خلد قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بخنيفرة الذكرى 93 لاستشهاد البطل موحى وحمو الزياني، وذلك في تظاهرة بمنتجع تملاكت، حضرها إلى جانب الدكتور مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وجيش التحرير، عامل إقليمخنيفرة، وشخصيات قضائية ومدنية وعسكرية وإدارية ومنتخبة، وعدد من المهتمين والباحثين، وفعاليات من المجتمع المدني، وحشد كبير من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأبنائهم، حيث تمت زيارة جماعية لضريح الشهيد، بعدها افتتح المهرجان الخطابي بكلمة الجماعة القروية لأكلمام التي يقع الضريح في نفوذها الترابي، والتي تطرقت لمغزى الاحتفال بهذه الذكرى، وذكرت بمعركة لهري والزيارة الملكية لأجدير والإعلان عن إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بينما أعلنت ذات الجماعة عن أطوار أشغال النصب التذكاري بأجدير، بعدها كلمة المجلس الإقليمي وأخرى باسم أحفاد الشهيد، وأخرى للنيابة الإقليمية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. وعلى هامش اللقاء تم تكريم سبعة مقاومين، تم تقديم كلمة في حقهم وأعمالهم الخالدة على ساحة معركة الاستقلال، في حين جاء اللقاء مناسبة للإشراف على توزيع 50 إعانة مالية على أفراد من أسرة المقاومة وجيش التحرير، قبل الإعلان عن محاضرة تقرر تنظيمها بالمناسبة ب»متحف فضاء المقاومة» للباحث عسو محمد آيت علي حول موضوع التربية على المواطنة. ومن خلال كلمته، سلط المندوب السامي، الدكتور مصطفى الكثيري، الضوء على المعارك التي خاضتها القبائل الزيانية بقيادة موحى وحمو الزياني ضد الغزاة الفرنسيين ومرتزقتهم، ولم يفته اعتبار الاحتفال بذكرى رمز من رموز المقاومة المغربية، محطة لإذكاء التعبئة من أجل صيانة الذاكرة الوطنية والحفاظ على التاريخ المغربي الوطني، كما ذكر بالدلالات العميقة التي يكتسيها التخليد لذكرى بطل تاريخي ظل موحدا لجماهير الفلاحين وللقبائل وسكان الجبال، من أجل مواجهة المستعمر الأجنبي إلى حين استشهاده، صباح الأحد 27 مارس من عام 1921، واصفا الشهيد ب»الرمز الوطني الكبير» الذي ألحق بالجيوش الفرنسية الغازية أقسى الخسائر رغم تفوقها عدة وعتادا. ولم يفت المندوب السامي استعراض ومضات من حياة الشهيد موحى وحمو الزياني، والمعارك التي شارك فيها بمنطقة الشاوية وسهول سايس وزمور وزعير، وتافودايت وأكوراي، ثم بني مطير ووارغوس بوادي زم وغيرها. المندوب السامي انتقل في كلمته إلى الحديث عن مرحلة التوسع الاستعماري، وكيف تصدى لها موحى وحمو الزياني بتحركاته التي جعلت السلطات الاستعمارية تدرك أنها أمام رجل عنيد يهدد مشروعها بالمغرب، وذلك بشهادة الجنرال ليوطي نفسه، حيث لم يفت الدكتور مصطفى لكثيري التطرق لمرحلة دخول الجيوش الاستعمارية إلى خنيفرة بقيادة الكولونيل هنريس، في 12 يونيو 1914 وسعي هذه الجيوش إلى محاصرة هذه المدينة باستعمال الآليات الثقيلة المتطورة والطائرات. ولم يفت المندوب السامي، الدكتور مصطفى الكثيري، التوقف عند معركة لهري الشهيرة، والتي حملت السلطات الفرنسية إلى اعتبار هزيمتها فيها من أفظع الهزائم التي لم تشهد لها فرنسا مثيلا على مستوى شمال إفريقيا، إذ بعد أشهر من بسط الجيوش الفرنسية نفوذها على مدينة خنيفرة، لم تتوقع أن تتكبد كل تلك الخسائر في الأرواح والعتاد بمعركة لهري، علاوة على مئات الجرحى، بينما غنم المقاومون أسلحة وذخائر حية كثيرة. وبذات المعركة تمكن البطل موحى وحمو الزياني من تحطيم الجيوش الفرنسية رغم القصف العشوائي الذي عمدت هذه الجيوش، بقيادة الكولونيل لافيردور، إلى نهجه في عملية الهجوم المباغت على القرية من كل الجهات، وفيهذا الصدد أشار المندوب السامي لتقرير من 18 صفحة حصل عليه من مركز لانسين بفرنسا، وعلى هامش منه جاءت عبارة تعترف بهزيمة الجيوش الفرنسية بمنطقة خنيفرة، وتقول إنه لو بقي الكولونيل لافيردور حيا لتم تقديمه للمحاكمة العسكرية بسبب استصغاره واستهانته بشجاعة المجاهدين بقبائل زيان. الدكتور مصطفى لكثيري أشار بالمناسبة إلى تزامن ذكرى استشهاد موحى وحمو الزياني بأجواء التعبئة الوطنية الجارية لدعم الوحدة الترابية، في حين لم يفته التذكير بالزيارة التي نظمتها المندوبية السامية لأقاليم العيون، السمارة، بوجدور والداخلة، في إطار احتفالات الشعب المغربي بالذكرى 56 لمعركة الدشيرة المجيدة، والذكرى 38 لجلاء آخر جندي أجنبي عن أقاليمنا الجنوبية، اللتين يستحضر المغاربة من خلالهما محطات بارزة في ملحمة استكمال الاستقلال الوطني، وهي الزيارة التي حققت فيها المندوبية السامية خطوة تاريخية بإشراكها لوفد هام من هيئات المجتمع المدني، والتي توجت بإصدار بيان حمل اسم إعلان الجنوب المغربي.