خصصت ساكنة العاصمة الغينية كوناكري لملك محمد السادس، الذي حل بها يوم الاثنين (3 مارس الجاري) ، في زيارة رسمية لجمهورية غينيا، استقبالا حارا وحماسيا كان في مستوى حدث هذه الزيارة التاريخية ، وعكس بحق متانة وشائج الصداقة والأخوة العريقة التي تجمع شعبي البلدين منذ عهد جلالة المغفور له محمد الخامس والرئيس الراحل أحمد سيكو توري. فقد خرجت الجماهير الغفيرة من ساكنة كوناكري لاستقبال جلالة الملك الذي يحرص، أشد ما يكون الحرص، على تطوير علاقات المغرب مع عمقه الإفريقي، وترسيخ روابط الأخوة والصداقة التي تجمع الشعب المغربي بشعوب القارة. وقد رفعت الأعلام المغربية والغينية في مختلف شوارع العاصمة كوناكري وكذا صور جلالة الملك وفخامة الرئيس "الفا كوندي" بمناسبة الزيارة الملكية، التي يعتبرها الغينيون حدثا تاريخيا، لكونها أول زيارة يقوم بها عاهل مغربي لغينيا الشقيقة. فانطلاقا من مطار كوناكري غبيسيا الدولي، تجمعت حشود غفيرة من مختلف الأعمار، ضمنها أفراد الجالية المغربية، جاءت لاستقبال صاحب الجلالة والترحيب به في هذا البلد الغرب إفريقي، الذي تجمعه بالمغرب علاقات نموذجية ومميزة، والتعبير عن مشاعر الامتنان والعرفان لجلالته على مختلف المبادرات التضامنية التي اتخذتها المملكة إزاء عدد من دول القارة ومنها غينيا. لقد كانت ساكنة مدينة كوناكري في الموعد وهي تخص جلالة الملك بهذا الاستقبال الكبير حيث حج مئات الغينيين من مختلف ضواحي العاصمة. وقد تجلى هذا الجو الاحتفالي والحماسي الفياض في الشعارات التي كان يرددها المحتشدون على جنبات الطريق الذي يربط بين المطار ومقر إقامة جلالة الملك من قبيل " مرحبا بصاحب الجلالة الملك محمد السادس" و "عاشت الصداقة الغينية المغربية و" يحيى التعاون الغيني المغربي" ، وهي الشعارات التي كانت ممزوجة بأهازيج وأناشيد أدتها فرق فلكلورية محلية. وكان أعضاء جمعية قدماء المتدربين والطلبة الغينيين بالمغرب، التي تضم أزيد من 5000 خريج ، منهم من تقلدوا مناصب عليا في البلاد، من بين مستقبلي جلالة الملك بالمطار، للتعبير لجلالته عن أخلص مشاعر الامتنان على ما قدمته المملكة لهم من خدمات خلال فترة تكوينهم بالجامعات والمعاهد العليا المغربية. وقال عبدولاي سيسي ، وهو من خريجي المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات بالدار البيضاء، الذي أصبح يتوفر على فرع له في كوناكري " شكرا جزيلا لصاحب الجلالة وللشعب المغربي على كل ما قاما به من أجل آلاف الطلبة الغينيين". أما كوندي ، خريج المعهد العالي للسياحة بطنجة ، والذي يشتغل في الاستقبال بأحد فنادق العاصمة، فقال " إنها لحظة تاريخية هذه التي يزورنا فيها جلالة الملك"، مشيدا بالصداقة الغينية المغربية. ومنذ الإعلان عن هذه الزيارة ، تجند أفراد الجالية المغربية المقيمة في غينيا، المنظمون في إطار "جمعية المغاربة المقيمين في غينيا" والذين قدموا من كل الربوع ، لتخصيص استقبال حماسي كبير لجلالة الملك. وفي هذا الصدد عبر رئيس الجمعية يوسف الدبيري عن عميق امتنان الجالية المغربية بالديار الغينية لصاحب الجلالة على تشريفها بهذه الزيارة . وأشار الدبيري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أنه منذ الإعلان عن هذه الزيارة، تعبأت الجمعية، التي تضم مختلف الشرائح الاجتماعية والمهنية من أطر وأصحاب شركات ومقاولين وتجار، لكي تخصص استقبالا حماسيا وحارا لجلالة الملك محمد السادس يعكس بصدق وشائج الأخوة العريقة التي تجمع شعبي البلدين منذ أمد بعيد. والواقع أن الغينيين والمغاربة على حد سواء لديهم قناعة راسخة بأن زيارة جلالة الملك محمد السادس لغينيا ستساهم بكل تأكيد في إعطاء دفعة قوية للتعاون الثنائي في مختلف المجالات حتى يرقى إلى مستوى علاقات الأخوة والصداقة والتضامن الفعال التي تجمع بين البلدين والشعبين.