ليلة ليلاء تلك التي زف اليها عرسان من نوع خاص جدا أبى فيها ثلة من مناضلي حزب القوات الشعبية إلا أن يحولوا تلك الأمسية الباردة جدا، الى لحظة دفء، بل لحظة وفاء لرموز شامخة بنت بوسائلها البسيطة لكن بحسها الوقاد ، تنظيما حزبيا كبيرا ظل لعقود يشكل عقدة لمخزن سنوات الرصاص ومغرب التهم الجاهزة أنذاك بعد رعب زوار الليل. ليلة استثنائية حقا حينما قرر الجميع أن يشارك بقسط ولو بسيط في إنصاف رجال انبعثوا كالفينق من وسط الرماد لمواجهة عاصفة القمع وزوار الليل ...مواطنون استثنائيون تركوا الجبل بما حبل من أجل كوة ضوء ننظر منها قصد الدوام في أمل... لبناء وطن جميل. إنها ليلة الوفاء لمن نبعنا منهم أبجديات حب الوطن ورفع الجبروت والطغيان .....إنها امتداد لليلة الوفاء للشهداء المهدي وكرينة وعمر وموحا أحمو والخطابي والزرقطوني، إنها ليلة الوفاء للوطن وللقيم ، على حد تعبير أخينا عبد المقصود الراشدي، الذي أبى رفقة أخينا كمال الديساوي عضوي المكتب السياسي ، إلا أن يشاركا هذا الجمع المبارك الطيب وفاء لإخوان لنا واجهوا الظلم والجبروت وشاركوا الوطن والمواطنين من أجل هاته الفسحة التي نعيش فيها ومن أجلها. ليلة نتمنى ان تعيد الوهج والتكامل والرقي لحزب عبد الرحيم بوعيد والمهدي بنبركة وعمر بنجلون ولكل شهداء هذا الوطن ... ليلة نتمنى أن نرى الجميع فيها مجتمعا متضامنا متقاربا لإعادة الوهج الى حزب القوات الشعبية بإقليم كان ومازال يحتل مكانة خاصة من بين أقاليم أخرى في التنظيم الحزبي ، كما أكد أخونا الراشدي . ليلة وفاء حقا لأخينا ميلود بلحراكة الذي كان حقا أهلا لأمانة حزبنا ومن منا لايتذكره وهو يحمل كيسا في أحد مؤتمراتنا ليقول للجميع، هاهي مساهماتكم الشهرية وهاهي مصاريفنا اليومية التي يحتاجها الحزب كل يوم. من منا لايتذكر با ميلود وهو يسلمنا الدعم للقطاع الطلابي أو الشبيبة وهو يقسمه لنا يوما بيوم بعد أن كان أمينا على عرض وكرامة إخوانه المعتقلين في فترات سنوات الرصاص، بتكليف من الكتابة الإقليمية أو المكتب السياسي. إنه ميلود بلحراكة الرمز الوقاد ذو الأيادي النظيفة المعروف بكرمه وحسن ضيافته على حد تعبير أخينا مسعود أبو زيد الذي قام بتكريمه ذاك المساء. يوسف الحمداوي الذي شاركه جميع أبنائه من عائلته الصغيرة ...الذي اشتعل رأسه شيبا لكن مازال يحمل صفة الشاب ويتحرك كشاب من أجل إعادة بناء التنظيم الحزبي رغم أنه يحمل من العاهات الكثير جراء سنوات الإعتقال التي قضاها من عقد السبعينيات ومرورا بكل الانتفاضات الشعبية 79 و81 و83 و90 . يوسف حمداوي الذي يعيش اليوم على الكفاف والعفاف، ضحى بكل شيء في سبيل الحزب والنقابة مناضلا ومسؤولا سياسيا ونقابيا وفقيها يعرف كيف يواجه خفافيش الظلام بالإقناع والإقتناع، هو هذا اليوسف حمداوي الذي كان منزله مفتوحا للجميع للبدو القادم الى المحاكم والمستشفيات، للمناضلين الذين يجدون فيه الحضن الدافئ والصدر الرحب، هو ذا با اليوسف الذي نحبه جميعا ، كما قال الأخ أبو زيد . علي القضيوي الإدريسي النبع الذي نهلنا منه جميعا .....الصرح الذي تعلمنا منه أبجديات النضال ....الرجل الذي قضى أكثر من نصف حياته مناضلا صنديدا وأداة حادة في مواجهة المخزن ...الرجل الذي كان عليه إجماع كبير في زاوية سايس على أنه رمز من رموز النضال السياسي والثقافي، حيث كان أول من بنى جمعية ثقافية في دوار سيدي عبد الله بنمسعود ... كان أول من يدخل في مواجهة مع المخزن الذي كانت له خطة القضاء على حزب القوات الشعبية بإقليم الجديدة. علي القضيوي الإدريسي الرمز القائد ، الأب، الصديق، رجل المواقف الصعبة، المتمرس الداهية، كل صفات الإخلاص ظلت مجتمعة فيه ، قليل الكلام، لكن دائما يكون كلامه كالرصاص ، شكل عقدة كبيرة للعديد من مسؤولي الإقليم ، سواء على مستوى الداخلية أو الأجهزة الموازية في سنوات الرصاص. علي القضيوي هو الذي يحظى اليوم باحترام الجميع، يتكلم قليلا ويستمع كثيرا، فما أحوجنا اليوم الى أمثاله لإعادة بناء الحزب بفتاوى تقيه شر التشرذم وتبعد عنه المستفيدين من وضعياته الخاصة جدا على حد تعبير أخينا بوشعيب بالمقدم الذي تكلف بإلقاء كلمة في حقه. بوشعيب خلوق رمز التسيير الجماعي النظيف لم يتخاذل يوما ولم يسجل عليه أنه خان أمانة الناخبين وجد نفسه وسط موجة من الشباب، الذي أوصلته ساكنة أزمور الى دفة التسيير سنة 1992 حيث اختلطت الثورة الشبابية بالإندفاع وكانت القرارات التي تتخذ كبيرة جدا خاصة عندما كانت التدخلات تصب في اتجاه مقاضاة وزير الداخلية أنذاك إدريس البصري وما أدراك ما إدريس البصري ، عندما كانت تتم عرقلة مشاريع المدينة. لكن يحسب لبوشعيب خلوق أنه كان رجلا وسطيا يعرف كيف يواجه المصاعب ويقنع هذا المناضل ويهادن ذاك حفاظا على المكتسب ودفاعا عن التجربة على حد تعبير أخينا أحمد أمشكح. بوشعيب لهلالي الذي استطاع أن يقود مظاهرة سيرا على الأقدام من بني هلال الى الرباط احتجاجا على تزوير نتائج انتخابه برلمانيا لمنطقة سيدي بنور الذي ظل يمثله منذ 1963 الى اليوم دون انقطاع، با بوشعيب الذي شارك في العديد من الملتقيات الدولية البرلمانية لبناء تجربة برلمانية خاصة رفقة كل من علال الفاسي وعبد الواحد الراضي وآخرين . بوشعيب لهلالي الذي ترأس جماعة بني هلال لسنوات طويلة دون أن يستفيد ولو من سيارة الجماعة حيث سخر وسائله الخاصة في خدمة تنمية المنطقة . لقد تميز بنظافة يديه منذ أن دخل عراك الحياة السياسية بالمنطقة وعلى الصعيد الوطني كما تميز بمواقفه الشجاعة داخل قبة البرلمان أو عندما كان رئيسا للمجلس الإقليمي بالجديدة . صالح ايت صالح الأمازيغي الذي تستهويه قلاع أزيلال ومرتفعات بركان حيث قضى جزءا من حياته في خدمة الناشئة قبل أن تستهويه أزمور التي زجت به في قدر السياسة والنقابة فتحمل المسؤولية في أول فرع حزبي تأسس بأزمور وانتخب في مكتب النقابة الوطنية للتعليم ككاتب للفرع بالجديدة ، رجل صعب المراس استهوته النقابة على المجال السياسي ورغم تقدمه في السن فإنه مازال يناضل على كافة الواجهات رغم أنه يدخل أحيانا في خلوات خاصة ويبتعد عن الجميع لإنشغالاته الخاصة، وهي شهادة من طرف أخيه إدريس انفراص. أزمور التي احتفت برجال السياسة لم تتوقف عند هذا الحد وخرجت من السياسي الى الثقافي، لتحتفل بصديقنا الفنان الكبير عبد الكريم الأزهر، حيث تجاوبت القاعة مع الكلمة الملقاة في حقه وتأثر هو كثيرا بالكلمات الرقيقة التي ألقيت في حقه خاصة عندما تم تسليمه الدرع ولوحة تشكلية من زميل له يحمل ذات الهم . كما تم الاحتفاء بالاخ محمد وردي والاخ محمد الشلالي عن مجلس الفرع والحاج العربي الزاوية عن النقابة الوطنية للتجار، والامين لسابق للفرع نجيب احمد . ليلة الوفاء هاته أثث فقراتها الأخ عبد اللطيف البيدوري كاتب الفرع ووضع توابلها أعضاء مكتب الفرع وآخرون وشارك فيها رجال استثنائيون كخالد الحريري برلماني الحزب السابق الصعب المراس، وعبد الجبار بوملحة ومولود أسقوقع وبلحاج ومصطفى وعبد الرحيم ونور الدين الشرقاوي صديقنا وكاتبنا الجهوي ، وآخرون... إنها فعلا ليلة وفاء خاصة.