يعرض الفنان بوشعيب الهبولي أعماله الفنية بدار الفنون بالرباط، ابتداء من 27 مارس الجاري وإلى غاية 31 ماي 2014، وهي الأعمال التي اختار لها الفنان الهبولي عنوان: «وجوه»، مع العلم أن هذا العنوان كان أيضاً عنوان معرضه ما قبل الأخير الذي استضافته قاعة أركان بالرباط سنة 2010. وفي دردشة قصيرة مع الهبولي حول معرضه الأخير، اعتبر أن هذا المعرض يتميز بكونه لم يتعامل مع «الوجوه» صباغياً، بل اشتغل عليها كصورة، معتبراً أن فكرته، كانت فكرة قديمة ظلت تراوده، بحيث كان ينوي الاشتغال على صور المثقفين المغاربة والسياسيين، لكنه اصطدم بغياب وثائق صور الوجوه، ليلجأ إلى الاشتغال على صورته الخاصة بدون نرجسية، يضيف مبتسماً. ولما اكتملت أعمال هذا المعرض، التجأت إلى دار الفنون، وقدمت لها مشروع كُتيب صغير، يتضمن صور الأعمال الفنية مع شهادات لكتاب حولها. ويؤكد الهبولي أنه في هذا المعرض ظل على نفس مسار اشتغاله على الوجوه، لكن بصيغة وتقنيات أخرى، أي الاشتغال على السند الذي هو صورته الشخصية، مع توظيف تقنيات تعتمد على المحو وإضافة مساحات فوق الوجه لتغيير ملامحه وتعبيرات، وهذا المعرض يأتي بعد المعرض الأخير الذي احتضنه قاعة أركان سنة 2010، والذي اشتغل فيه على موضوعة الوجوه أيضاً، ولكن صباغياً، وعرض فيه مجهود عشر سنوات من العمل الوجه. أما الخاصية الأخرى لأعمال المعرض المقام حالياً، فهي اعتماد الفنان الهبولي على الألوان التي كانت موجودة مع بداية ظهور الصورة الفوتوغرافية، وهي اللون الأسود والأبيض والرمادي والبني، لذلك يقول الهبولي، اعتمدت هذه الخاصية كنوع من الحنين إلى الصورة في حبوها الطفولي الأول. ويختم الهبولي هذه الدردشة بالقول، إن اشتغاله على الوجوه سيظل مستمراً، لكن مع إضافات جديدة واختزال في الألوان، إذ أن الأعمال التي اشتغل عليها الآن، بدأ يطغى عليها اللون الأسود، بغية إظهار العمل كبنية. وتجدر الإشارة إلى أن الفنان التشكيلي بوشعيب الهبولي يجر خلفه ما يقارب نصف قرن من العمل الفني الذي دشنه بدار الشباب بأزمور مع مطلع سنة 1958، ليختاره مديرها إلى جانب شخص آخر للالتحاق بتداريب فنية بالمعمورة التي كانت تدير أوراشها الفنانة «جاكلين برودسكيس» يتلقى المتدربون خلالها دروساً نظرية في التيارات التشكيلية المعاصرة، وتداريب بيداغوجية للإشراف على معامل الرسم التلقائي للأطفال بدور الشباب، وهي التداريب التي تقاسمها معه كل من الفنان محمد القاسمي وميلود الأبيض وفاطمة حسن والجزولي وآخرين.