قصة الناس، قصة وْرا قصة، برنامج اجتماعي ترصد فيه الزميلة نهاد بنعكيدا مشاكل الناس من مختلف الشرائح والأجيال كما تقدم من خلاله التجارب الحياتية التي تكاد تكون القاسم المشترك بين المغاربة. لتسليط الضوء على هذه التجربة الاعلامية المتميزة كان الحوار التالي مع المبدعة والاعلامية نهاد بنعكيدا. تجالسين أربع أشخاص وتستمعين لأربع قصص كل حلقة ما حجم الناس في قلبك وحياتك؟ أحيي من هذا المنبر كل الناس الذين حضروا إلى بلاطو «قصة الناس» ب«ميدي 1تي ڤي» والذين فاق عددهم حتى الآن 400 شخص من مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية. استمعت إلى عدد كبير من القصص ترويها القلوب لا الألسنة ، بحثا منهم عن فرصة للبوح ومشاركة همومهم معي ومع باقي مكونات المجتمع المغربي. في لحظات كثيرة بحكم اشتغالي بإذاعة «إم إف إم» لسنوات طويلة ترسخ لدي يقين كبير بأنني توغلت في المجتمع المغربي ودخلت أغواره وأعرف تفاصيله وظواهره ومشاكله بحكم برامجي الإذاعية وتواصلي الأثيري المباشر مع المستمعين في كل أنحاء المغرب، ناهيك عن الفرصة الذهبية للبوح وتحرير القول التي يتيحها الراديو، إلا إنني في «قصة الناس» أسمع وأرى وأعيش وأبكي وأوقف التصوير في كثير من الأحيان لعدم قدرتي على استيعاب قصص كثيرة وسيناريوهات مثيرة لا تقع إلا في الأفلام المدبلجة والخيال العلمي، كل القيم في مجتمعنا تغيرت ملامحها ولا تستطيع أن تحدد لها شكلا خاصا الآن ، عرفت الناس وعرفني الناس ولابد لي من القول: «المغاربة واصلة فيهم حتى لعظم». نهاد داخل البرنامج ونهاد في زخم الحياة أية علاقة؟ داخل بلاطو «قصة الناس» أكون أنا نهاد بنعكيدا التي يعرفها الجميع في الحياة ، لا أفصل بين حياتي بين الناس وقصة الناس، أنا محظوظة لاشتغالي في صميم قلبي ووجداني في صميم الناس، كنمرض، كنتأثر، كنتوثر، وكنخرج في كثير من الأحيان امرأة مشدوهة مصدومة أمام الخيانة والغدر والجريمة والعنف والظلم والحكرة لا تملك إلا أن تتاثر وتتغير وأنت تنظر لحالك وحال الناس، «اللي كيشوف هم الناس كيهون عليه همو»، فعلا أنا مع هذا المثل لأبعد الحدود، هموم الناس كثيرة وخطيرة ومسكوت عنها في أغلب الأحيان، وحتى مساحة الحرية التي يملكها الناس في البرنامج أشعر معهم بعملية المقص او المونطاج الذاتي الذي يمارسه الناس على قصتهم أثناء «التعاويد»، بغاو يعاودو كلشي بغاو يعريو وجههم بغا يفضحو كلشي ..... ولكن صعيب.... المجتمع ماكيرحمش كما يقول أغلبهم، أنا أشعر بالناس، عندي قليب واحد في الحياة والعمل أنا لا أخلع قيمي وانسانيتي ودموعي واحساسي بالناس لا تحت الشمس ولا تحت أضواء الكاميرا. ماردك على الانتقادات التي واجهها البرنامج منذ بدايته؟ البرنامج لقي انتقادات عديدة في البداية وأيضا تتبع كبير من طرف المغاربة، لانه برنامج حي يتحرك ينخر في المجتمع يفضح السكون ويلعن الظلم والحكرة ولأنه صوت لمن لا صوت له، والنافذة الاعلامية الأقرب من دقات قلب الشارع المغربي، الذي تتفاوت دقاته وضغطه وأمراضه المزمنة، لكل هذا وأكثر، لاقى ولا يزال يلاقي انتقادات أجدها صحية وغنية ومفيدة للبرنامج ولشخصي وتجربتي، ويلاقي أيضا إعجاب الناس الذين يشعرون بقصتهم في كل القصص وينوب عنهم آخرون في حكايتها، أنا واحدة من الناس أسمع إلى قصة من القصص وكأنها قصتي وكأنها حزني وكأنها ألمي وكأنها شخصيات وأبطال حياتي وكأنها أحداثي ترحل عني لتعيد نفس السيناريو مع شخصيات أخرى. علاقتك بالناس بعد قصة الناس؟ محبة الناس لايعرفها إلا من يعيشها في الشارع في السوق في الطريق، الجميع يؤاخذني في الشارع، «حرام عليك كتبكينا» في الواقع لا أجيب ولكن أردد في خاطري «نبكيو اليوم يمكن نفرحو غذا»، أو أجيب بصيغة أخرى: «حرام على المسؤولين اللي خلاو الناس مقهورة كتبكي»، أو أقول «انتما كتبكيو مرة، أنا جوج مرات نهار التصوير ونهار بث الحلقة» ولكنها محبة لا تبلى وصدق لا يعلى عليه أشعره وأعيشه مع الناس في كل المدن المغربية وحتى خارج المغرب من خلال كل الناس الذين تصلني محبتهم وتواصلهم ورسائلهم وتلفوناتهم وإعجابهم بالبرنامج وأنا أيضا أنشر لهم محبتي في كل موعد تلفزي في «قصة الناس». أنا قصة الناس والناس قصتهم أنا.