عرف اللقاء الذي جمع عامل إقليمصفرو بممثلي التجار و الغرف المهنية والمجلس البلدي توقفا في بدايته بسبب اعتراض أكبر محتل للملك العمومي بالمدينة وصاحب ملف التسمم الذي كاد أن يودي بحياة 42 مواطنا، على حضور ممثلي الصحافة مخافة فضحه أمام الرأي العام المحلي والوطني، إلا أن تدخل العامل حال دون ذلك، ما جعل الجسم الصحفي بالمدينة يستنكر سلوك هذا المسؤول بحزب رئيس الحكومة ويصفه بغير المقبول. اللقاء تميز بلغة حادة وتحذير شديد لأي شخص يحتل الملك العمومي بدون موجب حق، ملتزما في نفس الوقت بتحريره بكل الوسائل المتاحة في إطار القانون ودون أي تمييز . كما اطلع مختلف الحاضرين على الخطوات التي قامت بها الجهات المختصة لمحاربة هذه الظاهرة التي أصبحت تؤرق الجميع على امتداد التراب الوطني، ودعا العامل جميع المتدخلين إلى ضرورة تحمل مسؤولياتهم كل حسب مجال تدخله ، كما أكد أن السلطة ستتعامل في هذا الملف بالصرامة الكافية لتحرير كافة المناطق التي تعرف هذه الظاهرة الشائنة ، مؤكدا على ضرورة إيجاد حل يضمن للتجار وللباعة المتجولين لقمة العيش على حد سواء على اعتبار أن جميع المواطنيين متساوون في الحقوق والواجبات شريطة تنظيم هذا القطاع غير المنظم، منوها بالمجهودات التي تبذلها السلطات المحلية بمدينة صفرو والتي دشنت بمنع الباعة المتجولين للخضر والفواكه والفراشة بصفة عامة بجل أحياء المدينة من عرض سلعهم على امتداد الشارع الرئيسي وقرب السجن المدني وساحة باب المربع وباب المجلس ، والتي استغلت منذ مدة طويلة من لدنهم الى جانب بعض أصحاب المحلات التجارية الذين ساهموا في تفريخ الفراشة عن طريق مدهم بالسلع من داخل محلاتهم التجارية والعمل على عرضها بالشارع العام . مصادر موثوقة اكدت للجريدة أن القائد المسؤول عن المنطقة موضوع النقاش مصحوبا بعدد من رجال الأمن والقوات المساعدة وأعوان السلطة خصصوا محلا " كراج " بنفس الشارع للمداومة حيث قاموا بتطويق الشارع في محاولة منهم لمنع أي بائع متجول من دخوله وعرض سلعته ، وهي المبادرة التي لقيت استحسانا كبيرا من قبل السكان المجاورين الذين عبروا عن سعادتهم بهذه الخطوة التي ستضع حدا ، حسب إفادات العديد منهم، لمعاناة عمرت طويلا حرمتهم من راحة النوم ومن ولوج مختلف الأزقة المجاورة بسياراتهم جراء غلقها بالكامل بالباعة المتجولين، إضافة إلى الأوساخ التي تترك بالقرب من مساكنهم والكلام الخادش للحياء الذي يبلغ مسامعهم أحيانا وما يشكله ذلك من حرج للآباء والأبناء على حد السواء . وفي نفس السياق عبر العديد من المواطنين للجريدة عن ارتياحهم للمبادرة التي أقدمت عليها السلطات مؤخرا متمنين في نفس الوقت أن تشمل كذلك المدينة القديمة وباب بني مدرك وبنصفار وكذا المطاعم التي تحتل بدورها الملك العام بالسوق المركزي بباب المربع . كما تساءل عدد من التجار الجائلين عن السر في تأخر مصالح البلدية في تثبيت هذه الفئة في أسواق نموذجية وخلق فضاء يحافظ على جمالية المدينة، بدل ترك الأمر كما هو عليه الآن .