تحت شعار "جائعون للكرامة" دخل التكتل الوطني لأساتذة سد الخصاص فروع تنسيق الجهة الشرقية يوم الثلاثاء 28 يناير 2014 في اعتصام أمام مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، مع إضراب عن الطعام لمدة 48 ساعة في شكل احتجاجي أطلقوا عليه "الأمعاء الخاوية"، وذلك من أجل التحسيس بمعاناتهم اليومية ووضعهم الاجتماعي الصعب الذي يفرض على المسؤولين التدخل العاجل بدل نهج ما وصف ب"سياسة المماطلة والتيئيس". وذكر أحد الأساتذة بأن الإضراب عن الطعام هو خطوة الهدف منها تحريك الضمائر الحية ولفت الانتباه إلى ما يعانيه هؤلاء الشباب، الذين كانوا ينتظرون الاعتراف بمجهوداتهم داخل المنظومة التربوية، وخصوصا في أقصى مناطق المغرب العميق، من أجل محاربة الهدر المدرسي والتقليص من الاكتظاظ داخل الأقسام، قبل أن تتنكر لهم وزارة التربية الوطنية وتنهج معهم سياسة التفقير والتجويع. كما انتقل إلى مكان الاعتصام مجموعة من التلاميذ حيث عبروا عن تضامنهم اللامشروط مع أساتذة سد الخصاص المعتصمين أمام أكاديمية الجهة الشرقية، وقد اعتبر هؤلاء الأساتذة بأن التضامن التلاميذي أعاد لهم الاعتبار كما أعاد لهم كرامتهم المفقودة... هذا، وقد علمنا بأن قوات الأمن تدخلت على الساعة الثامنة من مساء نفس اليوم من أجل فض المعتصم ومنع الأساتذة من مواصلة إضرابهم عن الطعام، وبالرغم من ذلك قضى المحتجون ليلتهم في العراء مصرين على المضي في اعتصامهم وإضرابهم عن الطعام. وكان أساتذة سد الخصاص بالجهة الشرقية قد تعرضوا بعد زوال يوم الخميس 23 يناير 2014 لتدخل أمني وصف بالعنيف، وذلك من أجل فض وقفة احتجاجية أمام مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بوجدة. وقد نجم عن هذا التدخل، حسب ما أفاد به المنسق الوطني في تصريح لجريدة "الاتحاد الاشتراكي"، إصابة مجموعة من الأساتذة بإصابات متفاوتة أخطرها إصابات على مستوى الرأس والكلي، الأمر الذي تطلب نقلهم إلى مستعجلات مستشفى الفارابي من أجل تلقي الإسعافات الأولية والعلاجات الضرورية... ومباشرة بعد ذلك قام الأساتذة المحتجون بمسيرة في اتجاه مستشفى الفارابي للاطمئنان على الحالة الصحية لزملائهم المصابين، وقد حملوا في مسيرتهم الشموع ورفعوا شعارات منددة بما وصف ب"سياسة القمع الممنهج في حق الشغيلة التعليمية"، مطالبين مدير الأكاديمية ب"الرحيل لأنه لم يستطع إيجاد حلول منصفة تضع حدا لمعاناتهم اليومية". هذا، وتجدر الإشارة أن اعتصام أساتذة سد الخصاص بالجهة الشرقية أمام مقر الأكاديمية وإضرابهم عن الطعام، يدخل في إطار المسلسل النضالي، الذي قرروا الدخول فيه بعد أن اتخذت وزارة التربية الوطنية قرار التخلي عنهم ?حسب تعبيرهم- لتشرد أزيد من 400 عائلة على مستوى الجهة الشرقية...