اشتبك عشرات الفلسطينيون أول أمس مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية في الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين ليوم الأرض التي شهدت مسيرات داخل فلسطين وخارجها، وسط تحذيرات من تفاقم الاستيطان. وتصدت قوات الاحتلال لمسيرة انطلقت بمناسبة يوم الأرض من مخيم قلنديا نحو الحاجز العسكري القريب من المخيم شمالي القدسالمحتلة، بعد أن أطلق جنود الاحتلال قنابل مُدمعة وصوتية باتجاه المتظاهرين الذين كانوا يرشقونهم بالحجارة. ويحيي الفلسطينيون في 30 مارس ذكرى استشهاد ستة فلسطينيين في مثل هذا اليوم من عام 1976 برصاص جنود إسرائيليين أثناء مظاهرات، نُظمت احتجاجا على مصادرة سلطات الاحتلال أراض فلسطينية. وكان الجيش والشرطة الإسرائيليان نشرا تعزيزات كبيرة في الضفة الغربيةوالقدس المحتلتين، تحسبا لمظاهرات ينظمها الفلسطينيون بمناسبة «يوم الأرض». وبررت الشرطة تلك التعزيزات بورود معلومات تفيد بأن مجموعات من الفلسطينيين تستعد لتنظيم تظاهرات عنيفة في ذكرى يوم الأرض. وبصورة متزامنة، شهدت البلدات العربية داخل الخط الأخضر مسيرات في هذه الذكرى. وشارك في هذه المسيرات أسر شهداء احتجاجات عام 1976 وممثلون عن مختلف التيارات السياسية داخل الخط الأخضر. كما شهد قطاع غزة مسيرات متفرقة بالمناسبة ذاتها، في وقت لا تزال فيه سلطات الاحتلال تغلق بعض المعابر، وتقيّد حركة مراكب الصيد الفلسطينية في ساحل القطاع. سياسيا، حذرت الرئاسة الفلسطينية من ضياع فرصة حل الدولتين في ظل توقف عملية السلام واستمرار الاستيطان. وقالت في بيان بمناسبة يوم الأرض إن «توقف عملية السلام وانسداد أفقها، بسبب تمسك الحكومة الإسرائيلية بسياستها الاستيطانية، سيقوض فرص حل الدولتين، وسيدفع عاجلا أم آجلا الوضع برمته إلى الانفجار». وأضاف البيان ««الاستيطان الذي يمزق أرضنا، ويضع 37% من أراضي الضفة الغربية برسم الاستيطان، بات يهدد ليس فقط حقنا المشروع بإقامة دولتنا على الأراضي التي احتلت عام 1967 فحسب، بل بات يهدد مصيرنا ووجودنا الوطني».» وبهذه المناسبة شدد المجلس الوطني الفلسطيني على أن الاحتلال الإسرائيلي لن يثني شعب فلسطين عن مواصلة كفاحه دفاعا عن عزته وكرامته ومقدساته، وسيبقى وفيا لدماء الشهداء وتضحيات الجرحى ومعاناة الأسرى. وقال المجلس -في بيان له بمناسبة الذكرى ال38 ليوم الأرض- إن لغة الصلف والعنجهية التي تتسم بها سياسات الاحتلال الإسرائيلي ، لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا قوة وتصميما على تحقيق تطلعاته في الحرية والاستقلال. فالاحتلال إلى زوال وسيبقى الشعب الفلسطيني متجذرا في أرضه يفديها بدمائه. وجدد المجلس دعمه ووقوفه إلى جانب القيادة الفلسطينية في التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية وصموده في وجه الضغوط والتهديدات، معربا عن ثقته بقدرة الشعب الفلسطيني على الثبات والنضال ضد الاحتلال من أجل دحره وإزالة الاستيطان، ونيل حريته واستقلاله وعودة اللاجئين وإقامة دولة فلسطين ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وقد ذكر تقرير إحصائي فلسطيني أن عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية بالضفة الغربيةوالقدس، بلغ 482 موقعا في نهاية عام 2012. وأفاد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في تقرير بمناسبة «يوم الأرض،» أن عدد المستوطنين بلغ 536932 مستوطنا نهاية عام 2011.