سبق أن دق الإخوة في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بدبدو ناقوس الخطر لمرات عديدة بخصوص الوضعية الكارثية التي يعاني منها القطاع الصحي بمنطقة دبدو، إيمانا منهم بأن النهوض ببلدتنا العزيزة لن يتحقق بالتصفيق والتبوريدة وحفلات البذخ والشواء....، بل عن طريق المساهمة في تقديم الحلول العملية لتجاوز الأزمة التي يعاني منها القطاع الصحي، وفعلا تقدمنا أكثر من مرة بمقترحات وتصورات عملية لتوفير بنيات صحية بدبدو مجهزة بتجهيزات متطورة، وبموارد بشرية وأطر صحية كافية، تستجيب للحاجيات الصحية بمنطقة دبدو ، وتشهد على ذلك رسائل مكاتب الفروع لدائرة دبدو، الكتابة الإقليمية بتاوريرت، ومقالات في جريدة الاتحاد الاشتراكي ثم جرائد وطنية أخرى مستقلة لها علاقة بالموضوع، على اعتبار أن دائرة دبدو هي دائرة مترامية الأطراف من الناحية الجغرافية والديموغرافية، وذلك في ظل تقسيم إداري غير متوازن لم يأخذ بعين الاعتبار المؤهلات الاقتصادية والطبيعية للمنطقة ، إلا أننا نتيجة مواقفنا المبدئية اتهمنا بالشعبوية، وبأن خطابنا لا زال يشده الحنين إلى مرحلة المعارضة الاتحادية لسنوات الستينات والسبعينات والثمانينات، التي نفتخر بالانتماء إليها لأنها بمثابة الزمن الجميل للحركة الاتحادية الأصيلة بشهدائها الأبرار المهدي بن بركة وعمر بن جلون وكرينة وأحمد البوزيدي.....، وقلنا بأن دور الجماعات الترابية هو دور أساسي لتجاوز الأزمة الصحية بالمنطقة، إلا أن فاقد الشيء لا يعطيه نظرا للسياسات الارتجالية محليا، التي لم تفلح سوى في تحريك الدعاوى الصورية أمام القضاء في حق المناضلين الاتحاديين الشرفاء، وزرع الأحقاد بين العائلات بدبدو، لكن في نهاية المطاف وصلنا إلى النتيجة التي كنا نتخوف منها. فمساء يوم الثلاثاء 04 مارس 2014 وفي تمام الساعة الرابعة والنصف، وضعت السيدة «الزهرة بنعمر» مولودها على رصيف المركز الصحي لمدينة دبدو ، بعدما وجدت أبواب الأخير موصدة في وجهها . ولا أحد هناك ليمد إليها يد المساعدة . فلولا بعض النساء من المارة اللائي قمن بإسعافها وقدمن إليها يد المساعدة في الهواء الطلق من دون أية خبرة مسبقة أو إمكانيات متاحة - ، لتضاعفت الكارثة ولصارت الأم وجنينها في عداد الموتى .