الإنصات من أجل التوازن؟ أحيانا تكون الحياة كلها شبه زيارة دائمة إلى الطبيب، مثل جمع عام مستمر في غرفة الانتظار. ولا يهم أن يكون المرض مزمنا أو حتى عضالا. المهم أن تكون الحكمة بمعدل حياة كاملة. حدث أن وضع طبيب الأنف والحنجرة والأذن ORL أصابعه الثلاثة، الإبهام والسبابة والوسطى، فوق الطاولة، وتوجه إلى العبد الضعيف لربه بالقول: عليك أن تعرف أن توازن الجسم يقف على ثلاثة أعمدة، كما لو أن الأمر يتعلق بكاميرا ذات أرجل ثلاث. وهذه الأعمدة هي السمع، والبصر .. والعضلات. وعندما يختل السمع، مثلا، وتتوقف الأذنان عن المساهمة بنسبة تفوق الستين في المئة، يشعر الإنسان بالدوخة ويصاب بالدوران، ولو على ارتفاع بسيط. كأن الأمر يهمني، وكنت أتابع النهاية وأنتظر العلاج. واضح أن هناك تشابها بين توازن الجسد البشري، توازن السمع والبصر والعضلات وبين توازن السلط في الديموقراطيات (لهذا يكون البلد الديموقراطي بلدا متوازنا مثل الجسد السليم؟). ومن الواضح أن ثلاثية التوازن الجسدي تجدي في السياسة كما تجدي في الصحة. لن أستسلم لما في هذه المقارنة من شاعرية..ذلك أن «اللي في ما هناني»: لهذا تساءلت : ألهذا السبب نرى المسؤولين في بلادنا يترنحون من فرط اللاتوازن، بعدما يغلقون آذانهم عن السمع، ويفقدون مساهمة الأذنين في توازنهما السياسي؟ ألهذا يكون بنكيران في لحظات تمايل كلما أمعن تجاهل الأصوات الأخرى، الأصوات التي تأتيه بما لا يشتهي، فيعطل العمود الثالث للحفاظ على توازنه السياسي وعلى توازن السلط وعلى توازن السياسة؟ واضح إذن أن الإنصات ضرورة حقيقية للتوازن، ومن يفقد مساهمة الأذنين في حياته يسير نحو .. الدوخان!! هل يملك التوازن السياسي وصفة، أو مصحة للترويض والعلاج؟ أعتقد أن البرلمان يمكن أن يكون مصحة وأن التمرين الدستوري يعيد التوازن كلما اختل الإنصات: ألهذا كان المشرع حريصا أن يكون صوت المعارضة مسموعا؟ ارتكبي حماقة وأحبيني جئت إلى الحظ بعد يومين. جئت إلى السعادة متأخرا. فقد انتهت حفلات عيد القديس الحب، في ذكرى السان فالانتاين. ومع ذلك: ارتكبي حماقة وأحبيني جربي أن تنامي فوق بركان وأن تستيقظي فوق غيوم من الأقحوان جربي أن تجعلي أصحاب الكهف يرسمون جيدك على الجدران.. ارتكبي حماقة وأحبيني جربي يا سيدتي أن تكون دورة الشمس ووجهك صنوان جربي أن يمشي من يحبك فوق الماء ويطير بلا جناحين جربي أن تصاب فصول الأرض بالجنون.. وأن يشير الكون إليك يا سيدتي متهما أسنانك بالمرجان! ارتكبي حماقة وأحبيني جربي أن تري أنسانا أحبك لا يشرك في قلبه إنسانا ومع ذلك يبدأ جدول الحب في العد .. اثنان! ارتكبي حماقة وأحبيني قهقهي مندهشة عندما تحج إلى جسدك طيور الشوق من كل الخلجان.. ارتكبي حماقة وأحبيني بلا عقل وبكل الوجدان.. جربي أن يموت في حبك سيدتي إنسان ويبقى بعد الموت ليمدحك ألف قمر كاملا وألف عالم من .. العنفوان... ارتكبي حماقة وأحبيني جربي حياتي لحياتك قطع غيار وسروري يصب في أفراحك.. خزانا تلو الخزان