كادت سيدة تنحدر من دوار "بني فاشات" الذي يبعد عن مدينة دبدو بحوالي 40 كلم (إقليم تاوريرت) أن تفقد حياتها لولا تدخل بعض المواطنين لإنقاذها وانقاذ حياة جنينها الذي وضعته فوق رصيف المركز الصحي في سابقة هي الاولى من نوعها بالمدينة المذكورة، ووفق مصادر مطلعة كشفت أن "الزهرة بن عمر"، بعدما أحست بقرب الولادة وبدء المخاض يأخذ مأخذه بعد زوال أول أمس قصدت على وجه السرعة رفقة أفراد من عائلتها الذين حملوها على متن سيارة لنقل البضائع والماشية "بيكوب"، إلى المركز الصحي المذكور قبل أن يتفاجأ الجميع بأنه مغلق. وبالرغم من المضاعفات التي يمكن أن تنجم عن تلك الولادة في تلك الظروف، إلا أن بعض النسوة من المارة لم يمهلهم الوضع الكثير ليفكرن في مدى خطورة الموقف، وتطوعن ك"قابلات" في الهواء الطلق لتخليص الحامل وتمكينها من وضع مولودها في ظروف مناخية اتسمت بالبرودة الشديدة. في نفس السياق كشف عبد المالك حوزي عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (فرع تاوريرت)، أنه على إثر هذا الحدث الذي وصفه ب"المؤلم"، تجمهر وفق نفس المتحدث "حشد غفير من أبناء البلدة ليطالبوا بحقهم العادل والمشروع في الصحة والعلاج وتوفير مداومة الطبيب لهذا المركز المهمل، وفك العزلة على الدواوير المترامية بجبال دبدو و المنطقة". ووفق نفس المتحدث أكد أن فرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان بتاوريرت، "سبق له ما من مرة أن طالب بتوفير مداومة الطبيب بالمركز الصحي لمدينة دبدو، وكذا مطالبته بتمكين دار الولادة بالعدد الكافي من المولدات، لكن لا حياة لمن تنادي، فوزارة الصحة ومعها كل الحكومة الحالية تتبع سياسة النعامة وترفض أن تتعامل مع الواقع في المغرب العميق". الحادث الذي شهدته دبدو أول أمس أثار غضب المواطنين ووصل صدى إلى البرلمانيين المنتمين الى المنطقة والجهة، حيث كشف خالد السبيع البرلماني عن دائرة تاوريرت، أن مختلف الأحزاب والجمعيات والفعاليات المدنية نددت ومازالت تندد بالوضع الصحي المقلق بالإقليم، في ظل تلاحق ما اعتبره "مهازل وفضائح"، التي يبقى فيها المواطنون هم الحلقة الأضعف. ووفق نفس المتحدث فقد وجه على حد تعبيره "العشرات" من الأسئلة الكتابية والشفهية وعدة لقاءات مع وزير الصحة، كلها تسعى إلى تحسين الخدمات الصحية على مستوى الإقليم، إلا أنه لم تتحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع، وهو أمر يضع وزارة الصحة وفق نفس المصدر أمام مسؤوليتها في توفير العلاج لكافة المواطنين، وهو العلاج الذي لن يتأتى بدون وجود طواقم طبية وإمكانيات توفر مجالا مريحا للأشغال.