قال صحافي قناة «الجزيرة» الاسترالي بيتر غرست انه وزملاءه قضوا ثلاثة أشهر في السجن بناء على اتهامات «لا تستند إلى دليل» فيما أرجئت محاكمتهم مرة جديدة إلى31 مارس الجاري. ويواجه غرست وصحافيين اثنين آخرين من قناة «الجزيرة» الناطقة بالانجليزية اتهامات بنشر أخبار كاذبة وبمساعدة جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي والتي صنفتها الحكومة المصرية إرهابية نهاية العام الماضي. وأثارت المحاكمة، التي يمثل فيها 17 متهما آخرين، استياء على الصعيد الدولي ومخاوف من حملة على الصحافة في مصر. وقال غرست للصحافيين من خلف القضبان في قاعة المحكمة «لم نر أي دليل في المحكمة يمكن أن يبرر الاتهامات الموجهة إلينا أو وضعنا في السجن، أمضينا ثلاثة أشهر في الحبس بسبب اتهامات لا تستند إلى دليل». وقال صحافي من «فرانس برس» إن المتهمين كانوا يرتدون زي الحبس الاحتياطي الابيض وانتشر رجال الأمن أمام القفص الذي مثلوا فيه. وخلال جلسة الاثنين، استمعت المحكمة إلى شهادات خمسة شهود إثبات من بينهم أربعة ضباط شرطة. وكان غرست ومحمد فاضل فهمي, الذي يحمل جنسية مزدوجة مصرية وكندية ويعمل مديرا للقناة الانجليزية للجزيرة في القاهرة، أوقفا في دجنبر الماضي في جناح في أحد الفنادق كانا يستخدمانه كمكتب بعد أن أغلقت الشرطة مكتبهما. وقال فهمي للصحافيين الاثنين «نزيد أن يتم إطلاق سراحنا، لم نفعل أي شيء (نعاقب عليه)». وكان الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور تعهد ببذل قصارى جهده للمساعدة في تسوية مشكلة غرست وفهمي في رسالتين إلى أسرتيهما. وأكد فهمي أن «رسالتي الرئيس في غاية الأهمية إذ تضمنان أن تكون المحاكمة عادلة وتؤكدان أن القضاء مستقل». وتتهم النيابة الصحافيين بالتواطؤ مع الإخوان المسلمين وبتقديم صورة مغلوطة عن مصر وكأنها تشهد حربا أهلية. وقبل أن ينضم إلى «الجزيرة»، كان غرست يعمل في شبكة «إل بي بي سي» وحصل على جائزة بيبودي الرفيعة في العام 2011 عن فيلم وثائقي تناول الأوضاع في الصومال. أما فهمي فسبق أن عمل مع شبكة «سي إن إن». ويمثل في هذه المحاكمة كذلك منتج «الجزيرة» الانجليزية في القاهرة باهر محمد. ويحاكم ثلاثة صحافيين آخرين غيابيا وهم بريتون سو ودومينيك كاين والصحافية الهولندية رينا نتجس التي ورد إسمها في قرار الاتهام رغم أنها لم تعمل مع قناة «الجزيرة».