كشف التشخيص الأولي للدارالبيضاء، الذي أجري في أعقاب الخطاب الملكي "التوبيخي" ، أن المدينة المعلولة في حاجة إلى تدخل استعجالي لا تقل كلفته عن 1200 مليار سنتيم لسد الحاجيات القصوى للمدينة، علما بأن التأهيل الشمولي للعاصمة الاقتصادية يتطلب اعتمادات خيالية تلامس ال 30 مليار درهم. هذه المبالغ الضخمة، التي لا طاقة لميزانية المدينة بها، بل ولا حتى لميزانية الحكومة برمتها، ستتطلب أمدا طويلا لإيجادها قد يمتد إلى 2030، غير أن ما تم تدبره حتى اليوم ، حسب ما صرح به أول أمس والي المدينة خالد سفير وعمدتها محمد ساجد، لا يتعدى 2.8 مليار درهم سيخصص للإسعافات الأولية التي تتطلبها البيضاء قبل متم العام الجاري. وهو مبلغ، و إن بدا محترما، لن يكفي مع ذلك لسد الخصاص الهائل الذي تعرفه المدينة على جميع الأصعدة، وقد تم تأمين الجزء الأكبر منه، حوالي 1.160 مليار درهم من طرف وزارة الداخلية، المسؤول التاريخي عن أعطاب المدينة، فيما الجزء المتبقي سيتم جمعه على شكل مساهمات استثمارية كانت مبرمجة في وقت سابق قبل أن يتم احتسابه في التركيبة المالية الإجمالية للبرنامج الاستعجالي، ويتعلق الأمر ب 560 مليون درهم ستتكلف بها شركة ليديك ضمن الاستثمارات التي سبق أن تعهدت بها ضمن مخططها التنموي، و480 مليون درهم سيتم استثمارها من قبل الشركتين الجديدتين الفائزتين بصفقة النظافة، وهي استثمارات واردة أصلا في كناش التحملات والتي تهم تجديد الأسطول و تأهيل محطة المعالجة وشراء حاويات القمامة.. غلاف الداخلية، 116 مليار سنتيم، هو الذي سيوجه إذن لعمليات الانقاذ الأولية، من ضمن هذا المبلغ ستقتطع 240 مليون درهم لتوزع على السلطات الادارية المسيرة للمدينة، عمالات وأقاليم ، بكوطا في حدود 60 مليون درهم لكل مجلس، مقابل ما سمي ب "التأهيل الحضري" وهي عملية معقدة يتداخل فيها الزفت و التشجير والجير.. ويمكن أن تتقاطع مع ميزانيات جهات أخرى معنية بنفس الإصلاحات. كما خصص غلاف من 110 ملايين درهم لتعزيز أمن البيضاويين مع تحسين حركة السير بالمدينة، منها 40 مليون درهم لتزويد المدينة بكاميرات للمراقبة من أجل تعزيز الأمن بالدار البيضاء الكبرى؛ 20 مليون درهم لإقامة وتشغيل محطة مركزية لتنظيم السير، 50 مليون درهم لاقتناء معدات التنقل والبث من أجل تحسين قدرات تدخل قوات حفظ النظام .. ونظرا للحالة الكارثية للطرق و الاختناقات التي تتسبب فيها فقد تقرر تخصيص 365 مليون درهم لعصرنة الطرق بالمحاور الكبرى وعلى مستوى المقاطعات، حيث ستتم إعادة تهيئة وتعزيز 19 شارعا و13 ملتقى بالعاصمة الاقتصادية بقيمة إجمالية تعادل 220 مليون درهم؛ وإقامة طرق إضافية بغلاف مالي إجمالي يناهز 35 مليون درهم؛ و تحسين محاور السير على مستوى المقاطعات في إطار مخطط عمل مفصل تمت بلورته بشراكة مع المنتخبين، ويهم الطرق والأرصفة الواجب تهيئتها باستثمار شمولي يقارب 110 ملايين درهم. أما النقل الحضري فسيبتلع خلال 2014 ما قيمته 200 مليون درهم لتحسين شروط نقل البيضاويين وبالأخص لتمويل اقتناء 200 حافلة جديدة للنقل العمومي . ومن ضمن المشاريع التي ستقتطع لها من ميزانية الانقاذ 620 مليون درهم مشروع إدماج سكان دواويرالمكانسة ، سيدي بلحسن والهراويين وهو مبلغ سيتم التعاون في جمعه بمساهمة كل من الميزانية العامة للدولة، ومجلس المدينة، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والجماعات المحلية وذلك بغية تمكين هذه المناطق من الولوج إلى مجموع الخدمات الأساسية في انتظار تنفيذ البرنامج الجهوي. وستستقبل المدينة في الشهر القادم، والعهدة على العمدة ساجد، 220 من شاحنات جمع النفايات، شاحنات، ومعدات لحمل النفايات، و80 عربة مجرورة للتنظيف )منها 6 للشواطئ( مكانس ميكانيكية للطرقات، مكانس، معدات للغسل، جرارات، وغيرها... و9920 مستوعبا وصندوقا، منها 20 مدفونة و 151 بسعة كبيرة؛9000 سلة مهملات.. وخلال الشهور القليلة القادمة سيتم افتتاح 3 مشاريع مهيكلة تهم نفق دكار وتثليث الطريق السيار الحضري للدار البيضاء والطريق المداري جنوب غرب بالحي الحسني وليساسفة..