في استغلال خطير لفضاءات مساجد المملكة من أجل تسويق صورة عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة وزعيم حزب العدالة والتنمية، لم يتردد خطيب مسجد محمد الخامس في تشبيه بنكيران بالرسول الكريم، ذلك أن الخطيب خصص خطبة الجمعة ما قبل الماضية لسيرة خير البرية، واستشهد بحسه الإنساني وحسن تعامله مع أفراد أسرته وبصفة خاصة أحفاده من كريمته فاطمة الزهراء، ليجد الخطيب المناسبة مواتية لإقحام بنكيران في خطبته حيث عمد الى الإشادة به لكونه يتأسى بالرسول الكريم، مستشهدا بالفيديو الذي تم تداوله وفيه يظهر بنكيران وهو يلاعب أحفاده، معتبرا بنكيران رجلا صالحا وفاضلا وأن الرسول الكريم إسوة حسنة له. وهذا الاقحام المدروس بعناية لاسم بنكيران في خطبة الجمعة وتشبيهه بالرسول الكريم، يؤشر إلى وجود مخطط خطير يستهدف السيطرة على المساجد للدعاية والتسويق السياسي لحزب العدالة والتنمية من خلال تجنيد الخطباء والأئمة المجندين من طرف حركة الإصلاح والتوحيد، الجناح الدعوي للحزب الحاكم، وهذا يدفعنا مرة أخرى لدق ناقوس الإنذار للتحذير من هذا الاستغلال الخطير لحرمة المساجد، والذي بلغ مستويات غير مسبوقة في ظل الغياب شبه التام للوزارة الوصية على الحقل الديني التي يبدو وكأنها سلمت مفاتيح مساجد المملكة لحركة الاصلاح والتوحيد. إن التساهل مع استغلال المساجد للدعاية السياسية لحزب العدالة والتنمية من شأنه أن يتخذ أبعادا خطيرة في بلاد يعتبر فيها أمير المؤمنين هو الضامن لوحدة الشعب المغربي، والحريص على عدم توظيف الحقل الديني من طرف أي جماعة أو حزب في صراعه السياسي مع باقي التنظيمات والأحزاب الاخرى. يذكر أن خطيب مسجد محمد الخامس سبق له في عدة خطب أن تجاوز واجب التحفظ المفروض أن يتقيد به الخطباء والأئمة، وخاض في الأمور السياسية حيث خصص عدة خطب للوضع السياسي في مصر وانتصر لحركة الاخوان المسلمين، ودعا على الجيش المصري بالويل والثبور، والوزارة لم تحرك أي ساكن وكأنها تبارك ممارسات هذا الخطيب وتوفر له الحماية.