وفاء لذاكرة الفقيدة «أمي» الباتول طروات، أم مصطفى بلهواري الذي استشهد في السجن وهو يخوض إضرابا عن الطعام احتجاجا على ما تعرض له من قمع وانتهاك لحقوقه في الحرية والكرامة، والفقيد عبد الله أمجود أحد المقاومين بمدينة مراكش والمؤسسين لحزب القوات الشعبية بالمدينة، نظم كل من الفرع الجهوي للمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف بمراكش وفرع المنارة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان يوم الأحد 02 مارس 2014 حفلا تأبينيا بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاة المناضلين عبد الله أمجود و الباتول طروات. فقد امتلأت القاعة الرئيسية لبلدية جليز بمراكش عن آخرها بحضور متميز تصدرته عائلتا الفقيدين، إلى جانب أصدقائهما ورفاقهما في النضال. كما حضر هذا الحفل التأبيني العديد من ممثلي الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية والمدنية بالمدينة، خاصة منهم أعضاء من الكتابة الجهوية والكتابة الإقليمية وشبيبة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالجهة والإقليم، وقيادات محلية لكل من حزب النهج الديمقراطي والحزب الاشتراكي الموحد وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والفيدرالية الديمقراطية للشغل والنقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) بالإضافة إلى وجوه بارزة بصمت التاريخ المعاصر لمدينة مراكش بما قامت به من نضالات وما قدمته من تضحيات. وتميز هذا الحفل التأبيني الذي ترأسه رئيس الفرع الجهوي للمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف بمراكش عبد الحق عندليب، بإلقاء عرضين وكلمات وشهادات بالمناسبة، حيث استهل الحفل بقراءة الفاتحة ترحما على روحي الفقيدين عبد الله أمجود والباتول طروات وعلى روح المناضل الكبير علي المانوزي الذي وافته المنية مؤخرا بمدينة الدارالبيضاء. عضو المكتب التنفيذي للمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف عبد السلام الفيغة وعضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان عمر أربيب، أكدا في عرضيهما تحت شعار «نضال عائلات ضحايا ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية» ، على أن أحسن تكريم للمناضلين عبد الله أمجود والباتول طروات هو أن تتم تسوية ملف الانتهاكات الجسيمة على قواعد العدالة والإنصاف التي ترتكز أساسا على الكشف عن الحقيقة الكاملة حول ما حدث في الماضي من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وذلك بإماطة اللثام عن قضية الشهيد المهدي بن بركة وقضية كل الشهداء الذين سقطوا من أجل الحرية والديمقراطية، ومساءلة المتورطين في ما حدث من انتهاكات وتقديم الدولة لاعتذار رسمي وعلني للضحايا وجبر أضرار هؤلاء بدون استثناء أو تمييز وتوفير الضمانات اللازمة من أجل عدم تكرار ما حدث في الماضي وحفظ ذاكرة الضحايا. ومن بين المتدخلين الذين أدلوا بشهادتهم في حق الفقيدين نذكر الرئيس السابق لجمعية هيئات المحامين بالمغرب وعضو اللجنة الإدارية للإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الأستاذ ادريس أبو الفضل، حيث أبرز المتدخل العديد من الخصال النضالية لكل من عبد الله أمجود والباتول طروات. وفي هذا الصدد شدد أبو الفضل على صدقية ونزاهة عبد الله أمجود الذي ظل وفيا لمبادئه رغم كل الإغراءات والقمع الذي تعرض له سواء في عهد الاستعمار أو إبان سنوات الرصاص. أما فاطمة الزهراء الدريدي شقيقة الشهيد مولاي بوبكر الدريدي، فقد أكدت في شهادتها على الدور الطليعي الذي لعبته «امي» الباتول في تعبئة عائلات المعتقلين السياسيين من أجل فضح ما تعرضوا له من اعتقالات تعسفية وتعذيب سواء في المعتقلات السرية أو العلنية، وان استشهاد مصطفى بلهواري ابن «أمي» الباتول لم يزد الفقيدة سوى صمود وإصرار على مواصلة النضال إلى جانب كافة عائلات المعتقلين السياسيين. وكان من بين الذين أبوا إلا أن يشاركوا الحضور في هذا الحفل التأبيني بإلقاء شهادتهم بالمناسبة، عبد الله المانوزي شقيق الفقيد علي المانوزي، وأحد ضحايا سنوات الرصاص، حيث أبرز ما قام به المرحوم عبد الله أمجود من أدوار خلال فترة الاستعمار إلى جانب عدد من المقاومين وما قدمه من تضحيات في صفوف حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وبأنه ظل نشيطا في صفوف فرع المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف بمراكش رغم تقدم سنه وما كان يعانيه من مرض وذلك إلى أن وافته المنية. أما لحسن زغلول، أحد الوجوه البارزة التي ساهمت في تأطير مناضلي الحركة الاتحادية خلال سنوات الستينات والسبعينات والثمانينات في المنفى، خاصة في الديار الجزائرية، فقد ذكر الحاضرات والحاضرين بما كانت تربطه بالفقيد أمجود من علاقات نضالية متينة في إطار حزب القوات الشعبية. عائلتا الفقيدين شاركتا في هذا الحفل التأبيني من خلال الكلمة التي ألقاها كل من معاد عراض حفيد المرحوم عبد الله امجود و رشيد بلهواري شقيق الشهيد مصطفى بلهواري، حيث أبرزا الخصال الإنسانية والاجتماعية النبيلة للمرحومين وتعلقهما بقيم العدالة والإنصاف والديمقراطية، وزهدهما في الحياة في سبيل نصرة القضايا العادلة للشعب المغربي. وفي ختام هذا الحفل قدمت الكتابة الجهوية للإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تذكارين رمزيين لكل من عائلة الفقيدة الباتول طروات وعائلة الفقيد عبد الله أمجود، كعربون وفاء للمناضلين الراحلين ولما قدماه من تضحيات لتكريس قيم الحرية ومبادئ الديمقراطية والتي تعد بمثابة نبراس يستنير به كل الديمقراطيين والحقوقيين والمجتمع المدني في بلادنا من أجل أن ترفرف راية الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية عالية على ربوع هذا الوطن الحبيب.