عثر أحد المواطنين بالقرب من أطلال المركب الثقافي بشارع برشيد، غير بعيد عن السويقة الموجودة بنفس الشارع، على جثة رضيع حديث الولادة بنقطة أصبحت مطرحاً للأزبال ، وضعته بهذا المكان، مجهولة ولاذت بالفرار دون أن ينتبه إليها أحد . وأكدت مصادر مقربة من عين المكان، أنه إلى حدود التاسعة صباحاً، لم يكن هناك أثر لهذا الرضيع الذي وجد ميتاً. وبعد علمها بالخبر، سارعت السلطات المحلية ومصالح الشرطة بالدائرة 18 لعين الشق والشرطة العلمية والاستعلاماتية والشرطة القضائية إلى عين المكان، وبعد المعاينة وأخذ عينات من القماش الذي لُف به الرضيع، تم نقل الجثة عبر سيارة تابعة للطب الشرعي إلى مصلحة حفظ الأموات، من أجل التشريح لمعرفة أسباب الوفاة. كما فتحت الشرطة القضائية تحقيقاً مباشرة. وتعرف هذه النقطة من شارع برشيد إهمالاً كبيراً من السلطات المحلية والمنتخبين، وأصبحت مصدرا للعديد من السلوكات التي أضحت تؤثر على الساكنة المجاورة وعلى الحي بكامله، رغم الحملات التطهيرية التي تقوم بها المصالح الأمنية. فقد احتل الباعة الجائلون المساحة الخضراء الوحيدة الموجودة بهذا الشارع، وأصبح المكان سوقاً يومياً يحتضن جميع أنواع التجارة، بما في ذلك، بيع السمك والدجاج، مع وجود عدد من الرياشات. ولاشك أن الجميع يدرك جيداً ما يمكن لهذه الأنواع من المعروضات أن تسببه من أزبال وما تتركه من نفايات وروائح كريهة نتنة. زد على ذلك، مخلفات باقي السلع والمعروضات الأخرى، دون نسيان العربات التي تجرها بعض أنواع الدواب، والتي جعلت من أسوار المركب الثقافي إسطبلا ومكانا للمبيت لها. مسؤولية هذا الوضع الكارثي الذي يضر بالصحة والبيئة و يعرقل حركة المرور... يتقاسمها المنتخبون والسلطات المحلية وجمعيات المجتمع المدني، بل حتى السكان الذين لم يقاوموا هذا الوضع، تقول مصادر من عين المكان . في اتصال برئيس مقاطعة عين الشق، أكد للجريدة أن أشغال بناء المركب الثقافي الذي وجدت جثة هذا الرضيع بالقرب من أسواره، «ستنطلق خلال منتصف شهر مارس المقبل، وقد رصدت لبنائه مبالغ مهمة تقدر بمليارين ونصف من تمويل الجهة، وهو ما سيغير من ملامح هذا الشارع»، ومن ثم أصبح من المفروض على المسؤولين في العمالة ومجلس المقاطعة، البحث عن حلول جذرية وسريعة لترحيل هؤلاء الباعة من السويقة، علما بأن هناك تقصيرا مفرطا من المسؤولين، بل لم يُفهم سر غض الطرف الذي يتمسك به بعض المسؤولين، مما تسبب في تزايد عدد هؤلاء الباعة وتزايدت معه نقط عديدة أصبحت أسواقاً عشوائية، في الوقت الذي تسبب سوء التدبير والتسيير في عدم فتح أبواب السوق النموذجي عين الشق المجاور لمقر خيرية عين الشق. اليوم، وبعد الاتفاق على استئناف بناء المركب الثقافي شهر مارس المقبل بعد سنوات من الانتظار لابد من تكاثف الجهود، وأن يتحمل كل طرف مسؤوليته كاملة في العثور على حل يرضي جميع الأطراف، وينقل السوق أو السويقة إلى مكان آخر يكون مقنناً وتتوفر فيه جميع الشروط، حفاظاً على صحة المستهلك وصحة الساكنة وسلامة البيئة وأمن وسلامة البائعين، لأنهم يعيلون أسراً كبيرة وليس لهم وسيلة أخرى للعيش الكريم .