بین المغرب والولایات المتحدة.. توافق في القیم والالتزامات (فيديو)    عيد الاستقلال.. معانٍ متجددة    حكيمي ممثل المغرب في جائزة الأفضل    حالة ان.تحار جديدة باقليم الحسيمة.. شاب يضع حد لحياته شنقا    بمناسبة عيد الاستقلال.. توزيع حافلات للنقل المدرسي بإقليم الحسيمة    العراقي محمد السالم يعود لجمهوره المغربي بحفل كبير في مراكش    إنقاذ سائح وزوجته الألمانية بعد محاصرتهما بالثلوج في أزيلال        مصرع 4 أشخاص في حادث سير مروع    المغنية هند السداسي تثير الجدل بإعلان طلاقها عبر "إنستغرام"    مجموعة العشرين تعقد قمة في البرازيل يطغى عليها التغير المناخي والحروب وانتخاب ترامب    دراسة: البحر الأبيض المتوسط خسر 70 % من مياهه قبل 5.5 ملايين سنة    تصعيد الأطباء يشل الحركة في المستشفى الحسني والمراكز الصحية بالإقليم        الحزب الحاكم في السنغال يستعد للفوز    بريطانيا تفرض عقوبات جديدة ضد إيران    الفرحة تعم أرجاء القصر الملكي غدا الثلاثاء بهذه المناسبة        رابطة ترفع شكاية ضد "ولد الشينوية" بتهمة الاتجار بالبشر    هذه هي المنتخبات التي ضمنت رسميا التأهل إلى "كان المغرب" 2025    أجواء غير مستقرة بالمغرب.. أمطار وزخات رعدية وثلوج ابتداءً من اليوم الإثنين    جائزة ابن رشد للوئام تشجع التعايش    فتح باب الترشح لجائزة "كتارا للرواية العربية" في دورتها الحادية عشرة    محامي حسين الشحات: الصلح مع محمد الشيبي سيتم قريبا بعد عودته من المغرب    انطلاق مهرجان آسا الدولي للألعاب الشعبية وسط أجواء احتفالية تحت شعار " الألعاب الشعبية الدولية تواصل عبر الثقافات وتعايش بين الحضارات"    الداخلية الإسبانية تبرز دور فريق الوقاية المدنية المغربي في جهود الإغاثة في فالنسيا    خبير جزائري في الذكاء الاقتصادي: الجزائر تفتقر إلى الثقل الدولي في قضية الصحراء    المغرب يستضيف الملتقي العربي الثاني للتنمية السياحية    مركز موكادور للدراسات والأبحاث يستنكر التدمير الكامل لقنطرة واد تدزي    الكرملين يتهم بايدن ب"تأجيج النزاع" في أوكرانيا بعد سماح واشنطن باستخدام كييف أسلحتها لضرب موسكو    المغرب يرسل أسطولا إضافيا يضم 12 شاحنة لدعم جهود تنظيف قنوات الصرف الصحي في فالنسيا    تزامن بدلالات وخلفيات ورسائل    فاتي جمالي تغوص أول تجربة في الدراما المصرية    "غوغل" يحتفل بالذكرى ال69 لعيد الاستقلال المغربي    المغرب يفتح آفاقاً جديدة لاستغلال موارده المعدنية في الصحراء    ملعب آيت قمرة.. صرح رياضي بمواصفات عالمية يعزز البنية التحتية بإقليم الحسيمة    فرنسا تقسو على إيطاليا في قمة دوري الأمم الأوروبية    بني بوعياش وبني عمارت على موعد مع أسواق حديثة بتمويل جهوي كبير    حجز أزيد من 188 ألف قرص مهلوس بميناء طنجة المتوسط وإيقاف المتورطين    تنظيم النسخة 13 من مهرجان العرائش الدولي لتلاقح الثقافات    بعد صراع مع المرض...ملك جمال الأردن أيمن العلي يودّع العالم    مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان    وقفة احتجاجية بمكناس للتنديد بالإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة    مزاد يبيع ساعة من حطام سفينة "تيتانيك" بمليوني دولار    المغرب يخنق سبتة ومليلية المحتلتين ويحرمهما من 80% من نشاطهما الجمركي    ارتفاع أسعار النفط بعد تصاعد حدة التوتر بين روسيا وأوكرانيا    تراجع النمو السكاني في المغرب بسبب انخفاض معدل الخصوبة.. ما هي الأسباب؟    خبراء يحذرون من "مسدس التدليك"    شبيبة الأندية السينمائية تعقد دورتها التكوينية في طنجة    دراسة علمية: فيتامين "د" يقلل ضغط الدم لدى مرضى السمنة    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    حشرات في غيبوبة .. "فطر شرير" يسيطر على الذباب    دراسة تكشف العلاقة بين الحر وأمراض القلب    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«قصة الناس»، برنامج لفتح الجراح وليس استنطاقا بالمفهوم البوليسي
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 22 - 03 - 2014

نهاد بنعكيدا «مولات قصة الناس»، رغم الحلم القديم الذي راودها منذ زمان لتعانق مهنة المتاعب بكل نبلها، إلا أن الرياح جرت في البداية بما لا تشتهيه سفنها، وبإصرارها تحقق هذا الحلم أو على الأصح، اختارها لخدمة الفكرة. «بوهالية» تحب الناس بدون حدود، كما يعرفها معشر الشعراء داخل الوطن وخارجه، لذلك تتقاسم معهم اليوم عبر قناة «ميدي 1 سات» جراحات قصصهم، رغم الشهرة التي لم تسع إليها، فإنها بمجرد أن تغادر استوديو التصوير، تطويها طي النسيان وتبقى وفية لطبيعتها، هي زجاج منكسر لشظايا رقيقة يصعب جمعها وترميمها ولا تنفع معها حتى «كولا سبيسيال»، كما تعرف نفسها، تبتسم كثيراً لأن بها حزنا عميقا،
هي كما تقول في ذات قصيدة:
سمعني بجوارحك،
قراني تيفيناغ فحيط جراحك.
شمني وردة سمرة
لون بيها افراحك
وإلا مشى ريحي
مع رياحك الربعة
حكيني حكاية... للگمرة والشمعة
نهاد بنعكيدا شاعرة زجالة، تبني صورها الشعرية على أذق جزئيات الواقع وشوارده. وكاتبة مقال بامتياز، ذات سحر جذاب، ومنشطة برامج إذاعية بلون خاص. وأخيراً تخترق عالم التلفزيون وتجذب الناس. في هذا الحوار مع جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، حيث كانت تكتب عمودها كل خميس منذ سنوات، تفتح قلبها وتحكي عن قصص الناس وأيضاً عن قصتها في هذا البوح بصوت مرتفع.
} هناك اتهامات وجهت إلى برنامجك، كيف تقبلت الأمر و ما صحة ذلك؟
لا أساس لكل تلك الاتهامات، وهي ضريبة نجاح البرنامج وشعبيته ومحبة الناس له والتفافهم حوله .. لم أستغرب أن يهاجم البرنامج ويطعن في صدقه ومصداقيته، لأننا منذ أول وهلة وفي الأيام الأولى لبث البرنامج، عشنا توترا كبيرا من خلال نقد الصحافة له وآراء الناس وتداول فكرته في الإذاعات، ولكن لا شيء أثر على إصرارنا على إزالة اللثام وتكسير الصمت الذي يلف حياة الناس، وحتى الآن صورنا ما يناهز 800حلقة دون أن يشرد تفكيرنا ولا تركيزنا عن رسالتا الإعلامية، ويقيننا أننا في الطريق والمسار الصحيح. ....
} كيف تتم عملية دعوة المعنيين؟ وما مدى التأكد من مصداقية ما يقال؟ ما هي الاحتياطات القانونية والأخلاقية المتخذة من أجل إضفاء المصداقية على البرنامج؟
«قصة الناس» برنامج للبوح وفتح الجراح ومشاركة الآخرين قصصهم وتجاربهم وليس تحقيقا بالمفهوم البوليسي ، نحن نشتغل بكل مهنية واحترافية ومسؤولية و نتعامل مع أشخاص بالغين وليسوا قاصرين، ومبدؤنا هو حسن النية قبل كل شيء ،،،،،
طيب كيف يمكن أن نثبت عنفا رمزيا تعيشه امرأة مع زوجها .... كيف نثبت حلما ....ألما.....ظلما....إحباطا .... جرحا يكفي أن الضيف يظهر بوجه عار في أغلب الحلقات اللهم إذا تعلق الأمر بموضوع قد يعرض صورة صاحبه للمساءلة من مجتمع لا يًرحم ... يكفي أن الناس تحمل جراحها وملفاتها وتأتي للقناة، نحن نطلب منهم شيئا واحدا هو البطاقة الوطنية للتأكد من الهوية، أما الباقي فليتحمل كل مسؤوليته أمام مجتمعه وضميره. .
} ما هي الدوافع في نظرك وراء هذه الاتهامات؟
مثل كل شيء ناجح ...... يحارب ..... .
} «قصة الناس» هل في اعتقادك بالفعل يعكس انشغالات المجتمع. يبدو أن البرنامج يقتصر على استعراض المشاكل وتسليط الضوء عليها بشكل عرضي دون إيجاد الحلول العملية لذويها؟
بكل تأكيد يعكس نبض الناس وهموم الناس وخبز الناس وظلم الناس.. وليس الهدف هو الإثارة ورفع نسب المشاهدة، ولكن هي مرآة لمن لا مرآة له ....هو رسائل مشفرة وأخرى بالواضح لكل من له غيرة «وكبدة» على هذا الوطن باش يشوف فلمراية ويحقق فقصص الناس ...والرسائل تصل والجوابات تأتينا ، ومن قال إننا لا نساهم في إيجاد الحلول، ولو أن الهدف من البرنامج هو مشاركة الآخرين قصتك ....وليس حلها ، ومن ذلك ننسق، ونتواصل من مع يهمه الأمر لتتبع الكثير من الحالات .... المغاربة كلهم كيشوفوا «قصة الناس»، فيهم اللي مريض، وفيهم اللي عندو الدواااا.
} هل تعتبرين أن الأمر يدخل في إطار حرب معينة؟ وما هي الجهات التي تتهمينها؟
أنا لا أتهم أحدا، بل آخرين لا أعرفهم هم من يتهمون مصداقيتي وصدقي وإنسانيتي ......أنا فقط أطلب ممن يتهم ضيوفي أن يثبت لي ذلك ..... هي حرب ضدي لأنني فزت بمحبة الناس وقلوب المغاربة ....
} ما هي انعكاسات هذه التهم على نسبة المشاهدة للبرنامج؟
هي تهمة لا أساس لها من الصحة، و أظن هذه التهمة استغفال للمغاربة اللي كيطيروها فسما ولا أجرؤ لا أنا ولا غيري أن أضحك على المغاربة بقصص ملفقة وسيناريوهات مفبًركة كما يدعي البعض ..... بل هي الحقيقة المرة التي نصدقها، ونحن نتجرع مرارتها، ولكنه مغربنا واقعنا ومجتمعا وماعندنا عليه هروب.
} كيف جاءت فكرة البرنامج، وهل سيستمر في مواسم أخرى؟
فكرة البرنامج عالمية وتوجد بقنوات كثيرة، ولكن «قصة الناس» برنامج له خصوصية. وتمغربيت الحقيقية اللي فيه هي من أعطته هاته الخصوصية والقرب من الناس. آمل أن يكون لقصة الناس مواسم أخرى ......لا أعرف، هذا من شأن القناة .....ولأنه باقي فالناس بزاف مايتعاود أعتقد أن ميدي1تيفي وهي الأقرب لنبض الشارع من خلال خطها التحريري. الآن ستزيد من عمر هذا المولود الفتي والذي اشتد عوده بسرعة قياسية أمام محبة الناس ودعمهم له . على كل أنا مع الناس سواء في قصة الناس أو خارج قصة الناس ....
} من تكون نهاد، وما هي قصتها؟
نهاد امرأة من زجاج متكسر لشظايا رقيقة يصعب جمعها وترميمها ولا تنفع معها حتى لكولا سبيسيال .... أبتسم كثيرا لأن بي حزنا عميقا .... الموت والحرمان ووووو ومع ذلك أنا امرأة أخرى في لحظات أخرى مرحة حيوية طفلة, عنيدة معكسة وراسي قاسح ..... حلمت طول حياتي أن أكون إعلامية، وان أكون أو لا أكون أبدا ..... تأخر حلمي طويلا ولم أعشه حتى الثلاثين من عمري، ولكني عشته ودخلت الجرائد وكتبت ونشرت. ،،،الاتحاد الاشتراكي وقتها آمنت بكتابتي وفسحت لي مجالا أسبوعيا التقي فيه ومن خلاله مع القراء . منذ ذلك الحين عرفت قيمة المتلقي القارئ. للكتابة سحرها كما للراديو والتلفزيون والقصيدة.. كل هذه الألوان عشتها وارتويت منها وأبدعت فيها ووجدت بها أناسا وقفوا بجانبي وانتصروا لموهبة بنت الخميسات وسط الدار البيضاء وغولها الذي يخيف كل البرانيين عنها. كل هذه المحطات كانت مهمة وإضافة لتجربتي، وفي كل مرة أكتشف طاقتي وقدرتي على ملامسة ذاتي وذوات الناس. في الاتحاد الاشتراكي نشرت عمودا عنونته برسالة إلى رجل، وكنت أنشر بوح كل النساء لكل الرجال في أسلوب رقيق عاطفي يحمل همومي وأنفاسي المراهقة. مرت سنوات انتقلت فيها لإذاعة م ف م حيث الحاج كمال لحلو ،عمري ما نسى خيرو، عندما وضعني في أول يوم لي بالراديو في برنامج مباشر تفاعلي وتواصلي مع المستمعين، ثقة لا تضاهيها ثقة، وكنت على قدر المسؤولية والتكليف، واستمرت علاقتي بالراديو سنوات وسنوات حتى قصة الناس. فسقطت في الخيانة عندما قررت مغادرة الإذاعة، كان قرارا صعبا أخذ مني الكثير من الوقت والجهد، لأن الإذاعة حب آخر من نوع آخر ,,, التلفزيون تجربة مختلفة تماماً، الصورة والشهرة سلاح ذو حدين.... أما القصيدة فهي الحب الأول والأخير، وزجلي أكتبه وأكتب الآخرين فيه، وأقف عارية كل ليلة أمام بياض أوراقي لأكتبها ولتكتبني حتى آخر العمر
} ماهي الطرائف التي وقعت لك في البرنامج؟
كثيرة، الطرائف التي عشتها مع الناس في كواليس بلاطو قصة الناس أو حتى أثناء التصوير بعضها له علاقة بي وفريق العمل، وبعضها في علاقتنا مع الناس وقصص الناس ، نضحك كثيرا رغم مسحة الحزن التي تسيطر على طبيعة البرنامج وتعاويد الناس أحيانا، ينطبق علينا المثل القائل قوة الهم كضحك ، لن أنسى أبدا لحظة بكائي عندما أوقف المخرج التصوير لأن كحل عيوني والماسكرا تخلطو، وجاءت الماكيوز و أنا في عز بكائي تقول إيوا الرجوع لله ......وتمتمت بكلمات أخرى تعبر عن عدم رضاها عن بكائي الذي يجبرها في كل مرة لإصلاح مكياجي... ناهيك عن المرة التي ألقيت بحذائي داخل البلاطو في سخط كبير، لأنني لم أتحمل الكعب العالي وخرجت أصرخ أنا غا عروبية ما بغا لا طالون لا والو، في إشارة مباشرة للملبسة التي كانت تقنعني بضرورة الطالون و أنا أقنعها بعدم ضرورته، مرة أخرى أهداني أحد ضيوفي كفنا ولوازم الدفن من عطور وماء ورد وووو وأخبرني أنها أخر لباس سنرتديه ، وكأنني لا أعرف بالأمر.... مرة طلب أحد ضيوفي يدي للزواج وهو رجل كبير السن .... أشياء كثيرة تحدث معي و بشكل يومي ، ولكن ما يسعدني حقيقة هو ذلك الإحساس المشترك والذي طالما وصلني وسمعته من ضيوفي عندما يخبرونني بالحرف : والله حتى كانت أمنيتي نشوفك..... شيء رائع أن يكون حبي للناس وإنصاتي لهم حتى يجعلون لقائي أمنية لهم. أشعر بالحب والمحبة تلفني وأنا معهم وبينهم في كل مكان .
} كيف يتم اختيار مواضيع الحلقات؟
اختيار مواضيع الحلقات يستدعي منا اجتماعات متكررة كطاقم للتحرير نتداول فيه أهم وأكبر القضايا التي تهم المشاهد المغربي وتغنيه وتقترب منه بشكل حيوي يومي، ونركز على قصص الناس أكثر من تناولنا للموضوع كظاهرة مجتمعية تحتاج الدرس والتحليل والنقاشات العالية والنخبوية.. نحن بعيدون كل البعد عن هذا المنحى، ولأن ثمة برامج أخرى في كل القنوات تعنى بهذه الظواهر. نحن صوت لمن لا صوت له ، نعطي الكلمة لناس لتقول كلمتها وتحكي قصتها بعيدا عن الأحكام و التكيتات ، نطرح كل القصص حتى لو كانت تعني واحدا في هذا الوطن فيهمنا أن نستمع لقصته مثلما استمعنا لأطفال القمر و مثلما استمعنا لأشخاص كثيرين قد تكون قصصهم فردية وتجربتهم فردية، ولكن الهدف هو مشاركتنا جميعا في القصة .
} هل من تداعيات بعد نشر القصص؟
تحدث أشياء نتوقعها وأخرى لا نتوقعها بعد نهاية عرض كل حلقة، كبائع الذهب الذي ظهر وحكى قصة فراقه مع عائلته وتعرضه للنصب، وبعد مدة من ظهوره نكتشف أن ابنه هو الرابور المغربي الذي يعيش بأمريكا والمدعو فرانش مونتانا... والمرأة التي وجدت ابنتها بعد 30 سنة، أما بخصوص الحالات الإنسانية فيكفي أن يسرد الناس قصصهم عن العلاقات الزوجية أو السجن أو أيا كان موضوع الحلقة لتبدأ عشرات المكالمات من داخل المغرب وخارجه ممن يودون تقديم العون المادي والمعنوي أيضا،،، فتيات تزوجن ..... وغيرها من الأمور الإيجابية وحتى السلبية أيضا عندما تكشف زوجة عن العنف الممارس عليها أو تعرضها للنصب والاحتيال من جهة معينة أو أي موضوع يثير بعض الحساسية، فالأمر لا يمر بسهولة بطبيعة الحال.
} كيف يتم اختيار الضيوف وإقناعهم بنشر أسرارهم؟
في البداية كنا نبحث عن ضيوفنا من خلال التواصل مع المجتمع المدني، وأحيانا التدخل المباشر لفريق الكاستيغ، ولكن بعد فترة قصيرة من عرض البرنامج بدأت هواتفنا جميعا لا تكف عن الرنين صباح مساء، رجال نساء شباب من كل الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية والذين يقدمون قصصهم لعرضها أمام كاميرات بلاطو قصة الناس، وأمام عيون وقلوب ملايين المشاهدين ، نحن لا نقنعهم بالظهور ولا بكشف الأسرار، بل نتواصل وإياهم لنكشف الكثير من المسكوت عنه ، ولنكسر الطابوهات، ولنرى حقيقتنا والتي مع الأسف نعرفها جيدا، ولكن في قصة الناس كنعاودوا نحققوا الشوفة فالمراية،،، كنتالموا وكنحشموا وحنا كنشوفوا رأسنا فلمراية.
} هل من تعويضات للضيوف؟
ألف درهم. وتحدثت في هذا الأمر مرات ومرات ، وقلت إنها تعويض عن التنقل وعن ساعات طويلة نأخذها من الضيوف أثناء التصوير، وفي مرات كثيرة يعتذر ضيفي عن أخذها، وأنه لا يحتاجها، فنقنعه مثله مثل كل الضيوف أنها تعويض عن التنقل وليس تعويضا عن البوح ،، ولا يأخذها ، وقد شاهدت بأم عيني كيف يساعد ضيف ضيفا آخر كانا معا بنفس الحلقة وجمعهم نفس الموضوع لمساعدته، وكم مرة تبادل ضيوفي أرقام التلفونات والعناوين ووووو ..
} تحدثي لنا عن فريق العمل وأدوار كل واحد منهم؟
فريقي يتكون من فريق الإعداد الذي يشتغل على تحضير المواضيع، وفريق الكاستيغ الذي يشتغل في علاقة مباشرة مع الناس واستقبال قصص الناس سواء عن طريق المكالمات أو الموقع أو التواصل مع الجمعيات، والفريق التقني داخل البلاطو، وجميعنا نشتغل بإيقاع يومي، و لا نتوقف بحكم طبيعة البرنامج اليومي ووحدة موضوعه في كل حلقة وصعوبة ما يطرح، و أيضا لا أخفيكم جانبا آخر نعيشه جميعا كفريق أثناء التصوير هو ذلك العنف الذي نعيشه ونحن نستمع لقصص الناس، وبمجرد مغادرتنا البلاطو نجتمع مباشرة ووجوهنا مكتئبة حزينة، نعيد اجترار ما سمعنا لنقول بصوت واحد : مايمكنش؟؟؟؟ واش هذشي بصح ؟؟؟؟ هو السؤال نفسه الذي يطرحه على كل المغاربة في الشارع والسوق والحمام والكوافير.. الجميع يسألني واش هذشي بصح ؟؟؟؟أنا أيضاً وكل فريق البرنامج نصاب ب»فقصات» متتالية، ونحن نسمع لرجال ونساء وعن ظلم وحكًرة وعنف وزواج وطلاق وتخلي وقتل ... حتى أنني أجد العذر لكل المتسائلين.... ولكنها الحقيقة بغينا ولا كرهنا .....
} هل كل القصص حقيقية؟
من يشك في صدقها فهو يشك في صدق المغاربة، ويريد أن «يدرك» الشمس بالغربال ....لأنه البرنامج الذي أزال كل المساحيق وآرانا بشاعة وجوهنا وقساوة مشاعرنا ونزيفنا الأخلاقي .... يكفي أن الناس تأتي من كل المناطق المغربية تشد الرحال في اتجاه ميدي 1تيفي لتلاقيني في الشارع أو أمام المدخل الرئيسي للقناة، كل يحمل جرحه وآلمه وأمله .... أنا لست ممثلة وأتقمص دور المرأة الحنينة، الاسم الذي سمعت الكثيرين ينادونني به وضيوفي ليسوا ممثلين، بل أشخاص عاديون كانت قصة الناس أول ظهورهم أمام التلفاز، وحتى الذين اتهمهم بعض الفايسبوكيين أنهم ممثلون وظهروا في قصة الناس وفي مسرح الجريمة ....لا أعرف ما العيب في أن يحضر ممثل يحكي قصته مثلما حضر معي الكوميدي تيكوتا وهشام الوالي ونجاة خير الله وكثيرون ....وظهر أحد الشباب والذي اتهموه بالتمثيل بفيديو يشرح للناس ويؤكد لهم صحة قصته
} ما هي قصة حياة نهاد؟ كشابة، ألا تفكري في الزواج بعد وفاة زوجك؟
أنا في الأربعين من عمري، وتجربتي في قصة الناس أخذت من عمري الكثير ... أصدقائي يقولون غادي تموتي بكري مع هاذ قصة الناس ..... أنا بنت الخميسات، كان كل حلمي أن أكون ما عليه الآن .... أعرف كل أشكال المعاناة، وهي أيضاً تعرفني ..... حتى أنني وأنا أمام ضيوفي أشعر بكل شيء وأشتغل بكل حواسي..... أعرف طعم الظلم وطعم العنف وطعم الحب وطعم الغدر ..... عندما بكيت آخر مرة مع الشاب الذي توفت زوجته .... بكيت لبكائه ووجدتني أبكي لبكائي، لأنني عشت الإحساس نفسه والطعنة نفسها ....الجميع في البلاطو من جمهور وتقنيين ومخرج تألموا .....كانت لحظة قاسية ،،،الجميع افترض الموقف، ولكن أنا عشته ،عشته حقيقة ولم أتصوره.... لذلك بكيت حقيقة وأوقفنا التصوير. لا أستطيع أن أشتغل بدون قلب .... ألوم نفسي كثيرا لماذا كل هذه الدموع ؟؟؟أعد نفسي بالقوة والصبر مهما كانت القصة؟؟؟؟لا أستطيع أن أخلع إنسانيتي ودموعي وضحكي، أيضا والتريكيل مع الناس، أيضاً هكذا أنا كما البرنامج بلا زواق بلا نفاق بلا مكياج ....
} ماهي القصص التي تأثرت بها في برنامجك؟
كل قصة تترك بداخلي أثرا إن لم أقل جرحا .... سمعت حتى الآن آلاف القصص وآلاف القلوب التي فتحت جراحها وملفاتها أمامي ....
الحلقة التي تأثرت بها، ف»قصة الناس» ليس مجرد برنامج تلفزيوني يستعرض هموم الناس وقصصهم، ولكن جرح مغربي كبير يشارك فيه كل المواطنين بللي ضارهم بجروحهم الصغيرة والعميقة .... دعني أقول لك شيئا لم أقله قبلا .... لو قبلنا أن يغطي ضيوفي وجوههم وسرد قصصهم لسمعنا الأفظع والأفظع....كل الناس الذين شاركوا في قصة الناس حكوا قصتهم في حدود ما يسمح لهم بالظهور مرة أخرى في الشارع والحياة، لأنه كما يقولون، جميعهم المجتمع ما كيرحمش .....وكل الذين أتوا للمشاركة أشخاص فاض كاسهم وآخرون يحملون قصصا وتجارب إيجابية. وأنا أعيش قصة كل الناس وأصعد وأنزل وأتحرك في كل الاتجاهات مع الناس وأتفاعل وأنفعل وأضحك وأستغرب وملامح وجهي مرايتي
} ماذا عن الجانب المادي بالنسبة إليك؟ واش كتخلصي على الحلقة ؟
كنتخلص فراس الشهر بحال كاع الناس .... والجانب المادي مهم أيضا ....أنا أيضاً عندي بناتي ومسؤولياتي والتزاماتي المادية .... فراس الشهر ألما والضو والتلفون والمدرسة وزيد أو زيد ....
} إحدى الحلقات الأخيرة من برنامجك استضفت القابلة والمداحة والحزانة والخطابة، وكانت حلقة ف» شكل»
حلقة المهن الشعبية كانت حلقة استثنائية بكل المقاييس بحضور القابلة والمداحة والحزانة والخطابة..
هذه هي قصة الناس، نقف عند كل شيء وعند كل الناس، حزانة عاشت وتعيش بحزنها وتضررت مهنتها بعد البرودة التي أصابت مشاعرنا ولم يعد حزننا حزنا ولا بكاؤنا بكاء .... ضحكنا كثيرا ضيوفا وجمهورا وفريق التصوير، خصوصا وأنني كنت أمام سيدات مشاغبات جميلات بدون بروطوكول ولا سؤال ولا جواب، نتحدث أو نتحتث، من الحثيث، كما لو أننا في دار واحدة منهن، مجمعين وكنتعاودو ،،،، عندما طلبت من المداحة تزوكي همست صاحبتها أن تمدحني، فأطلقت صوتها في البلاطو بكلمات فيها كثير من الجرأة وتغازلني ،،، أنا حشمت من الكلام اللي قالت، وفيه إشارات ايروتيكية خطيرة، فأعلنت أمام الجمهور وأمامها أن هذا المقطع سأحذفه..،، هذو هما الناس وهذو هما قصص الناس، وكيف كيقول المثل المغربي سمعني وماتعطيني والو ، ولكن في قصة الناس ننصت إلى بعضنا ونتشارك التجارب ونتعلم من الأخطاء ونستفيد من القوة والضعف ،،، هناك الكثير من الأخذ والعطاء.
 } هل تمارسين الرقابة على ضيوفك؟
الناس تأتي إلينا من كل مكان بالجلابة، بالبلغة، بالبانطوفة، من الدار، من الزنقة، من الخيرية، من السوق، من السكن العشوائي، من الفيلات،،، شعارنا وانتصارنا للناس مهما كانوا وكيفما كانوا، ننتصر للقصة وطريقة الحكي .....لا نطلق الاحكام ولا نلوم الناس، وكنحكر فالهضرة، كيف كيكولو عليا الناس ولكنه تحكار من أجل إزالة الغموض واللبس، وليس الإثارة والاستفزاز، أنا كنحط صبعي فالجرح، وكنكول لضيفي شنو ضارك، وفين الجهة اللي ضاراك داكشي علاش بكاو قدامي وشكوا قدامي، حتى أننا في كثير من الأحيان ينسى ضيوفي أنهم أمام الكاميرات والجمهور الحاضر والأضواء ، ينسى كل شيء وأنسى معه كل شيء. أركز في عينيه ويركز في عيني وندخل في أعماق بعضنا في سفر ذاتي خطير ،لا أمارس الرقابة على لغتي ولا ملامح وجهي ولا أهتم بالزواق كنقول اللي كنحس وكنهضر مع الناس باللغة اللي يفهموا دون أستعرض العضلات..  الهدف أن نتواصل مع الناس لا أن نعيقو على الناس. أنا بنت هذ الشعب والله يقتلني مع الدراويش.. 


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.