تبحث الأندية المغربية الثلاث المشاركة في الدور التمهيدي من منافسات عصبة الأبطال وكأس الاتحاد الإفريقي عن تأشيرة العبور نحو الدور الأول، بعد رحلة الذهاب التي جرت في الأسبوع الماضي بالمغرب. فإذا كان الرجاء البيضاوي قد حسم أمر التأهل بنسبة كبيرة، إثر فوزه بسداسية نظيفة في لقاء الذهاب بالدار البيضاء، فإن الجيش الملكي، شريكه في عصبة الأبطال، سيكون في مهمة صعبة ببماكو، بعدما اكتفى بالتعادل بهدفين لمثلهما بمجمع الأمر مولاي عبد الله بالرباط. أما الدفاع الجديدي، فسيرحل إلى بوركينا فاصو مسلحا بامتياز صغير أمام سونابيل، الذي أظهر إمكانيات محترمة بملعب العبدي في لقاء الذهاب. لا خيار أمام الجيش الملكي في لقاء اليوم ضد الملعب المالي سوى الانتصار من أجل مواصلة المشوار في مسابقة عصبة أبطال إفريقيا، بعد المستوى الباهت الذي ظهر به أبناء المدرب رشيد الطاوسي في لقاء الذهاب، يوم السبت الماضي بمجمع الأمير مولاي عبد الله. ورغم أن ريال باماكو كان قريبا من تفجير المفاجأة، فإن ما يحسب لأصدقاء صلاح الدين العقال هو أنهم تمكنوا من العودة في نتيجة المباراة، وأدركوا التعادل الذي سيبقي على حظوظهم في حسم التأهل بملعب موديبا بالعاصمة المالية. وسيراهن المدرب رشيد الطاوسي على تجربة لاعبيه للعودة بالتأهل، شريطة تقليص هامش الأخطاء، واللعب بفعالية، لأن أي نتيجة غير الانتصار آو التعادل بأكثر من هدفين، قد ترمي بالفريق العسكري خارج دائرة التنافس. ويعول الجيش الملكي على مواصلة المشوار في هذه المسابقة، بعدما بات من الصعب عليه المنافسة على لقب البطولة الوطنية، الذي سيضمن لصاحبه المشاركة في كأس العالم للأندية، التي ستجري في نهاية السنة الجارية بالمغرب. ورغم التفاؤل الذي يسود معسكر الجيش الملكي، فإن الحذر يبقى مطلبا ملحا، لأن الخصم قدم في مباراة الذهاب إشارات قوية على أنه سيكون خصما عنيدا للفريق المغربي، وأنه قد يتمرد على كل التوقعات، ويظفر ببطاقة التأهل. هذه المباراة، التي ستجري في الساعة الثالثة مساء، سيقودها طاقم تحكيم نيجيري يتكون من الحكم الدولي فيرناند إيدوه، بمساعدة تيميتوب أزاز وإصاح أوسمان. أما الحكم الرابع فهو أبوبكار إيدو. وبالعاصمة السيراليونية، فريتاون، سيكون الرجاء اليبضاوي في مباراة شبه تدريبية أمام دياموند ستار، بعدما وضع رجله اليمنى في الدور المقبل، عقب فوزه العريض في مباراة الذهاب بستة أهداف دون مقابل. ومن المنتظر أن يمنح المدرب التونسي فوزي البنزرتي، الفرصة للاعبين الشبان والعناصر البديلة، حتى تكتسب مزيدا من التنافسية وتعزز رصيدها من التجربة. والأكيد أن الفريق الأخضر سيخوض هذا اللقاء باقتصاد كبير للحفاظ على لاعبيه من الإرهاق، سيما وأنهم مقبلون على مباريات حارقة ومتتالية، ستكون بدايتها يوم الخميس المقبل أمام المغرب الفاسي في مؤجل الدورة 14 من البطولة، قبل الرحلة بعد أربعة أيام إلى وجدة لمواجهة النهضة البركانية برسم الجولة 17. وفي مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي، سيكون الدفاع الحسني الجديدي، عصر يوم غد الأحد، في محك حقيقي أمام سونابيل البوركينابي، الذي قدم مجموعة من الإشارات القوية في لقاء الذهاب، حيث لم يلق الهدف الجديدي إلا في الأنفاس الأخيرة من اللقاء. ويملك المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة خبرة ميدانية في مثل هذه الاستحقاقات، وأعلن أن لاعبيه قادرون على حسم أمر التأهل بواغادوغو، حيث أكد أنه سيعتمد على النهج الهجومي لمباغتة الفريق الخصم. ورغم أن الفريق الدكالي لم يكن يتوفر على معلومات كبيرة عن سونابيل، فإن مباراة الذهاب بالجديدة كشفت مجموعة من المعطيات أمام المدرب بنشيخة، الذي يتعين عليه أن يتعامل مع اللقاء بذكائه المعهود، حتى يضمن لفريقه مواصلة الحضور في هذا الاستحقاق. ومن أجل تحفيز اللاعبين على تقديم عطاء جيد في لقاء الغد، بادرت إدارة الدفاع الجديدي إلى صرف جزء من مستحقات لاعبيها، في انتظار تسديد باقي الديون. وعينت الكونفدرالية الإفريقية طاقم تحكيم بينيني لهذا اللقاء، يتكون من الحكم الدولي أكانتوي جيرمان كول، بمساعدة غبيماسيندان نارسيس كوتون وسينا إيلريش بورجياس هودان، أما الحكم الرابع فهو إدكار ليك بادة. وعموما تبقى حظوظ الفريق الدكالي وافرة لتأمين العبور، بشرط استغلال اندفاع لاعبي سونابيل، الذين سيحاولون منذ البداية الضغط على مرمى الحارس لعروبي، وبالتالي سيكون سلاح المرتدات الخاطفة مفيدا لإرباك خطط مدرب الفريق البوركينابي.