احتضنت قاعة الغرفة التجارية والصناعية بالقنيطرة مساء يوم الجمعة 11 مارس 2011 لقاءا مفتوحا مع فعاليات نسائية وطنية نظمته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الغرب الشراردة بني حسن وفرع الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية بالقنيطرة ، ترأسته الأستاذة خديجة الزيغيغي رئيسة الجمعية ،وأطرته كل من الأستاذة رشيدة بنمسعود عضوة المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والإعلامية المبدعة الأستاذة فاطمة البارودي . ففي بداية اللقاء ألقى الأستاذ محمد العناز كلمة بالمناسبة نيابة عن السيد عبدا للطيف اليوسفي مدير الأكاديمية ، الذي اعتبر المناسبة حلقة من حلقات تأثيرات الزمن الجميل ، ومرحلة من مراحل نضج تلك الثمار التي طالما راودت أجيالا بكاملها عبر سنوات التطلع إلى الغد الجميل ، غد المساواة المكلل بحب الوطن والمثبت للكفاءة بغض النظر عن اللون أو الأصل أو الجنس.... واعتبر اليوسفي في كلمته أن التعريف ب8 مارس كيوم عالمي للمرأة ثم الاحتفال التدريجي به في مبادرات تشكل حلقات من حلقات التأسيس لنظرة أخرى مغايرة للنصف الأخر من المجتمع الذي ظل في الظل مهما كانت كفاءته ، وقد ظل الحلم بهذا اليوم يكبر رمزا للتحرر والدمقرطة والمساواة واستثمار كافة الطاقات في العنصر البشري أيا كان جنسه ، يحتل حيزا مهما ضمن المشروع المجتمعي الحداثي الديموقراطي، مضيفا أنه من ميزات هذا الحفل هو الإصرار الجماعي على تكريم رموز من الفعاليات النسوية التي تركت بصماتها في مجالات اهتماماتها بالفعل الدائم والمستمر والنشيط ، وفي تكريمهن كل الإشارات إلى تكريم كافة المغربيات اللواتي يناضلن في صناعة المبادرة والاجتهاد ، ويقتحمن كل الميادين للتبشير بالجديد دون تردد وعلى رأسهن الأستاذات: رشيدة بنمسعود- فاطمة البارودي- رجاء الناجي مكاوي. أما كلمة فرع الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية بالقنيطرة فقد كانت عبارة عن قصيدة شعرية جميلة قدمتها رئيسة الجمعية ذة خديجة الزغيفي تحت عنوان» أنت العيد « بعدها تناولت الكلمة الأستاذة رشيدة بنمسعود التي دعت فيها جميع الحاضرين إلى الاحتفال بمضامين الخطاب الملكي ،باعتباره خطابا يفتح افقا جديدا و صفحات مشرقة ، ثم عنونت مداخلتها ب «تأملات في مسار تحولات المرأة المغربية « من الهامش إلى المركز حيث لامست هذا التحول من خلال 3 مفاهيم هي : مفهوم التحرر – مفهوم المساواة –و مفهوم التمييز الايجابي. واعتبرت الأستاذة بن مسعود أن مفهوم التحرر ابتدأ مع الحركة الوطنية و روادها من أمثال علال الفاسي المهدي بن بركة و محمد الخامس ، بحيث كان التعليم مدخلا أساسيا لذلك التحرر الذي يعني في رأيها التصحيح و ليس الثورة ، أما بالنسبة لمفهوم المساواة فقد عرفت المرأة دينامية جديدة و خاصة في سنوات الثمانينات و التسعينات ، حيث انتقلت الحركة النسائية إلى قوة اقتراحيه ، وحققت السبق في مجالات الإبداع ، بالرغم من الهيمنة الذ كورية ثم انتقلت الأستاذة المحاضرة إلى المرحلة الثالثة التي تحدثت فيها عن مفهوم التمييز الايجابي الذي جاء من اجل التصحيح ، و استشهدت في ذلك بمدونة الأسرة التي ألغت الترابية بين الرجل و المرأة ، مستحضرة في ذلك انتخابات 2009 التي انتقلت فيها تمثيلية المرأة من 0.56 في المائة إلى 12 في المائة وهوما اعتبرته تطورا ناتجا عن نضالات مشتركة بين الرجل و المرأة و ختمت الأستاذة بن مسعود مداخلتها بالإشارة إلى أن المغرب يفتح حاليا ورش الإصلاحات الدستورية و هو محتاج إلى كل الطاقات من اجل جعله استثناءا في المنطقة . الإعلامية و المذيعة فاطمة البارودي و بعد تحيتها لكل النساء في عيدهن العالمي ، تحدثت عن تجربة الصحافة و الإبداع ، و استشهدت في ذلك بتجربة عاشتها سنة 2000 حينما قامت بزيارة للعراق ضمن وفد صحفي و كانت العراق واقعة تحت الحصار . و أثناء هذه الزيارة استيقض في داخلها الصحافي المتمرد ، و اكترت مصورا و كاميرا ، و أنجزت ربورطاجا خاصا من 26 د عن بغداد نقلت فيه معاناة الإنسان العراقي ، لكن الصد مة تقول البارودي أن هذا الروبورطاج لم يقدم في المغرب بفعل فاعل فكان أن ترجمت هذه المعاناة عبر قصيدة شعرية عنونتها ب « حصار» أهدتها الشاعرة البارودي إلى أطفال العراق و قد ختمت الأستاذة فاطمة البارودي مداخلتها بالتعبير عن تأرجحها بين ضفتي الصحافة و الإبداع و انتصرت للإبداع على الصحافة .