أكد المنتدى العربي الديمقراطي الاجتماعي، أول أمس الثلاثاء بعمان، على حق الشعب الفلسطيني في الحرية الكاملة وإنهاء الاحتلال، وتحقيق الاستقلال في دولة فلسطين كاملة السيادة وعاصمتها القدس العربية. وشدد المنتدى في البيان الختامي لمؤتمره، الذي عقد على مدى يومين، تحت شعار «رؤية مشتركة من أجل عالم عربي تقدمي»، بمشاركة وفود من الأحزاب العربية الأعضاء في المنتدى، ومن بينها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي، رفضه لمنظومة الفصل العنصري التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية، كمنظومة «أبارتايد» تعتبر أسوأ وأعمق مما كان في جنوب إفريقيا. ودعا كافة شعوب الدول العربية والصديقة إلى تبني استراتيجية مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها، وسحب الاستثمارات منها حتى تنهي نظام الاحتلال والتمييز العنصري. كما أكد المنتدى عزمه العمل مع كافة الأحزاب والمؤسسات الدولية لإنجاح حملة المقاطعة، وفرض العقوبات باعتبارها الوسيلة الفعالة للتضامن الدولي ولمساندة الشعب الفلسطيني، وتغيير ميزان القوى على الأرض لصالح الشعب الفلسطيني. وقال «ندعم المقاومة الشعبية الجماهيرية الفلسطينية وما تحقق من نضالات فلسطينية»، مؤكدا دعمه للحركات الفلسطينية الشريكة حركة (فتح)، والمبادرة الوطنية الفلسطينية، في كفاحهما من أجل تطوير وتوسيع المقاومة الشعبية وحركة المقاطعة. وجدد المؤتمر أيضا إدانته للأنشطة الاستيطانية في سائر أرجاء الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، خاصة في القدس ومحيطها، وكل ما يرافق ذلك من عمليات تهويد وتغييرات على الأرض. وكان الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، قد أبرز في كلمة خلال جلسة خصصت للقضية الفلسطينية، الأهمية التي تحظى بها في المغرب الذي يعتبرها قضية وطنية ويجسد الاستثناء بالمنطقة في تعامله معها، سواء من خلال تأسيس جمعية لمساندة كفاح الشعب الفلسطيني أو عبر المسيرات المليونية التي خرجت في مناسبات عدة للغرض نفسه. وشدد على ضرورة استعادة الأحزاب العربية الديمقراطية التقديمة لزمام المبادرة على الميدان بشكل جماعي في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بدعم من شركائها الأوروبيين، مؤكدا أنه لا حديث عن سلام حقيقي إذا لم تكن هناك تنازلات حقيقية من طرف الاحتلال الإسرائيلي. من جهته، قدم مسؤول لجنة العلاقات الخارجية بالحزب، محمد بن عبد القادر، ورقة حول دور الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية في مسارات الانتقال الديمقراطي في العالم العربي، مؤكدا أن المنتدى يؤسس لتجربة جديدة في التقارب بين الأحزاب التقدمية العربية. وضم وفد حزب الاتحاد الاشتراكي، الذي شارك أيضا في مؤتمر المنتدى التقدمي العالمي، والذي ترأسه لشكر، بالإضافة إلى محمد بن عبد القادر، كلا من خدوج السلاسي رئيسة المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، وحسني حسين وأنس اليملاحي من الشبيبة الاتحادية، وحسين بوخرطة عضو لجنة العلاقات الخارجية بالحزب. يذكر أن المنتدى العربي الديمقراطي الاجتماعي، الذي تأسس خلال اجتماع عقد بالرباط في يونيو 2013، بدعوة من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وبمشاركة أحزاب من 12 بلدا عربيا، يهدف إلى إقرار إصلاحات اجتماعية وديمقراطية في الأقطار العربية.