غريب أمر حزب الأصالة و المعاصرة لا يهدأ له بال إلا ب" التحنقيز" الإعلامي موغلا لسانه في كل القضايا، آخرها قضية خطباء وأئمة الجمعة الذين لم يسلموا أيضا من لسعات هذا الحزب المسمومة، حيث أطلق رئيس فريق الحزب في مجلس المستشارين لسانه في أعراض الخطباء و الأئمة مفتريا عليهم نشر الغلو و التطرف و اتخاذ المنابر لأغراض سياسية انتخابية مؤكدا أن ما قاله هو مثبت في الأخبار التي ترصدها الصحف . إن هذا الاتهام الخطير لخطباء الجمعة المغاربة يؤشر على كون أن المغاربة يتم تأطيرهم في مهرجانات الأسبوع الدينية تأطيرا تكفيريا يتسم بالغلو و التطرف مما يعني أن أصحاب منابر الجمعة هو الوقود المحرض على التطرف و ذلك انطلاقا من المساجد المغربية التي تعرف تزايدا ملحوظا في عدد روادها، و النتيجة الطبيعية تزايد في عدد الغلاة و التكفيريين المؤطرين تأطيرا سياسيا! إن المتتبع لحالة المساجد المغربية و لخطاب خطباء الجمعة ، عند سماعه لكلام حزب" البام" الذي يريد ان يكون حزب " البوووم" طيلة السنة بفرقعاته الإعلامية ، يتأكد من سخافة الاتهامات الموجهة للخطباء و الأئمة ، و يتبين له أن الهدف من هذه الحملة المسعورة على رجال المنابر تكمن في التشويش و التضيق على الخطباء و الإسهام في تنفير المغاربة من الالتفاف حول خطباء أحيائهم الذين يرشدونهم ويبينون لهم ما تيسر من آي القرآن و السنة، و في نفس الآن يتعاطفون مع كل فكرة إصلاحية و إسلامية نبيلة كيفما كان ممثلها سياسيا أو مدنيا أو ثقافيا ... لا أدري ماذا يريد حزب البالونات من خطباء الجمعة ، هل يريد منهم أن يصعدوا منابر الجمعة و هم يتأبطون " الكمانجة" عند الانتهاء من كل مقطع أية و حديث يتضمن معاني الخوف من الله أن يتبعوا ذلك ترنيمات الكمان؟! هل يريدون من الخطباء أن يلقوا خطبهم حول الإيمان بالله و الأخلاق الحسنة و نبذ الأعمال السيئةبأساليب التهريج و المهرجين حتى يتحول المسجد إلى مسرح؟! ماذا يريد جزب الهمةالمهموم بالخطباء و الأئمة في هذه الأيام ، هل يريد منهم أن يقدموا الإسلام بدون مخالب ، هل يريد أن يقدم الخطباء إسلاما رومانسيا برجوازيا لا تضحية و لا حساب فيه؟... يتضح بالملموس وبالرغم من قلة القنوات التأطيرية التي تشتغل في الحقل الديني، فإن دعاة " الكمانجة" في خطبة الجمعة لتلطيف الخطبة و عدم ترهيب المصلين، ينظرون إلى خطبة الجمعة نظرة تضايق و خوف من قوتها التأطيرية و التبشرية و التواصلية و الإعلامية و لو أنها تكون مرة في الأسبوع، فهم في خوف دائم من أن يتخلق المجتمع بأخلاق الإسلام و الامتثال لأوامره، لأن في ذلك دعم بلغة مباشرة إلى حزب العدالة و التنمية المنافس لهم في الانتخابات السياسية نظرا لما يدعوا إليه الناس من أفكار يقول أنه تنحاز إلى المرجعية الإسلامية، فحمى المناصب الانتخابية قد تجعل " الباميون" يضحون بكل ما له علاقة بالإسلام لأن هناك خصما انتخابيا يدعو إليه، ولا غرابة أن يعرقل مشروع التمويلات الإسلامية في المغرب مع ان الدول الغربية كفرنسا تعتمده ، لأن تطبيقه هو دعم للحركات و الأحزاب الإسلامية.. والحق أن الشأن الديني ينبغي ان يبقى بعيدا عن ألسنة الاحزاب المتنافسة الانتخباوية لما في ذلك من خطورة على مجتمع المغربي، فالدين للجميع و المسجد للجميع ، و ما صدر عن حزب الهمة هو استغلال مقيت للدين بطريقة معاكسة، فليطمئن حزب " البام" فالمغاربة ليسوا حيونات أليفة يدجنهم من شاء فهم يقطعون المسافات الطوال لحضور خطبة جمعة لإمام مميز.. واش عاد فقت من نعاس أسي بن شماس.