خصصت ساكنة العاصمة الغينية كوناكري لجلالة الملك، الذي حل بها يوم الاثنين، في زيارة رسمية لجمهورية غينيا ، استقبالا حارا وحماسيا كان في مستوى حدث هذه الزيارة التاريخية ، وعكس بحق متانة وشائج الصداقة والأخوة العريقة التي تجمع شعبي البلدين منذ عهد جلالة المغفور له محمد الخامس والرئيس الراحل أحمد سيكو توري. فقد خرجت الجماهير الغفيرة من ساكنة كوناكري لاستقبال جلالة الملك، حيث رفعت الأعلام المغربية والغينية في مختلف شوارع العاصمة كوناكري، وكذا صور جلالة الملك والرئيس ألفا كوندي بمناسبة الزيارة الملكية التي يعتبرها الغينيون حدثا تاريخيا، لكونها أول زيارة يقوم بها عاهل مغربي لغينيا الشقيقة. فانطلاقا من مطار كوناكري غينيا الدولي ، تجمعت حشود غفيرة من مختلف الأعمار، ضمنها أفراد الجالية المغربية، جاءت لاستقبال جلالة الملك والترحيب به والتعبير عن مشاعر الامتنان والعرفان لجلالته على مختلف المبادرات التضامنية التي اتخذتها المملكة إزاء عدد من دول القارة ومنها غينيا. وقد تجلى هذا الجو الاحتفالي والحماسي الفياض في الشعارات التي كان يرددها المحتشدون على جنبات الطريق الذي يربط بين المطار ومقر إقامة جلالة الملك من قبيل " مرحبا بصاحب الجلالة الملك محمد السادس" و "عاشت الصداقة الغينية المغربية و" يحيى التعاون الغيني المغربي" ، وهي الشعارات التي كانت ممزوجة بأهازيج وأناشيد أدتها فرق فلكلورية محلية. وكان أعضاء جمعية قدماء المتدربين والطلبة الغينيين بالمغرب، التي تضم أزيد من 5000 خريج ، منهم من تقلدوا مناصب عليا في البلاد، من بين مستقبلي جلالة الملك بالمطار، للتعبير لجلالته عن أخلص مشاعر الامتنان على ما قدمته المملكة لهم من خدمات خلال فترة تكوينهم بالجامعات والمعاهد العليا المغربية. وقد أجرى جلالة بعد ذلك ، بقصر الأمم بكوناكري، مباحثات على انفراد مع الرئيس الغيني ألفا كوندي، كما ترأس جلالة الملك والرئيس الغيني مراسم التوقيع على 21 اتفاقية للتعاون بين المغرب وغينيا في مختلف الميادين. وتتعلق هذه الاتفاقات بقطاعات مختلفة منها الصيد البحري والزراعة والتجارة والسياحة والطاقة والمناجم والمياه وتنظيم المدن. وفي خطاب ألقاه عقب حفل التوقيع على اتفاقيات التعاون الثنائي، أعلن الرئيس الغيني، أن قصر الأمم بالعاصمة كوناكري أصبح يحمل اسم جلالة المغفور له محمد الخامس .وأكد الرئيس الغيني أن هذا القرار يأتي اعترافا بالدور الكبير الذي اضطلع به جلالة المغفور له محمد الخامس من أجل تحرير ووحدة إفريقيا. وقال كوندي إن هذا المجمع الذي بني في بداية التسعينيات كان "شاهدا على بعض الأحداث الكبرى" في تاريخ غينيا، وبعد أن تعرض للقصف خلال تمرد عسكري عام 1996 ترك "على حالته لمدة 15 عاما". وأوضح "منذ عام وبفضل شركة مغربية أعدنا إعمار هذا القصر"، مضيفا أن جلالة الملك هو أول شخصية تنزل في هذا القصر. وحسب البرنامج الرسمي، سوف تمتد زيارة جلالة الملك، الذي يرافقه وفد كبير إلى غينيا حتى يومه الأربعاء. وتعتبر جمهورية غينيا ،المرحلة الثالثة من جولة إفريقية، قادت جلالة الملك إلى كل من مالي وكوت ديفوار وتشمل أيضا الغابون، التي تستعد لتخصيص استقبال كبير لجلالته.