كرمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الغرب الشراردة بني احسن مساء أمس الجمعة الأديبتين رشيدة بنمسعود وفاطمة البارودي تقديرا لإسهامهما في مختلف المجالات الإبداعية والإعلامية والسياسية. ويندرج هذا التكريم، الذي نظم بتعاون مع جمعية حماية اللغة العربية (فرع القنيطرة )، في إطار الاحتفال اليوم العالمي للمرأة (ثامن مارس). وأكدت الإعلامية والشاعرة فاطمة البارودي في كلمة لها بهذه المناسبة على الطابع العلائقي لكل من الابداع والإعلام وارتباطهما الوثيق بقضايا المجتمع وهمومه. واستعرضت في هذا الصدد جانبا من تجربتها الخاصة، التي تتميز بالمزاوجة بين العملين الإعلامي والإبداعي وطبيعة التداخل ما بينهما، مبرزة في هذا السياق أن الطبيعة الخاصة للعمل الصحفي وإكراهاته اليومية وظروف الاشتغال الخاصة به، تفرض على الصحفي المبدع ممارسة بعض من الحيف في حق ابداعاته الأدبية. ورصدت البارودي في هذا الإطار جانبا من تجربتها المهنية الخاصة في المجال الإعلامي ، موضحة أنها اضطرت في كثير من الأحيان إلى إعلان تمردها وعصيانها الصحفي من خلال قصائد شعرية ضمنتها الكثير من الأحاسيس والمشاعر الإنسانية التي سعت إلى قمعها بسبب ضرورة التزام الموضوعية في العمل الصحفي. من جهتها اعتبرت الأديبة والسياسية رشيدة بنمسعود، أن واقع المرأة عرف تحولات كبيرة نتيجة نضالات الحركة النسائية ودعم الأحزاب التقدمية والديمقراطية لقضايا النساء في سياق انخراط المغرب في تجربة الانتقال الديمقراطي. وعبرت عن اعتزازها بالارادة السياسية العازمة على تخويل المرأة المكانة التي تستحقها، مؤكدة تجاوب مضامين الخطاب الملكي السامي، الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة في تاسع مارس، مع طموحات وتطلعات النساء من خلال تأكيده على تعزيز مشاركة المرأة في تدبير الشأن الجهوي. ودعت الى التنصيص الدستوري للمكتسبات التي حققتها المرأة من أجل تحصينها والدفع بها، مؤكدة أن المغرب في أمس الحاجة الى استثمار الكفاءات من أجل غد مغربي أفضل لجعل المغرب استثناء في المنطقة العربية. من جانبه أكد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الغرب الشراردة بني احسن، السيد عبد اللطيف اليوسفي، في كلمة تليت بالنيابة عنه، أن الأكاديمية ارتأت تخليد مناسبة ثامن مارس من خلال تكريم فعاليات نسوية بصمت مجالات اهتمامها بالفعل الدائم والمستمر، داعيا إلى تكريم كافة النساء المغربيات اللواتي يناضلن في صناعة المبادرة والاجتهاد ويقتحمن كل الميادين بالجديد دون تردد. وأضاف أن هذه المناسبة ليست الا حلقة من حلقات تأثيرات الزمن الجميل ومرحلة من مراحل نضج تلك الثمار التي طالما راودت أجيالا بكاملها عبر سنوات التطلع الى غد المساواة المكلل بحب الوطن والمثبت للكفاءة بغض النظر عن اللون أو الأصل أو الجنس.