مباشرة بعد ترؤسه لحفل تقديم المخطط المديري الجديد للتهيئة الحضرية لمدينة الدارالبيضاء، عقد الملك محمد السادس، الثلاثاء الماضي، جلسة عمل بالقصر الملكي حضرها كل من المستشارين عبد العزيز مزيان بلفقيه وزليخة نصري، ومحمد رشدي الشرايبي عضو الديوان الملكي، ومحمد القباج والي جهة الدارالبيضاء الكبرى، ومحمد ساجد رئيس مجلس المدينة، وعلال السكروحي العامل مدير الوكالة الحضرية. الهدف من جلسة العمل كان هو التسريع بإنجاز مناطق للتهيئة الحضرية والشروع في إنشاء شبكة للنقل الجماعي وحماية الدارالبيضاء من فيضانات وادي بوسكورة الذي يصب في «مكتب الصرف» بطريق الجديدة قرب كلية الحقوق بالدارالبيضاء. وللسهر على تنفيذ المشاريع الجديدة، تم خلق ثلاثة أجهزة جديدة هي شركة «الدارالبيضاء للتهيئة» وشركة «الدارالبيضاء للنقل» و«جهاز تنظيم النقل الحضري». وقال مصدر مقرب من علال السكروحي، العامل مدير الوكالة الحضرية لجهة الدارالبيضاء الكبرى، ل«المساء» إن العامل الذي حضر جلسة العمل الملكية أخبر مساعديه بكون الملك محمد السادس كان حانقا على الوضعية التي آلت إليها طرقات المدينة وتأخر مشاريع سبق له أن أشرف على تدشينها، وقد حث والي المدينة ورئيس مجلسها الجماعي على ضرورة التسريع بتهيئة الأقطاب العمرانية الجديدة المتوقع إنجازها قبل حلول سنة 2013. وعلمت «المساء» من مصدر من الوكالة الحضرية للدار البيضاء، بالشروع في إحداث أقطاب عمرانية بأحياء الرحمة وسيدي مومن والهراويين وآنفا. كما سيتم الشروع، تضيف مصادرنا، في تشييد مجمع رياضي كبير بسيدي مومن، وإنجاز شبكة للنقل الجماعي، إضافة إلى مشروع لحماية العاصمة الاقتصادية من الفيضانات عبر وادي بوسكورة. وقال عبد الواحد سهيل، المستشار الجماعي بمجلس مدينة الدارالبيضاء، إن المنتخبين لطالما سمعوا بوجود مخطط مديري للتهيئة الحضرية، وبمشاريع تهيئة أقطاب عمرانية جديدة، لكنهم لم يشركوا في هذه الأمور بقدرما كان النقاش حولها يدور في دواليب الإدارة الترابية والوكالة الحضرية. وأضاف سهيل، المحسوب على فريق التقدم والاشتراكية بمجلس مدينة الدارالبيضاء، في تصريح هاتفي ل«المساء»، أن المخطط المديري الجديد للتهيئة الحضرية جاء متأخرا مع الأسف،لأن المدينة توسعت على حساب محيطها الهامشي بشكل عشوائي دون أن يرافق هذا التوسع العمراني تقوية البنيات التحتية من قنوات للصرف الصحي وطرق وربطها بوسائل النقل العمومي. ونفى عبد الرحيم وطاس، نائب العمدة محمد ساجد، المكلف بالتعمير في عاصمة المغرب الاقتصادية، علمه بالمشاريع الجديدة للتهيئة الحضرية، وقال، في اتصال هاتفي صباح أمس مع»المساء»: لا علم لي بمشروع تهيئة المناطق الحضرية الجديدة، وأنا أتواجد خارج المغرب، ولن أعود قبل السبت المقبل، آنذاك يمكنني إطلاعكم على وجهة نظر مجلس مدينة الدارالبيضاء بصفتي نائبا للرئيس مكلفا بالتعمير». ومن بين المشاريع التي حث عليها الملك، الثلاثاء الماضي، إنجاز وعاء عقاري للقطب المالي لمنطقة أنفا. أما بالنسبة إلى أقطاب تهيئة ضواحي المدينة، فيوجد مشروع بمنطقة الهراويين الهامشية وآخر بدار بوعزة وقطب ثالث بفضاء آنفا المطار سينجز فوق وعاء عقاري يمتد على مساحة 400 هكتارا، ستخصص لبرامج اجتماعية سكنية متوسطة. ومن بين الانشغالات الكبرى للملك، يوجد مشروع «الترامواي»، لذلك ترأس الملك مراسم التوقيع على اتفاقية تمويل إنجاز الشطر الأول من ترامواي الدارالبيضاء الذي يتطلب تعبئة استثمارات بقيمة 6.4 مليارات درهم. وستمول الدولة المشروع بمبلغ 1.2 مليار درهم، وستخصص له كذلك المديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية 1.5 مليار درهم، بينما سيدفع مجلس المدينة وشركاء آخرون 900 مليون درهم. وتوقعت مصادرنا الشروع في أشغال إنجاز الخط الأول للترامواي قبل متم السنة المقبلة. ويمتد المشروع على طول 28 كلم، ومن المنتظر أن يساهم الترامواي في نقل 300 ألف شخص يوميا.