السؤال حول توفر الطفلة الصغيرة ذات الثماني سنوات على مبلغ 10 دراهم كان جوابه صادما بالنسبة لأفراد الأسرة، الذين استفسروا عن الجهة التي سلّمتها هذا المبلغ، فإذا بهم يصعقون لتفاصيل الرواية التي سردتها الصغيرة، والتي تبين من خلالها بأنها تعرضت لاعتداء جنسي من طرف بقال على مقربة من مقر السكن بإقامات فرح السلام بمنطقة الحي الحسني بالدارالبيضاء. واقعة دفعت الأسرة إلى تقديم شكاية في الموضوع أمام المصالح الأمنية بدائرة النسيم، التي استمعت إلى الضحية بمعية أسرتها، وضحية ثانية هي الأخرى مرفوقة بأهلها، هاته الأخيرة أوضحت على أنها، وبينما كانت تلعب بمقربة من محل البقالة مكان عمل الجاني، غير بعيد عن مقر سكنها، طلب منها هذا الأخير أن تشاهد بعض مقاطع الفيديو الخليعة قبل أن ينطفئ هاتفه، وحتى يمكن الضحية من إتمام الفيديو فقد طلب منها مرافقته إلى مكان سكنه بإحدى العمارات بالطابق الأول، وهناك قام بشحن هاتفه ومكّنها من إتمام مقطع الفيديو، وعند نهايته قام بممارسته الشاذة تلك سطحيا دون أن ينزع عن الطفلة سروالها، إلى أن قضى وطره فوقه، فسلم هذه الأخيرة مبلغ 10 دراهم مقابل ألا تبوح بما قام به إلى أي شخص، فغادرت إلى حال سبيلها دون أن ينكشف أمره في البداية. وقد احتفظت الضحية بسرها إلى غاية تاريخ 20 فبراير، حوالي الساعة السادسة والنصف مساء حيث كانت الضحية تشارك القاصر المذكورة الأولى في اللعب، فإذا بالمعني بالأمر يمر بقربهما ويشير عليهما بتعقبه، وهو ما تم فعلا إلى غاية سطح العمارة التي يقطنانها، وهناك طلب من المذكورة الأولى إزالة سروالها وتبانها عن طريق التغرير، فامتثلت لطلبه حيث شرع في ممارساته الشاذة مرة سطحيا، فيما ظلت الضحية الأخرى في انتظاره إلى أن طلب منها هي أيضا نفس الطلب، فمكنهما في الأخير من مبلغ 20 درهما وراح إلى حال سبيله فيما قامت القاصرتان باقتسامه فيما بينهما. إلا أن اكتشاف أسرة الضحية الأولى أمر النقود واستفسارها حول مصدره، دفع بالطفلة إلى الاعتراف بما مورس عليها رفقة صديقتها من طرف الموقوف، حيث عرضها على مصالح الطب الشرعي التي أكدت الواقعة وقد تسلمت العائلة شهادة طبية في هذا السياق، أدلت بها للمصالح الأمنية. على ضوء هذه التصريحات أوقفت العناصر الأمنية البقال المذكور الذي وأثناء تعميق البحث رفقته، اعترف بالمنسوب إليه جملة وتفصيلا، مؤكدا على أنه وقبل أن يشرع في تلك الممارسات فقد مكّن القاصر المذكورة أولا من مشاهدة بعض مقاطع الفيديو الخليعة التي تم التوصل إليها أثناء حجز الهاتف النقال الذي يخص الموقوف، حيث تم في نهاية البحث تقديمه إلى العدالة بتاريخ 24 فبراير من أجل التغرير بقاصر ين وهتك عرضهما، وحيازة وعرض أفلام خليعة عليهما.