اشتبك فلسطينيون أول أمس السبت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية في الذكرى السنوية السابعة والثلاثين ليوم الأرض التي شهدت مسيرات داخل فلسطين وخارجها، وسط تحذيرات من تفاقم الاستيطان. وتدخلت قوات الاحتلال لمواجهة مسيرة انطلقت من مخيم قلنديا نحو الحاجز العسكري القريب من المخيم شمالي القدسالمحتلة، وأطلق جنود الاحتلال قنابل مسيلة للدموع باتجاه المتظاهرين الذين كانوا يرشقونهم بالحجارة.وبصورة متزامنة، شهدت البلدات العربية داخل الخط الأخضر مسيرات في هذه الذكرى. وشارك في هذه المسيرات أسر شهداء احتجاجات عام 1976 وممثلون عن مختلف التيارات السياسية داخل الخط الأخضر. كما شهد قطاع غزة مسيرات متفرقة بالمناسبة ذاتها، في وقت ما تزال فيه سلطات الاحتلال تغلق المعابر، وتقيّد حركة مراكب الصيد الفلسطينية في ساحل القطاع. وتقام مسيرات خارج فلسطين بالمناسبة ذاتها. وكان منظمو المنتدى الاجتماعي العالمي في تونس أعلنوا أمس أن مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ستنظم اليوم بمناسبة يوم الأرض. وذكرى يوم الأرض، الذي يصادف الثلاثين من مارس من كل سنة، يستحضرون فيه الفلسطينيون الأحداث التي وقعت عام 1976 بعد أن صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية، خاصة في الجليل بالضفة الغربية. وكان رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية شدد على أنه «لا تنازل» عن أي شبر من الأرض الفلسطينية، محذرا السلطة الفلسطينية من الوقوع في «فخ المال السياسي».وقال في خطبة صلاة الجمعة بمخيم الشاطئ للاجئين بغزة «لا تفريط في الأرض، ولا تنازل عنها، ولا مساومة عليها باعتبارها جوهر الصراع». كما أشار إلى أن «المشروع الصهيوني قائم على النهب والاستيطان على أرضنا». وقد ذكر تقرير إحصائي فلسطيني أن عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية بالضفة الغربيةوالقدس بلغ 482 موقعا في نهاية عام 2012. وأفاد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في تقرير بمناسبة «يوم الأرض» أن عدد المستوطنين بلغ 536932 مستوطنا نهاية عام 2011. و أطلق اسم «يوم الأرض الخالد»، على إثر هذا المخطط الصهيوني، على ذلك اليوم حيث قررت الجماهير العربية بأراضي ال 48 إعلان الإضراب الشامل، متحدية ولأول مرة بعد احتلال فلسطين عام 1948 سلطات الاحتلال، التي كان ردها عسكريا شديدا، إذ دخلت قوات معززة من الجيش الإسرائيلي مدعومة بالدبابات والمجنزرات إلى القرى الفلسطينية، وأعادت احتلالها، مُوقعة شهداء وجرحى بين صفوف المدنيين العزل. و قامت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة عدد كبير من الدونمات من أراضي عدد من القرى العربية في الجليل الأوسط، منها عرابة وسخنين ودير حنا (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلث يوم الأرض)، وذلك في نطاق مخطط تهويد الجليل. فقام فلسطينيو 1948 أو من يسمون فلسطينيو الداخل، بإعلان إضراب عام، حيث اندلعت مظاهرات في القرى والمدن الفلسطينية، وحدثت صدامات بين الجماهير المتظاهرة وقوى الشرطة والجيش الإسرائيلي، فكانت حصيلة الصدامات استشهاد 6 أشخاص، 4 منهم قتلوا برصاص الجيش، واثنان برصاص الشرطة، كما جرح العشرات واعتقل المئات. و يعتبر يوم الأرض بذلك أول هبّة جماعية للجماهير الفلسطينية، تصرفت فيها بشكل جماعي ومنظم، إذ خرجت إلى الشوارع دونما تخطيط، واصطدمت مع سلطات الاحتلال، حيث بلغ وعي الخطر الداهم على الأرض أوجه في يوم الأرض. فالأرض الفلسطينية مستهدفة ومهددة، ليس فقط منذ 37 عاما، بل منذ نكبة فلسطين عام 1948 بالاستيلاء عليها، إما لأغراض الاستيطان أو لما يسمى «حماية وتعزيز أمن إسرائيل»، عبر إقامة جدران الفصل العنصرية أو لأغراض التوسع، وهي المخططات التي لا يزال الفلسطينيون يتصدون لها بكل حزم وإصرار.