أوقفت وزارة الصحة الدعم المخصص من طرف الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا عن جمعية مغربية للمتعايشين مع داء فقدان المناعة، من بين 25 جمعية وقطاعات عمومية تستفيد من هذا الدعم وتوظفه وفقا لمخطط عمل، يكون من بين أهدافه تقديم مجموعة من الخدمات لفائدة عدد كبير من المتعايشين مع السيدا، والذين يفضلون عدم الكشف عن هوياتهم بسبب الوصم والتمييز. وزارة الصحة أوضحت بأن برنامج الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا يأتي لدعم تنفيذ المخطط الاستراتيجي الوطني لمكافحة السيدا بالمغرب، والذي يهدف إلى تحقيق خدمات الوقاية والعلاج والتكفل بالفئات الأكثر عرضة للإصابة خاصة الشباب والنساء، حيث استفاد المغرب من هذا الدعم لأكثر من 10 سنوات وتمكن بواسطته من تحقيق إنجازات هامة، مضيفة بأن هذا الصندوق يشترط التقييم، والحكامة الجيدة، والنجاعة، للاستفادة منه، لكنها وقفت على مجموعة من الممارسات لجمعية تحمل إسم « النهار» للأشخاص المتعايشين مع فيروس السيدا، والتي استفادت شأنها شأن مثيلاتها من دعم الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا منذ سنة 2007، والمحددة في مصاريف تسيير المقر المخصص حصريا لتسيير الشؤون الإدارية للجمعية، وليس للمبيت كما أصبح الحال عليه، ومن تقوية الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص المتعايشين، وأضافت في بلاغ لها تتوفر «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه بأن هذه الجمعية، أبانت منذ نشأتها عن الحاجة الماسة إلى تقوية قدراتها في التسيير الإداري والمالي للمشروع، فضلا عن كونها عرفت صراعات داخلية بين الأعضاء، حيث توصلت الوزارة بشكايتين مختلفتين موجهتين لوكيل الملك بالدارالبيضاء خلال شهر غشت المنصرم، يتبادل فيهما فئة من المتعايشين مع مكتب الجمعية اتهامات خطيرة تتعلق بالسرقة وسوء التسيير، موضحة بأن الصراع طال مقر الجمعية الذي تم تخريبه وإتلاف المعدات المكتبية والحواسيب وتجهيزات المطبخ المقتناة في إطار برنامج دعم الصندوق العالمي، وكذا الأرشيف و الوثائق الرسمية الخاصة بالجمعية بالدار البيضاء، الأمر الذي يطرح أكثر من سؤال حول السبب الحقيقي وراء هذا الخلاف؟ وأكدت الوزارة على أنه وبالرغم من كل تلك الملاحظات، ومراعاة لمصلحة الأشخاص المستهدفين من هذا البرنامج، فقد ارتأت بمعية اللجنة الوطنية للتنسيق إبقاء دعم الجمعية إلى غاية نهاية دجنبر2013، وإعطائها فرصة أخيرة من أجل تسوية خلافاتها، إلا أن الحال بقي على ما كان عليه، مما حتّم تزامنا وانتهاء المرحلة الأولى لبرنامج دعم الصندوق العالمي، إيقاف الدعم عنها، مشددة على أنها ستستمر واللجنة الوطنية في بذل الجهود من أجل ضمان استفادة هذه الفئة من الخدمات الصحية الرئيسية وبالمجان، مع مرافقة أعضاء الجمعية لتحسين الحكامة والتدبير داخل أجهزتها.