تخليداً لليوم العالمي للمرأة، اختار فرع خنيفرة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان الوقوف الميداني على ما تحقق من مكتسبات ومدى تفعيل ما صادق عليه المغرب من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمرأة، حيث أعد برنامجا خاصا للاحتفال بهذا اليوم تضمن زيارة لقسم النساء والتوليد بالمستشفى الإقليمي، ولجناح الأطفال المتخلى عنهم، ثم تنظيم حفل فني لفائدة نزيلات السجن المحلي، إلى جانب تنظيم زيارة خاصة لأرملتي شخصيتين نفذ في حقهما حكما بالإعدام رميا بالرصاص إبان ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، أو ما يسمى بسنوات الرصاص. في هذا الإطار، قام أعضاء من مكتب فرع خنيفرة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان بزيارة خاصة للسيدتين فاظمة أوخلف وفاطمة قنجل، أرملتي احماد عسيل (احديدو) وموحى والحاج أمحزون اللذين نفذ فيهما حكم الإعدام رميا بالرصاص، عند أولى خيوط فجر الفاتح من نونبر 1973، الذي صادف احتفالات عيد الأضحى، ضمن ما يعرف بمحاكمة عمر دهكون ومن معه، ومنذ حينها لم يتم الكشف عن قبري الضحيتين، كما لا تزال أسرتيهما تطالبان بشهادة وفاتهما. والأرملتان اللتان تمت زيارتهما هما من النساء اللواتي عانين أثناء سنوات الجمر والاضطهاد والتعذيب، ومرارة الاعتقال وغياهب المعتقلات والأقبيات السرية، حيث اعتقلتا رفقة أبنائهن وأقاربهن، وجاءت فكرة زيارتهما في اليوم العالمي للمرأة انطلاقا من موقف المنظمة المناهض لعقوبة الإعدام، ولدعمها أيضا مسار طي ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بشرط ضرورة تفعيل التوصيات التي تضمنها التقرير الختامي لهيئة الإنصاف والمصالحة، التفعيل الذي يظل القرار الكفيل بإحداث القطيعة الصحيحة مع ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وعدم تكرار ما جرى. وفي ذات المناسبة، قام أعضاء مكتب فرع المنظمة بزيارة جماعية لقسم النساء والتوليد بالمستشفى الإقليمي، حيث زار جميع النساء اللواتي وضعن حملهن والمقبلات على الوضع، ووزع عليهن، وعلى ممرضات الجناح، ورودا وبطاقات التهاني باسم المنظمة، وقد بدت الفرحة على محياهن جميعا، وسررن بهذه البادرة الطيبة. وانطلاقا من المطالب الأساسية للمنظمة لأجل النهوض بالبنيات التحتية والخدمات ذات الصلة بالصحة وتوفير الخدمات الأولية والأساسية للأمهات الحوامل، وإعمال الحق في الصحة بتبني مفهوم المنظمة العالمية للصحة، لم يفت وفد المنظمة عقد لقاء بإدارة المستشفى الإقليمي تناول فيه الطرفان وضعية قسم أمراض النساء والتوليد على مستوى الاستقبال والموارد البشرية والتجهيزات الطبية، كما لم يفت مدير المستشفى الإقليمي التأكيد على أهمية مثل هذه المبادرات الإنسانية في تعزيز التواصل بين المؤسسة الاستشفائية ومحيطها على مستوى المجتمع المدني. وبعد ذلك، نظم أعضاء مكتب فرع المنظمة زيارة إلى جناح الأطفال المتخلى عنهم، مرفوقين بمسؤولين من إدارة المستشفى الإقليمي، حيث اطلعوا على ما يتم تقديمه من رعاية وإجراءات وخدمات أساسية لهذه الفئة البريئة من المواليد والأطفال. وبعد زوال نفس اليوم، نظم فرع المنظمة المغربية لحقوق الإنسان حفلا فنيا على شرف نزيلات السجن المحلي بخنيفرة، وذلك بهدف إشراك هذه الفئة من النساء في احتفالات المعمور باليوم العالمي للمرأة، وتحسيسهن بعدم نبذهن من طرف المحيط، وأنهن موضع عناية ورعاية بما يروم إعادة إدماجهن في الحياة العامة باعتبارهن جزء من المجتمع. الحفل الفني تم افتتاحه بكلمة ترحيبية تقدم بها مدير السجن المحلي، وبعده تقدم كاتب فرع المنظمة بكلمة استعرض من خلالها الهدف من الحفل، الذي ليس زرع بعض الفرح في نفوس النزيلات فقط، بل هو من صميم القواعد الدنيا لمعاملة السجناء، وحقهم في الترفيه كما في الرياضة والتطبيب والتكوين والتعليم، وأيضا هو مساهمة في سبيل إعادة إدماج النزيلات وتحفيزهن على الاندماج في المجتمع بصورة إيجابية وصالحة، كما أن الحفل يندرج أساسا ضمن الإستراتيجية المتفق عليها بين المنظمة والإدارة العامة للسجون من أجل تأهيل السجون المغربية بما يضمن كرامة وحقوق ورفاهية السجناء، في حين لم يفت كاتب الفرع التعبير عن تقدير انفتاح الإدارة العامة على الجوانب الإنسانية للسجناء، متمنيا تطوير ذلك إلى نحو جعل السجن فضاء للإعداد النفسي والاجتماعي، وللتهذيب والإصلاح، عوض الاستمرار في جعله مكانا للعزل والعقوبة فحسب، مبديا حرص المنظمة على تنمية دور المجتمع المدني في الاهتمام بالسجون والسجناء ضمن سياق المقاربة التشاركية. وفي هذا الصدد، قام مكتب فرع المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بتنظيم الحفل على طريقة التقاليد المغربية، وبمساهمة مجموعتين موسيقيتين، عصرية وفولكلورية، وخلالها تم تنظيم حفل شاي على شرف النزيلات، وقام أعضاء وفد المنظمة بتوزيع ورود وبطاقات التهاني عليهن وعلى موظفات السجن المحلي، وقد استحسن الجميع بادرة المنظمة، سيما أن غالبية النزيلات في ريعان الشباب كتبت عليهن الظروف أن تكبل حريتهن خلف القضبان والأبواب الحديدية.