بدا خالد سفير، والي الدار البيضاء الكبرى المعين في أكتوبر الماضي من طرف الملك محمد السادس، أكثر إلماما بحاجيات أكبر تجمع حضري في المملكة وهو يحصي مجموعة من المشاريع الهيكلية والخطط الاستراتيجية التي سيتم اعتمادها على المدى القصير والمتوسط كما الطويل لإعادة بعث الروح من جديد للعاصمة الاقتصادية. خالد سفير، حرص في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم بمقر ولاية الدارالبيضاء على تمرير رسائل تصب كلها في خانة أن الداخلية ستمسك بزمام الأمور لإنقاد الدار البيضاء من براثن الفوضى والفساد الذي تسبب لها في كبوات اقتصادية جعلها تفقد مجموعة من النقاط في سباق كبريات الحواضر العالمية في الظفر باستثمارات محلية وأجنبية إلى جانب انعكاسات اجتماعية سلبية فيظل استمرار ظاهرة الفوضى في قطاعات التجارة والعمران والسير والجولان. والي الدار البيضاء الجديد، قال إنه يحمل أخبارا تسر البيضاويين، ليكون بذلك أول مسؤول ترابي تابع لجهاز الداخلية يتحدث بهذه اللغة المباشرة والمتفائلة لساكنة لم تعهد من وزارة الداخلية مثل هذه الخطابات المتفائلة. لكن السر وراء تغير اللهجة تحمله الخطوط العريضة لخطاب الملك محمد السادس، الذي دق ناقوس الخطر وأمر بإنقاذ المدينة. خطة إنقاذ المدينة تمر عبر ثلاثة مخططات قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد. فوالي الدار البيضاء قال إن فرق العمل المتخصصة منهمكة في إعداد رؤيا 2030 للدار البيضاء، كما أن هناك مخطط متوسط الأمد يمر عبر إقامة المشاريع الكبرى المهيكلة. وتمثل هذه المشاريع الكبرى في الميترو المعلق، وبناء مصنع ضخم لمعالجة نفايات الدار البيضاء، وإقامة الطرق السيارة المحورية للدار البيضاء لحل أزمة الجولان والسير بالعاصمة الاقتصادية، إلى جانب إصلاح مطار محمد الخامس وجعله في مستوى وقيمة الدار البيضاء. وفي معاودة تمرير رسائل إلى منتخبي ومسيري مدينة أكبر تجمع حضري في المملكة، حذر سفير من أن البيضاء قد تفقد مكانتها الاقتصادية القارية لصالح أبيدجان ودكار في حالة عدم نهج استراتيجية مستعجلة لكي تستعيد مكانتها قبل فوات الأوان. وحدد والي الدار البيضاء الخطوط الكبرى للمخطط الاستعجالي الذي خصصت له ميزانية بقيمة 2.82 مليار درهم. محمد ساجد، عمدة مدينة الدار البيضاء، قال إن الداخلية ستؤمن نحو 1.16 مليار درهم، وهو ما يمثل 28 في المئة تقريبا من المبلغ الاجمالي الذي سيخصص لتمويل أولويات جهة الدار البيضاء، فيما ستساهم شركات النظافة الجديدة والتي تم اختيارها اليوم من طرف مجلس المدينة وهي سيتا البيضاء وأفيردا، بما يقارب 480 درهم و560 مليون درهم التي ستساهم بها ليديك. وأورد ساجد أن المخطط الاستعجالي سيخصص 110 مليون درهم لتزويد الدار البيضاء بكاميرات للمراقبة من أجل تعزيز الأمن بالمدينة وإقامة محطة مركزية لتنظيم السير واقتناء معدات التنقل والبث لتحسين قدرات تدخل قوات حفظ النظام وتعزيز أمن ساكنة الدار البيضاء. كما قرر المتدخلون من وزارة الداخلية ومجلس المدينة والجهة تخصيص 365 مليون درهم لعصرنة الطرق بالمحاور الكبرى للدار البيضاء، و245 مليون درهم لإعادة هيكلة حديقة الجامعة العربية وتهيئة المساحات الخضراء وتاهيل حديقة الحيوانات بعين السبع وتحديث مركب محمد الخامس. وستقتني مدينة الدار اليضاء حافلات بقيمة 200مليون درهم لتحسين شروط النقل الحضري بالمدينة، وستخصص 138 مليون درهم لتحسين الإنارة العمومية و19 مليون درهم للربط الفردي بالماء الصالح للاستعمال المنزلي والكهرباء، و250 مليون درهم لتحسين نسبة الربط بشبكة تطهير السائل.