تفتحت عينا نهاد بنعكيدا هذا الإسم الإعلامي، الذي أحب ارتجال فن القول والكلام المقفى وكتب الزجل والشعر معا الأمر الذي مكنه من الإبحار في عالم الزجل وركوب موج الشعر، بمدينة الخميسات. فقد عرفت نهاد بنعكيدا، التي فتحت قلب كل من الإذاعة والتلفزيون مند سنوات ليسع «قصص الناس» دونما البحث عن الإثارة بأي ثمن، بزجلها المميز مما مكنها حفر اسمها على صخرة المشهد الثقافي الشعري المغربي. نهاد بنعكيدا، خريجة جامعة ابن طفيل بالقنيطرة شعبة الآداب العربية، هي قبل كل شيء شاعرة وكاتبة، لها مجموعة من الإصدارات لاقت نجاحا وإقبالا لدى القراء، مثل «انطولوجيا الزجل المغربي»، كما شاركت في العديد من المهرجانات والمسابقات الأدبية سواء في المغرب أو في الدول العربية. اخترقت نهاد بنعكيدا مجال الإعلام وميدان السمعي والبصري، واستطاعت أن تخط فيه بداية جيدة منذ سنوات، سواء في الإذاعة أو في التلفزة. في سنة 2003 سجلت نهاد بنعكيدا ولوجها عالم السمعي البصري، عبر تنشيط برامج ثقافية واجتماعية سواء في التلفزيون أو الإذاعة. كما أظهرت مهاراتها كصحافية ومراسلة لمجموعة من الصحف والمجلات العربية، وهي أيضا عضو اتحاد كتاب المغرب. منذ موسم تلفزيوني على القناة المغربية «ميدي آن تيڤي» تطل نهاد بنعكيدا، التي آلت على نفسها أن تقدم تجربتها ومهارتها في تشجيع الناس على البوح، يوميا على مشاهدي «قصة الناس» بحماس شديد وأيضا بقدرة على التعبير بتقاسيم وجهها وحركات يديها تستعين بكل شيء من أجل وضوح الفكرة وضمان وصولها إلى المشاهد وكذا مساعدة المشاركين في حلقاته بمقدار كبير من المهنية وكثير من الارتجال المتحكم فيه اعتمادا على لغة الدارجة، وهي لغة التخاطب اليومي المحبذة في برامج كهذه، لأجل خلق العفوية المطلوبة، على البوح والاعتراف. «قصة الناس» لنهاد بنعكيدا البرنامج التلفزيوني متنوع المواضيع، الذي يراهن على انخراط الجمهور الواسع وتشجيعه على الكلام والمشاركة بما لديه مما يستحق أن يسمع ويمكن تقاسمه مع الآخرين في إطار ما يصطلح عليه بتجارب الحياة ودروسها، أصبح من أكثر البرامج التي تحظى بمتابعة كبيرة من قبل جمهور المشاهدين، بالنظر لحدة النقاش الذي يعرفه، وأيضا للصراحة التي تميز حديثه. فالهامش الكبير للحرية والتعبير في شتى المواضيع المهمة والقريبة من اهتمامات الناس، كان عاملا حاسما في هذا التوجه. ويظهر أن برنامج «قصة الناس» الذي تقدمه نهاد بنعكيدا من الإثنين إلى الجمعة خلال فترة الذروة حلقات للأمور الحياتية التي لا تمسّ الممنوع بالضرورة، أي تلك التي تتعلق بالممارسات الفردية والخاصة فقط، كان مثار تناول الصحافة المغربية أحيانا بلإطراء والمديح وأحيانا أخرى بالنقد نقد الضيوف ونقد نهاد بنعكيدا أيضا. تلاحظ أن نهاد بنعكيدا وهي تنشط فقرات حلقات برنامجها «قصة الناس» التي تبدو حافلة بالحديث وتشد المشاهد طوال الوقت المخصص لها، حرة في كلامها، وطلاقة لسانها، وطريقة بسط أسلئتها، فالسؤال نفسه يأتي على قدر أهلية الضيف وحضوره المفيد دائما، لأنه ثمة أسئلة سلهة، بسيطة، شعبية بلغة متداولة تطرحها نهاد بنعكيدا، تفتح دائما شهية الحديث، وتعطي للجواب كثافة خاصة، وزخما وافرا. ولا تخلو حياة نهاد بنعكيدا، التي تعيش مع ابنتيها إيناس و أروى، من قصص فهي تعيش تجربتها في البرنامج بين الماضي والحاضر فهي «عندما تتحدث النساء عن العنف، تجد امرأة كغيرها ممن عشن العنف في الشارع، في البيت و إن لم يكن جسديا فرمزيا هو الأفظع» . لهذا تعتبر نهاد بنعكيدا نفسها جزء لا يتجزأ من برنامج «قصة الناس»، وأن لها قصة كغيرها من الناس المتوافدين بقصصهم على شاشة قناة «ميدي آن تيڤي»، حيث تجدها رفقتهم كل تفاصيلها «لذلك تجدنها تبكي في حلقات كثيرة، تضحك، تستغرب، تتساءل»، فبرنامج «قصة الناس» جرح مغربي تتلاقى فيه أصوات و تجارب وقصص كل المغاربة».