« عمرها سنتان وثمانية أشهر، تحلمُ بلحظة تشارك فيها شقيقيها نورالدين ( 10 سنوات ) ، والمهدي ( 8 سنوات ) ، شغبهما الطفولي بكل سلاسة وبراءة، تتطلع إلى نطق اسميهما بيُسر ودون عناء ، بعد أن يكون لسانها قد طاوعها في التلفظ بأغلى كلمتين لدى كل أُبٍ وأُمٍّ : وهما «بابا وبابا» ... لكن الحلم مازال بعيد المنال»... إنها الصغيرة «السعدي غزلان» ، التي حُرمت من نعمة السمع منذ أن خرجت إلى الدنيا يوم 30 ماي 2011 ، لتبدأ رحلة والديها ( ابراهيم وخديجة ) مع طرْق أبواب المؤسسات الاستشفائية بحثا عن جواب يعيد إليهما الأمل بإمكانية سماع محبوبتهما «غزلان» تُخرج من ثغرها الصغير حروف اللفظين الساحرين : بابا وماما ، لكن دون جدوى ، لحدّ أيام الله هذه ، خيبات استحالت معها المواعيدُ والزيارات المتتالية للمرافق الصحية ، صغيرها وكبيرها ، خاصّها وعامها ، إلى أسباب للحزن والدموع التي تكاد لا تفارق عيْني أُمها صباح مساء . «غزلان» تنحدر من أسرة تتكون من الأب ابراهيم ، تاجر بسيط، يكد ويجتهد من أجل توفير مصاريف المعيش اليومي لأفراد العائلة الصغيرة « زوجة وثلاثة أبناء» ، والكبيرة هناك في دوار تمسولت أوجو جماعة تيزغت قيادة إسافن عمالة طاطا . إعاقتها على مستوى السمع تحول دون التمتع بطفولتها كباقي أقرانها في بلاد العالمين، يقول والدها ابراهيم: « صغيرتي ، سبحان الله ، رغم إعاقتها ، فهي تجتهد لتقليد حركات أخويها ( نورالدين والمهدي ) ، تحمل القلم حين تلمحهما منشغلين بإنجاز واجباتهما المدرسية ، وتبحث عن ورقة ترسم فيها خربشات وخطوطا ، كما تقلدنا ( أنا ووالدتها ) أثناء حديثنا في الهاتف النقال بشكل تلقائي لافت ، كمؤشر على ذكاء واعد لصغيرتي ». وعن احتمال أن تكون هذه الإعاقة ذات مرجعية وراثية ، أوضح ابراهيم السعدي قائلا :« لم تعرف «أسرتي ولا أسرة زوجتي أية حالة مشابهة ، وقد أكد لي كبار السن من الأسرة، أنهم لم يسبق لهم أن عايشوا فردا من العائلة ، عانى من الصمم» ، مضيفا « حتى داخل القبيلة التي ننحدر منها ، لم يُسجل يوما أن أحدا عُرف بهذه الإعاقة». التشخيص الطبي لحالة غزلان أكد حاجتها لإجراء عملية جراحية لزرع القوقعة ، ذات التكلفة المادية الباهظة ( 25 مليون سنتيم ) ، الكفيلة بأن تمنح لها سُبل السماع ، ومن ثَمّ تحقيق حلم النطق بكلمتي بابا وماما بشكل عفوي، وهي على موعد مع كشف بواسطة راديو التصوير المغناطيسي ( I R M ) يوم 21 ماي 2014 بمستشفى 20 غشت ، موعد يتمنى والداها أن يكون طالعَ خيْر وسماع ما يثلج الصدر من الأنباء ، راجين من الله تعالى ، الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا ، أن تجد صرختهما هذه صدى طيبا في قلوب المحسنين ومُحبي فعل الخير من جمعيات وأشخاص ، في أفق تمكين صغيرتهما من ممارسة شغبها البريء دون عُسر أو استعصاء . الاتصال : السعدي ابراهيم : تجزئة الخزامى E 4 الرقم 124 الزبير / الألفة البيضاء . الهاتف : 0668303986