- بمبادرة من النقابة الوطنية للصحافة المغربية، شهدت قاعة محمد الصباغ، بفضاء المعرض الدولي للنشر والكتاب مساء الأربعاء. لقاء لمبدعين في رحاب الإعلام. ضم كلا من رائد الإعلام القيدوم خالد مشبال، وعمر الزغاري الصحافي وكاتب فرع النقابة بالبيضاء الذي زاول العمل لما يقارب ثلاثة عقود بيومية البيان، عزيز الساطوري الصحافي بجريدة الاتحاد الاشتراكي والطاهر الحمزاوي الصحافي بيومية المساء. جاءت هذه المبادرة، لتفتح النقاش مع أسماء ظلت تزاوج بين الكتابة الإعلامية والكتابة الأدبية، راكم بعضها قدرا من الحضور في الضفتين معا، دون أن يفقد و جهته نحو خلق منتوج كتابي مدهش ومفارق. الشاعر والإعلامي سعيد كوبريت، الذي أدار هذه الندوة، أشار إلى أن النقابة ليست فقط إطارا للدفاع عن المهنة وحرية الصحافة وحقوق المهنيين بل هي أيضا إطار فاعل في المسار الإبداعي والثقافي الوطني، عبر أوراش في هذا الإطار، مؤكدا أن النقابة ستواصل هذا التوجه في مختلف المناسبات ومن بينها المعرض الدولي للكتاب، كما قدم لمحة متكاملة عن هذه الندوة، موضحا أن العلاقة بين عالم الإعلام وعالم الإبداع بالنسبة للصحافيين الذين يزاوجوه بين المنتوج الإعلامي والمنتوج الإبداعي. هي علاقة قلق. صراع، على خطوط التماس بين هذا الفعل وذاك، مقدما لمحة عن مسار المشاركين وتجاربهم عبر عدد من الأسئلة التي كانت تروم التقاط أكبر ما يمكن من نقاط الضوء في تجربة كل واحد، خصوصا أنهم يمثلون أجيالا وتجارب مختلفة. الإعلامي والقيدوم خالد مشبال، قدم في هذا الإطار قراءة موجزة لمساره المهني، ابتداء من اشتغاله في إسبانيا ثم الانتقال الى التلفزيون في ظروف صعبة، لكنها لم تكن من عزيمة جيل الرواد الذي اشتغل بكل طاقته خلال مرحلة التأسيس. ثم انتقاله إلى إذاعة طنجة التي حولها بإمكانيات محدودة إلى منارة إعلامية. بدوره، قدم الإعلامي الطاهر الحمزاوي لمحة عن تجربته في الملحق الثقافي ليومية المساء، مؤكدا قناعته بأن الشأن الثقافي ركن أساسي من كل عمل إلعامي، لأنه لا يمكن الحديث عن مستقبل بدون فكر وخلق وإبداع، ونوه بالجهود التي يبذلها الطاقم الذي يشتغل إلى جانبه دفاعا عن ثقافة وطنية. واعتبر الزميل عمر الزغاري، أنه من خلال تجربة ا متدت لثلاثة عقود، كانت هناك نقاط ضوء وبصمات تركتها الصحافة المكتوبة وخصوصا الصحافة الحزبية التي كانت سباقة الى معانقة الشأن الثقافي والدفاع ع ن الثقافة والهوية الوطنية في الوقت الذي كانت مغيبة على الصعيد الرسمي. وأشار إلى أن الصحافي المبدع لديه إدراك أكثر من غيره لأهمية هذا التحدي. الزميل عزيز الساطوري تحدث عن تجربته التي تمتد إلى 15 سنة بيومية الاتحاد الاشتراكي، وكيف أنه اشتغل إلى جانب قامات إعلامية وإبداعية، وكيف أثروا في مساره المهني والإبداعي، متحدثا عن تجربة الجريدة دفاعا عن الشأن الثقافي، عبر الملحق الثقافي الذي كان بوابة إبداعات كبار الكتاب المغاربة والتجربة المتفردة، التي انشأتها عبر «»فسحة الصيف»« و»فسحة رمضان»« والتي فتحت له مجال كتابة عدد من الأعمال بعضها تم نشره. وشهدت الندوة حضورا متميزا لعدد من الوجوه الإعلامية والمهتمين ونقاشا مستفيضا حول دور الإعلامي في المخاض الذي يعيشه المغرب، ومظاهر الخلل التيتعرفها الساحة الإعلامية، والأسئلة العميقة المطروحة على كل الفاعلين في المجال الإعلامي.