عرض إعلاميون وصحفيون مغاربة تجاربهم المزواجة ما بين الاشتغال بحقل الصحافة والإبداع في ندوة بعنوان «مبدعون في رحاب الإعلام» الأربعاء الماضي، وذلك ضمن فعاليات الدورة العشرين للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء. وقال الإعلامي خالد مشبال في بداية الندوة، إنه بدأ العمل في التلفزيون سنة 1967 بعدما قضى سنة واحدة بالتلفزيون الإسباني ضمن بعثة مغربية شاركت آنذاك في تقديم برامج ثقافية ومنوعات وأسهمت في نقل مباريات البطولة الإسبانية. وكشف مشبال أنه لم يعد للمغرب عن رغبة، بل إن ظروف أزمة خانقة عاشتها التلفزة المغربية نتيجة الفوضى بالطابق الخامس بمسرح محمد الخامس مع إمكانيات محدودة جدا وبدائية، مشيرا أن تجربته السابقة كانت مبنية على العمل المهيكل فقط. وأضاف مشبال أنه رغم صعوبة الظروف بتلك المرحلة، إلا أنها كانت مشجعة على الإبداع، مذكرا أن برنامج وجها لوجه الذي كان سباقا إليه، كانت تتطلب عملية المونطاج الخاصة به السهر ل 12 ساعة متواصلة رغم أن مدته لا تتجاوز 20 دقيقة. وأبرز مشبال أنه كان على قناعة بأن أي شخص ليست له القدرة على الإبداع، فعليه أن يشتغل في حقل الإعلام، مضيفا أن المبدعين في هذا الميدان قليلون، مع فارق الإمكانيات الموجودة حاليا، عكس السابق عندما كنا نقدم إبداعا وأفكارا جديدة. من جانبه، قال طارق الحمزاوي صحفي بجريدة المساء، إن تجربته الشخصية مرتبطة أساسا بالإبداع الذي كان النقطة الأساسية التي قادته إلى عالم الصحافة، وساهمت فيها متابعته للملاحق الثقافية بجريدتي الاتحاد الاشتراكي والعلم في حقبة سابقة. وأضاف الحمزاوي أن الإعلام له علاقة وطيدة مع الصحافة خاصة الورقية في ظل ارتباطها بالنشر، فعندما يود الكاتب إظهار ما يكتبه النور، لا بد من صحافة تتلقى هذا الإنتاج، مشيرا إلى تجربته الشخصية التي بدأت بنشر قصة ثم حوار بجريدة العلم. وأبرز الحمزاوي أن هذه المراحل شدته للصحافة وشكلت أخرى للتوغل في عالمها، مقرا أنها الصحافة تأكل المبدع خاصة اليومية منها، والتي هي أشبه بفرن يحتاج إلى حطب، ورغم ذلك ينجح البعض في استراق لحظات عزلة قصيرة للكتابة. وأكد الحمزاوي أن المرجعية الإبداعية والثقافية ضرورية لكل صحفي، إذ عليه أن يكون قارئا للشعر والقصة، مضيفا أن دور الصحفي المشتغل بالحقل الثقافي بات دورا نضاليا في ظل إيمان مجموعة من المنابر الإعلامية بعدم جدوى وجود صفحة ثقافية. أما إدريس الساطوري الصحفي بجريدة الاتحاد الاشتراكي، أن الأخيرة كانت سباقة للعديد من الأمور، من أهمها الملحق الثقافي كل يوم جمعة، متحدثا عن تجربته التي انطلقت سنة 1979 بالعمل بالقسم السياسي وتحديدا متابعة العلاقات الخارجية مع إسبانيا. وأكد الساطوري أن هذه الفترة لم تترك له مجالا للإبداع ورغم ذلك استفاد الكثير من خلال تعلم التفريق بين أساليب إبداعية والكتابة في المواضيع السياسية، كما سرق وقتا للكتابة، حيث قام بكتابة مجموعة من السلسلات قبل أن يتم طبعها في كتب.