن تحكمه المودة والرحمة وأن الدستور كان حكيما حيث أفرد فصولا عن الأسرة وأعطاها مكانة مرموقة كي يخدم المرأة ومعها الأسرة والقانون المغربي كان مستوحى من الشرع المغربي والشرع المغربي مخالف لجميع الشرائع، لأنه يعالج إشكالية الأسرة معالجة شمولية، أي أنها تعالج كافة الجوانب القانونية والتدبير السياسي والإجتماعي والقيمي فالفضاء العام، وإن كانت لنا فيه المنافسة والمناقشة ومقارعة الحجج ففي الفضاء الأسري الأمر مختلف، حيث تتم معالجة كل الزوايا القانونية والقيمية والإجتماعية بشكل تعاضدي لا يفرق بين الشيء والآخر تضيف السيدة مكاوي، وبالتالي فحينما قدم جلالة الملك مدونة الأسرة الأسرة فقد قال هي مدونة ليست لطرف على حساب طرف وليس للمرأة على حساب الرجل، ولكن لكافة الأسرة، وبالتالي فإن تصور الأسرة يروم تحقيق التوازن ويروم، أيضا، تحقيق التكامل كأمر طبيعي وفطري في الرجل والمرأة داخل الأسرة التي لها خصوصيات فهي التي تعتبر الركيزة الأساسية داخل الأسرة، إذ هي التي تربي وتسهر الليالي وتحرس وتضحي بحياتها من أجل راحة الآخرين. وإذا توقفت عن فعل ذلك لايمكن تعويضها لمكانتها المتميزة داخل الأسرة. فالمرأة من شيمها التضحية والذي يضحي له القوة فهو لايضحي وإلا وهو قوي ولايمكن للضعيف أن يضحي فالضعيف مستكين والتضحية لاتحتمل الضعف والإستكانة فالمدونة عندما جاءت اعتبرت هاته التضحية طبيعية في المرأة. وأنتقلت بعد ذلك الأستاذة رجاء الى مناقشة توحد الفضاء العام والخاص في القوانين الوضعية الأخرى ومقارنتها مع المدونة التي تم مراعاة العديد من الأشياء والخصوصيات المغربية التي تنهل من الشرع الإسلامي مع بروز تيارين متعارضين الأصولي الذي يدعي أن المدونة عانقت الدولي وتجاوزت الشرعي والحداثي الذي يؤكد أن المدونة عانقت الشرعي ولم تساير العالمي. واستدلت مكاوي على تكريم المرأة بالقرآن الكريم الذي أكد في العديد من الآيات على ذلك حيث أن أطول سورة في القرآن تهتم بالأسرة هي سورة النساء بما يبرز المكانة الكبرى للمرأة داخل المجتمع، ثم هناك سورة الطلاق التي تضم أحكام الأسرة برمتها وهي معالجة تقر بالحقوق والواجبات، وانتقلت الى الحديث عن المرأة القروية التي عاشت تهميشا حقيقيا حيث أكدت أن هناك تهميشا في العديد من المجالات كالهشاشة الفكرية والهشاشة الإجتماعية والأسرية وما الى ذلك، فالبادية همشت وظهرت أحزمة البؤس، وكلنا غارق في التهميش الإجتماعي وغيره، وركزت على البادية التي تفتقر الى كل شيء، أي أنها تفتقر الى البنى التحتية بشكل عام فكيف تنجح المرأة في الفضاء العام لتحقق ذاتها. وخلصت الى نتائج دراسة قامت بها على مستوى قيادة المجتمع حيث وجدت المرأة تقود المجتمع والدولة في ألمانيا، مثلا لكن هناك لايوجد مقعد في أحيان كثيرة لترك طفل بالحضانة كي يستطعن التفرغ لعملهن مما يدفعهن الى التخلي عن العمل والقيام بالعمل المنزلي .فجل نساء ألمانيا يعملن في مجالات بشكل مؤقت لايتناسب ومستواهن الثقافي، وبالتالي فأن المرأة المغربية يمكن أن تعطي بشكل أكبر لو تم منحها تفاعلا أكبر إن على مستوى العملي أو الأسري فاطمة البارودي : أرى في الكوطا إمتهانا لكرامة المرأة ومنحة ولكن صعب أن يكون للمرأة مكانة خاصة في المغرب لطالما تعاملت مع الكوطا بنوع من الإشمئزاز وكنت أرى فيما إمتهانا لكرامة المرأة وكونها مجرد منحة لكن اليومي علمني بأنه في المغرب صعب أن يكون للمرأة مكانة تناسبها دون قوانين ودون مقتضيات على الأقل في هذه المرحلة الأولى التي لن تكون سوى مرحلة انتقالية تفضلت الأستاذة رجاء وتحدتث عن المرأة الإيطالية و الألمانية والفلندية والفرنسية والشروط التي تجعل المرأة مستعدة لتحمل مسؤولية ثقيلة، وأعتقد بأن الألمانيات أكثر إحساسا بأن المرأة عندما تريد أن تكون في موقع قيادي فهي مطالبة بأن تبدي جهدا مضاعفا مرتين أو ثلاث مرات مقابل مايبدله الرجل من أجل نفس الموقع وهي قسمة ظيزى ولكنها قسمة يومية وأنا أعايشها ضمن اليومي. إذن هناك معركة ليست معركة من أجل إقرار قوانين ومقتضيات وأيضا ولكن من أجل تغيير العقليات وتغيير ما في النفوس، فأعتقد بأننا كلنا مطالبون بأن نهز أشجارنا ونسقط منها الكثير من الأفكار التي تربينا عليها، لإن المرأة مجرد إمرأة، فالمرأة إنسان كائن حي وله ذكاء يفوق في بعض الأحيان ذكاء الرجل مع كامل الإحترام له عندما يتعلق بالذكاء العاطفي الذي هو عنصر أساسي في الجمع، ولذلك كثيرا ما تجد النساء في مواقع القيادة يجمعن الإدارات عوض تشتيتها وهذا مكتسب وهي منحة من الله، ولكن أيضا منحة يجب أيضا تطويرها، لأن العمل قيمة يجب الأخذ بها سواء من طرف الرجل أو المرأة أحمد شراك: المغرب اختار الطريق الثالث بعيدا عن طريق الجمود وطريق الثورة تذكرني الجماعة الحضرية بالجديدة بتكريم حدث قبل أكثر من ثلاثين سنة لعبد الكبير الخطيبي ومنذ ذلك الوقت ولربما كان المجلس الوحيد الذي احتفى بعلم الإجتماع بحكم أن المرحوم كان أول من ترأس معهد علم الإجتماع وانتقل الى الحديث عن المراة المغربية والسؤال السياسي، مؤكدا على أنه لن يعيد ما قاله سابقا، لكن هناك جديد في الموضوع، فلاشك أن دستور 2011 جاء بأشياء جديدة ووصل الى أعز مايطلب وهو المناصفة . وهي آلية من آليات المساواة بين الرجل والمرأة في المغرب. وأضاف شراك أنه لاشك أن هذه الوثيقة هي الأولى في المغرب التي تحتاج الى آليات للتطبيق وهو مايسمى إعلاميا بالتنزيل السليم، وعندما أقول أعز مايطلب فذلك راجع لإعتبارات سياسية وثقافية، فالأسباب السياسية تندرج فيما اختاره المغرب في الربيع العربي من الطريق الثالث خلافا لإختار طريق الجمود على حد تعبير سي أحمد لتبقى دار لقمان على حالها كما تفعل الجارة الجزائر بإعادة ترشيح رئيسها المريض .أو طريق الثورة كما فعلت تونس ومصر وسوريا، ولكن الملاحظ الموضوعي سيقول إن المغرب سلك الطريق الصحيح ولم يختر طريق الجمود أو الثورة، وبالتالي، فإن بعض الدول التجأت إلى الخيار المغربي، كما حدث في مصر، حيث يلاحظ أن المغرب أرخى بظلاله على هذه الدول، إذ أن مصر خلصت الى الإعلان عن تأسيس لجنة لصياغة دستور جديد، ولم تلجأ الى المجالس التأسيسية، كما حدث في بعض الدول العربية الأخرى كليبيا وتونس، وبالتالي، فإن اختيار الطريق الثالث هو إختيار لطريق الإصلاح مع إصلاح ماينبغي إصلاحه في أقصى حد ممكن يضيف شراك، ولعل هذه المفارقة عجيبة لأنها تنتمي الى جغرافية مغربية محضة مما جعل هذا الطريق ناجحا، لأن المطالبة بالمناصفة هو مطلب كوني، بل انطلاقا من معدل الزمن، فالمغرب وصل في زمن قياسي مقارنة مع دول أخرى التي تلكأت في تأسيس المناصفة، كما أن المناصفة في المغرب جاءت نتيجة تراكمات سواء تاريخية أو سياسية لما انجزته المرأة المغربية في الزمن العميق، فالمرأة المغربية سبق وأن تقلدت مناصب سياسية وساهمت في الكفاح الوطني كما أن تراكمات على مستوى العمودي خاصة على العهد الجديد أثناء إنجاز مدونة الأسرة، كما أنه هناك الكثير من العناوين كمنح الجنسية لأبناء المرأة المغربية المتزوجة من أجنبي وهذه علامة على الإنجاز العمودي في المجتمع. وعلى المستوى الثقافي يؤكد الباحث المغربي أن هناك مؤشرات عندنا ولمعرفة مؤشر الخزانة البيبلوغرافيا المغربية بدء ببلوغرافيا أنجزتها فاطمة المرنيسي مرورا بدليل المرأة المغربية وكذلك بورتريهات المرأة المغربية التي أنجزتها فاطمة المرنيسي الى البيبلوغرافيا المغاربية وهي التي تلخص إنجازات المرأة المغربية في كل الميادين على مستوى العمل أو مختلف الفنون أو على مستوى الصحافة أو الرأسمال الرمزي، مما يؤشر أن المرأة المغربية أنجزت بكثير من الندية أو تفوق كما أبرزت فاطمة المرنيسي في إنجازها المعرفي أو العلمي على كثير من الذكور، وبالتالي، فإن المناصفة هي إنصاف للتاريخ ولصيرورة هذا التاريخ بالنسبة للمرأة المغربية، وبالتالي فإن السؤال الصعب ليس هو تنزيل الدستور على مستوى القوانين كما تطالب مختلف المعارضات من الحكومة الرهينة، حيث يجب محاربة العقلية التي توجد بالبادية المغربية وهو مايمكن اعتباره ترسيخا ثقافيا ذكوريا، وهو ذاته الموجود في المدينة وهو التيار الموجود أيضا في فرنسا والذي يدعو عودة المرأة الى البيت وفي المغرب أيضا طبقات تدعو الى هذا التوجه كما هو الحال بالنسبة للطبقة المتوسطة في فاس والتي تهيء الذكور للزواج بشراء شقق عكس المرأة ويمتد ذلك الى جميع منتسبي هاته الفئة التي تضم مختلف النخب إضافة الى إيديولوجيا العنف حيث يعتبر المجتمع الذكوري أن المرأة شيئا أو متاعا، حيث يمكن أن يعنفها لفظيا وجسديا وجنسيا متى شاء، وبالتالي فإن المغرب انتبه الى هذه الظاهرة من خلال الدولة أو المجتمع المدني بإنشائه اللجن الجهوية لمحاربة العنف ضد النساء، كما أن المغرب يتوفر على علماء وعالمات متنورات يقرؤون النص ويقارنونه،،، هذا الرأسمال الروحي بمنطق يستجيب للمنطق المساواة بين الرجال والنساء أن هناك إنجازات على مستوى الدولة والمجتمع المدني في المغرب هذا الأخير أصبح رائدا لإن المناصفة هي أعز مايطلب. عبد الرحيم العطري: من قرطاسة النضال الى قرطاسة كجسد مستباح وربما كجسد نظفر به كغنيمة الدراسة الأخيرة للمندوبية السامية للتخطيط تفيد بأن ساكنة دكالة النشيطة في المغرب بثاء التأنيت هي الأولى على الصعيد المغربي وناقش موضوع المرأة المغربية ولغة الصاد وما المقصود بلغة الصاد التي أكد أنها هي الصمت والصمود والصبر، وأضاف أن هذه الثلاثية هي ماتدمنه المرأة المغربية . وفي دكالة بالذات أقترح ثلات ملاحظات وثلاث مقدمات وثلاث خلاصات معترفا أن مهمته ستكون صعبة، فبعد كل هذه المداخلات هل سأكون مقنعا وممتعا يؤكد العطري. المقدمة الأولى أسماها رصاصة من فضة وأعاد أيت عطا الى الواجهة وتحديدا معركة بوغافر، ففي هذه المعركة قتل الضابط بورنازيل، لكن الغريب في الأمر أنه أثناء تشريح الجثة تم العثور على رصاصة من فضة هي التي اخترقت جسد بورنازيل، وبالتالي المستعمر الفرنسي لم يفهم الأمر جيدا، خاصة وأن الخراطيش كلها من نحاس، فكيف توجد في معركة بوغافر من فضة فلما بحثوا وجدوا أن كل نساء بوغافر ساهموا بحليهن الفضية واللجين لإذكاء نار المقاومة فكانت صناعة الخراطيش من فضة، لكن السؤال اليوم، إذا كانت المرأة المغربية قد أهدت في لحظة الإستعمار قرطاسة فضية، فإنه اليوم وفي إطار حرب التحرش الجنسي ضد المرأة نقول أنها قرطاسة مرت من هنا. المقدمة الثانية لاحظوا معي يؤكد العطري، هذا التغيير فمن قرطاسة للنضال الى قرطاسة كجسد مستباح وربما كجسد نظفر به كغنيمة. اللغة الثانية نسميها لغة الإفتراض، تصوروا معي في هذه القاعة إذا قلت لكم رجاء أريد حقنة أكيد أنكم ستذهبوا بمخيالكم الى أنني أعاني داء السكري وأريد حقنة أنسولين لنغير هذا المكان ولنذهب الى زقاق مظلم في هامش من هوامش مدننا المغربية وقلت أريد حقنة لن تذهبوا الى حقنة أنسولين ولكن ستذهبوا الى حقنة مخدرات ستتساؤلون ما الغاية من الدخول في لعبة الإفتراض سأقول أن السياق هو الكفيل بالوصول الى المعنى عندما تتغير سياقات الأمور تتغير المعاني المنتجة وعندما تتغير سياق المرأة المغربية يتغير المعنى المطلوب علينا إكتشافه يضيف الباحث عبد الرحيم. المقدمة الثالثة وهي التي تدعونا الى تنسيب الحقيقة دائما ننتبه الى ساعة معطلة في الركن ونقول بأن هذه إنتهت صلاحيتها لكن الحقيقة تقول أنه حتى الساعات المعطلة تقول الحقيقة مرتين في اليوم، هذه الملاحظة تقودنا الى مفهوم التواضع في أفقه المفتوح وليس المغلق يؤكد العطري. سنمر الى الملاحظات الثلاث السريعة، الملاحظة الأولى هي التمييز وهو النص الأكثر حضورا في السجل المغربي على كل المستويات على مستوى الذكورة والأنوثة دائما هناك تراتب اجتماعي بين الذكر والأنثى، فالذكر تفتح أمامه كل الأبواب أما الأنثى فدائما مهمشة وينظر إليها ككائن من الدرجة الثانية على مستوى السن. وعلى مستوى اللون .وعلى مستوى الشكل. وعندما ننتقل الى الحديث عن المرأة المغربية نتكلم أيضا عن التمييز بين اللعنة والبركة فالمرأة خاصة في العالم القروي هي التي تعجن خبزة البركة وهي التي تكسرها على المحراث طلبا للبركة إنطلاقا من خصوبتها هذه المرأة هي التي تمسك بمفتاح صندوق الحجج بالنسبة للقيمة الرمزية التي تتوفر لهذه المرأة . هذه المرأة هي أول من يبذر خلال بداية الحرث ماذا يرتسم في مخيالنا ثلاثة مستويات المرأة الشر، واستدل بالعديد من الأمثال، مما يؤكد أن المعركة المقبلة هي معركة تغيير الذهنيات، وهي المعركة الأهم المرأة العار وهو المستوى الثاني عندما نلاحظ هذه المنظومة من الأمثال. سنقول أن الأوضاع قد تغيرت لكن عندما نعود الى المغرب العميق نرى أننا مازلنا نرتكن الى هذه الأمثال، ومازلنا نعيد إنتاجاها بطريقة أو بأخرى لكن رغم كل هذا نرى أن الإتجاه مؤنث، حيث أن كل المؤشرات تدل على ذلك ف 19 في المائة من الأسر تسيرها إناث أي أن خمس الأسر في عهدة نساء المجال الثاني هو دخول ثاء التأنيث إلى مجالات كانت حكرا على الرجال، وبالتالي فإنها في المركز وفي القيادة الخلاصات الأساسية رغم كل هذا التحول مازال الفقر أنثويا في المغرب، فالنساء هن الأكثر فقرا في المغرب وكذلك الأكثر عرضة للعنف على مستوى كل أشكاله وكل مايقال يقال على المرأة أكثر من الرجل ولتغيير ذلك يجب الإشتغال على المنظومة التربوية، لإن المعركة المقبلة معركة ثقافية أكثر منها سياسية مع التقدير لكل المعارك الأخرى، كما يجب أن نشتغل على كافة الواجهات وأن نؤسس لفكرة تقوم على المساواة والإنتقال من فكر المحاصصة الى فكر بنيوي يؤكد السوسيولوجي العطري. إذن فالمعركة معركة تغيير الذهنيات حيث أنه إذا لم ننجح في تغييرها سنعود الى إنتاج نفس الأنماط الندوة أدارها بحنكة كبيرة الدكتور محمد بنطلحة الذي استطاع أن يزاوج بين القانوني والأدبي، حيث استطاع أن يقدم الضيوف بطريقة خاصة جدا. كما أكرم شخصيا الصحافية والشاعرة فاطمة البارودي بقصيدة شعرية في يوم تكريمه. وشهد اليوم تكريم إمرأتين قدمتا الشيء الكثير في الحياة العملية مديرة إعدادية لالة مريم التي تخرج على يدها العديد من أطر المدينة وفاطمة البارودي أول إمرأة تتبوأ منصب مديرة قسم الأخبار بالقناة الأولى.