ستبقى ليلة الخميس 27 مارس 2014 راسخة في أذهان عدد من ركاب البيضاء؟ إنها الخلاصة التي تُوجِز حدثا شاذا شهدته محطة آل ياسر ، المتواجدة بالقرب من مقر مقاطعة الصخور السوداء ، وبالضبط في حدود الساعة الثامنة مساء ، حيث توقف الطرامواي الذي كان ممتلئا عن آخره بالركاب، ضمنهم موظفون، أطر، طلاب ومسنون... ، وطلب السائق من حارس بالمحطة إخلاء الطرامواي من الركاب، دون تقديم تفسير عن سبب هذه الخطوة المفاجئة . رفض البعض واستجاب آخرون، فأطلق حارس المحطة العنان للسانه متفوها بكلام نابٍ وساقط صدم الحاضرين وأحرجهم ، نتج عنه دخول المعني في شجار مع بعض الشبان والشابات، الذين استفسروا عن سبب هذا الطارئ ، لكن الحارس استمر في سلوكه الأرعن الذي زاد في توتير الأجواء! دام توقف الطرامواي، حسب شهادة بعض الركاب ، لحوالي نصف ساعة ، وبعدما نزل السائق، الذي أجبر من طرف الركاب عن تقديم تفسير لسبب هذا التوقف، أوضح أن أحد الأبواب لحقه عطب مما يُلزمه بعدم الاستمرار في رحلته بالركاب، وحين نزلت المجموعة التي كانت تطلب الاستفسار، والتي تعرضت للهجوم المهين من طرف حارس المحطة ، توجه السائق إلى مقعد القيادة وأغلق الأبواب لينطلق بالطرامواي بسرعة فائقة، تاركا الركاب واقفين مذهولين، مجتمعين بالمحطة في جو بارد دون أدنى اعتبار لإنسانيتهم أو تقدير لما يمكن أن يُخلّفه تأخرهم عن الوصول في الوقت المعتاد إلى منازلهم، من ذعر وخوف بالنسبة للأسر ، خاصة الآباء والأمهات الذين ينتظرون عودة أبنائهم وبناتهم الممدرسين؟ يحدث هذا في ظل ارتفاع تجلّيات وتمظهرات اللاأمن وانتشار الجريمة بالعاصمة الاقتصادية، جراء استفحال تعاطي المخدرات بكافة أنواعها من قبل شرائح عريضة من الفئات العمرية الشابة ، والمسببة لاقتراف الاعتداءات الخطيرة على المارة بالسلاح الأبيض! ترى هل مثل هذه السلوكات الحاطة من كرامة الركاب تنسجم مع مضمون الشعارات المرفوعة من قبل شركة «كازا ترامواي» المتغنية بالحرص على خدمة المواطنين وجعلهم يتنقلون على متن قاطرات الطرامواي في أمن وأمان وفي منأى عن كل خدش أو إهانة؟