يبدو أن الجهات المسؤولة عن الطرق والنقل، لم تلتفت بعد إلى معاناة مستعملي وسائل والنقل وكل المسافرين بالأقاليم الجنوبية خاصة الطريق الوطنية رقم واحد الرابطة بين الوطية بإقليم طنطان، مرورا بأخفنير في اتجاه طرفاية بوجدور الداخلة، خاصة المقطع الجديد الرابط بين طرفاية وفم الواد الممتد على طول ما يقارب 100 كلم من بين أخطر الطرق على المستوى الوطني، نظرا لهشاشة بنيتها وكثرة الحوادث التي تعرفها بسبب تداخل عدة أسباب، أهمها الحركة النشيطة لمختلف وسائل النقل ذات الحجم الكبير، خاصة في الفترة الليلية وزحف الرمال وتآكل جنبات الطريق ، دون إغفال أدخنة الشاحنات وانعدام الإنارة الجانبية والخطوط البيضاء المنبهة و غياب علامات التشوير الطرقية التي ترمز إلى تواجد الحيوانات في عدة أماكن، وكذا السرعة المفرطة مع الحالة الميكانيكية لبعض وسائل النقل. وتبقى أخطر هذه الحوادث تلك التي تتسبب فيها قطعان الإبل التي تستأنس ليلا بضجيج وإنارة مختلف وسائل النقل مما يجعلها عرضة للتصادم مع هذه الأخيرة ، خاصة عند المقطع الرابط بين قرية لمسيد ومدينة بوجدور وبين ضواحي جماعة الطاح ومدينة طرفاية، حيث وقعت عدة حوادث خلفت خسائر فادحة بشرية ومادية كبيرة. ولتفادي هذه المشاكل أو على الأقل التخفيف من حدتها، يبقى مطلوبا من الجهات المسؤولة ضرورة وضع علامات متعددة وبشكل واضح تنبه إلى وجود قطعان الإبل وإلزامية الكسابة وتحديدا مربي الإبل بوضع شارات أو أشرطة بلاستيكية عاكسة للأشعة تطوق أعناق وسيقان بعض رؤوس القطيع، خاصة تلك التي تستأنس بأشعة وسائل النقل و تفضل الرعي بقارعة الطريق ، مع العلم أن هذه الأطواق العاكسة للأضواء لن يتعدى ثمنها 10 دراهم للمتر ، وهو مبلغ جد زهيد مقارنة مع ما تسببه هذه الحيوانات من حوادث خطيرة تؤدي إلى إزهاق أرواح بشرية، والتي لايمكن تعويضها مهما كان الثمن، وخسائر فادحة على المستوى المادي والمعنوي .