تهيئة أقطاب عمرانية جديدة بحي الرحمة وسيدي مومن والهراويين ومشروع حماية الدار البيضاء من الفيضانات على وادي بوسكورة من الاولويات ضرورة تأمين جميع الشروط لتكون الدارالبيضاء حاضرة تنافسية عالمية قبل سنة 2013 ترأس جلالة الملك محمد السادس يوم الثلاثاء بالقصر الملكي بالدار البيضاء حفل تقديم المخطط المديري الجديد للتهيئة الحضرية للدارالبيضاء. وجاءت صياغة هذا المخطط وبرمجة إنجاز المشاريع التي يتضمنها والتهيئة الحضرية التي يروم تحقيقها, تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تحسين ظروف عيش الساكنة وفتح آفاق جديدة للتنمية وعصرنة مدينة الدار البيضاء والحفاظ على مؤهلاتها الاقتصادية وتعزيز آفاق التنمية بها وترسيخ مكانتها كقطب اقتصادي قاري وتقوية عوامل استقطابها للاستثمارات. وتروم أشغال التهيئة الحضرية التي يتضمنها المخطط تحسين العرض في مجال السكن والاستجابة لحاجيات الساكنة وخاصة الاسر ذات الدخل المحدود والطبقات المتوسطة وبالتالي تمكينها من امتلاك سكن لائق و فضاءات تتوفر على التجهيزات العمومية الضرورية ومرافق خدمات القرب والخدمات الاجتماعية. وقد تم في هذا المخطط تصور وإعداد مختلف أقطاب التهيئة بالضواحي وخاصة قطب لهراويين ودار بوعزة بالشكل الذي يضمن إدماج هاتين المنطقتين في النسيج الحضري ويصون اللحمة الاجتماعية التي تعد إحدى أهم ركائز ومقومات المجتمع المغربي. كما سيتم إنجاز قطب آخر بفضاء آنفا المطار, على وعاء عقاري يمتد على مساحة400 هكتار, مخصصة لبرامج اجتماعية سكنية متوسطة مع احتياط وعاء عقاري يبلغ80 هكتارا لانجاز مركز مالي جهوي . وستتم مواكبة تعزيز المخطط المديري وعمليات التهيئة الحضرية للعاصمة الاقتصادية من خلال اتخاذ تدابير وإجراءات تتضمن بالاساس تعبئة وسائل نقل حديثة وملائمة وذلك بالموازاة مع تنظيم جيد لحركة السير بمختلف محاور الدار البيضاء الكبرى . وفي هذا الصدد ترأس جلالة الملك مراسيم التوقيع على اتفاقية تمويل إنجاز الشطر الاول من خط الترامواي بالدار البيضاء , والذي سيتطلب تعبئة استثمارات بقيمة4 ر6 مليار درهم تمول منها الدولة مبلغ2 ر1 مليار درهم والمديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية 5 ر1 مليار درهم, ومجلس المدينة وشركاء آخرين900 مليون درهم, بينما سيساهم صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ب400 مليون درهم على أن تتم تعبئة باقي المبلغ (4 ر2 مليار درهم) من خلال قروض مضمونة من طرف الدولة والجماعات المحلية. وقد وقع هذه الاتفاقية شكيب بنموسى وزير الداخلية وصلاح الدين مزوار وزير الاقتصاد والمالية ومحمد ساجد رئيس المجلس الحضري وعبد الواحد القباج رئيس الادارة الجماعية لصندوق الحسن الثاني. ومن المنتظر أن يتم الشروع في أشغال إنجاز الخط الاول للترامواي قبل متم السنة المقبلة وسيمتد على طول28 كلم وسيعبر عددا من أحياء العاصمة الاقتصادية كما سيساهم في نقل300 ألف شخص يوميا. وبهدف ضمان تفعيل مختلف هذه المشاريع وتدبيرها المعقلن وتتبعها وفق حكامة جيدة, تم إحداث ثلاثة أجهزة جديدة هي شركة «»الدار البيضاء للتهيئة»» وشركة «»الدار البيضاء للنقل»» و»» جهاز تنظيم النقل الحضري»» . وقد حضر هذا الحفل الوزير الاول وعدد من أعضاء الحكومة والمنتخبون وممثلو السلطات المحلية والفاعلون الاقتصاديون واعضاء الاتحاد العام لمقاولات المغرب وممثلون عن المجتمع المدني. وفي أعقاب تقديم المخطط المديري الجديد للتهيئة الحضرية للدارالبيضاء ترأس جلالة الملك جلسة عمل بالقصر الملكي بالدار البيضاء حضرها السادة عبد العزيز مزيان بلفقيه وزليخة نصري مستشارا صاحب الجلالة , ومحمد رشدي الشرايبي عضو الديوان الملكي , ومحمد القباج والي جهة الدار البيضاء الكبرى , ومحمد ساجد رئيس مجلس المدينة وعلال السكروحي العامل مدير الوكالة الحضرية، وخلال هذه الجلسة أعطى جلالة الملك توجيهاته السامية مركزا جلالته على الأولويات التي يجب إنجازها قبل سنة 2013 . وتتمثل هذه المشاريع بالأساس في تهيئة أقطاب عمرانية جديدة بكل من حي الرحمة وسيدي مومن والهراويين وأنفا , وبناء المركب الرياضي الكبير سيدي مومن, وعصرنة وتحسين الشبكة الطرقية وشبكة النقل الحضري من خلال إنجاز الخط الأول للترامواي والخط السككي السريع ( إر.اه. إر) وتوسيع شبكة التطهير السائل وإنجاز المشروع الهام لحماية الدار البيضاء الكبرى من الفيضانات على وادي بوسكورة . وشدد جلالة الملك على ضرورة تأمين جميع الشروط وتوفير كل الظروف التي تجعل العاصمة الاقتصادية حاضرة تنافسية عالمية قبل سنة2013 . ولهذا الغرض أعطى جلالته تعليماته السامية بأن يتم تفعيل هذه المشاريع وفق جدول زمني محدد ومضبوط وتسريع وتيرة إنجاز هذه المشاريع حتى تكون مستجيبة لكل متطلبات التنمية المندمجة والمتكاملة والمعتمدة أساسا على سياسة القرب في مجال تحسين المنتوج السكني وتوفير شبكة نقل عصرية وحديثة ومتطورة . وشدد كذلك على ضرورة تخصيص وعاء عقاري للقطب المالي لمنطقة أنفا الذي سيصبح في أفق سنة2013 حقيقة ملموسة وقطبا ذا أهمية كبرى تمكنه من كسب تمركز جهوي وبعد دولي.